السبت 20 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن .........والقلم
احدب باب اليمن ...!!! - عبد الرحمن بجاش
الساعة 13:42 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)




فجأة راينا البابور الكبير (( وايت الماء )) حق الجيش وهو من النوع الامريكي الذي اُهدي الى اليمن بعد (( المصالحه )) في العام 70 , رايناه يسير بسرعه باتجاه دكاكين باب اليمن , من محطة العولقي بجانب باب اليمن الى آخر دكان بجانب السور (( مستودع الامل )) لقطع غيار السيارات لسليمان شرف رحمه الله , ذلك الذي اتى من عدن ككل الذين قدموا من عدن بجديدهم !! . 
 

فركت عيني اكثر من مره لاتاكد ان البابور يسير بدون سائق , لينتشر الذعر بين الناس ويهرب كلا في اتجاه , وبعد حوالي العشرة دقائق توقف بفضل الرصيف , ليندفع احد ابطال الصاعقه (( عبده صويلح )) ويفتح باب البابور , لارى المفاجأة التي جعلتني اضحك حتى ارتعشت لحية الذبحاني !!! , كان السري هو من يسوق البابور بطريقته , ولانه قصير جدا , فلم نره , كان يشاهد الجميع من فتحة تحت المقود !!! . 
 

السري او الاحدب او احدب باب اليمن , احد اولئك الذين قاتلوا بشرف ورجوله في الجميمه والجبل الطويل وعيبان , والعرقوب وسنوان , وفي كل معارك الشرف , بدون ان يمنوا او يفتحون افواههم بالمن او ادعاء لبطوله , بل عادوا الى ميدان العمل , فكان السري رحمه الله صديقي الاعز سائقا لسيارة المخبز (( المحروسه )) . 
 

تعلمت قيادة السيارة على يديه , ومنه عرفت حكايات كثيره من ميادين الشرف لجنود مجهولين قضوا في سبيل ترسيخ دعائم يمن جديد حلموا به , ونحن من بعدهم , احدهم (( الفرناج )) ذاك الذي انتهى سائقا لاحد تاكسيات باب اليمن , اقرا من وجهه كل صباح ايات العزة والكرامه حتى مات نسيا منسيا !!! , ليرثها الجبناء .....
علوان احدهم , ولا يزال الى اليوم موجودا عند دكان او مستودع النور لقطع غيار السيارات امام الخامري باب اليمن !! , اذهب بين الحين والاخر لارى علوان رمز مرحلة مجيده , صنعها مع رفاقه قادما من اب الخضيره . 

 

كل ليلة يعود السري بشيء في يده , يوم بعشرة ريالات , أخر بربطة قات , كل ليلة بحاجه شكل , واساله ضاحكا : من اين ؟ فاكتشف اليوم الآخر انه يظل منحنيا براسه الى الارض , فكل يوم يلقى لقيه !! .
 

آخر الشهر تراه وقد امتطى بدلة الجيش والى العرضي ليستلم الراتب , ما اجمل الفوضويين , فيذهب الى سوق الملح ويشتري كل حاجيات والدته , وارافقه انا الى بيتهم بجانب الجامع الكبير, يسلمها كل شيئ بعد ان يقبل راسها , وفي الطريق عائدين الى المخبز : يابن الشيخ ما ذلحين سافعل بالباقي الفعائل , مع السلامه رح لك مني , مرة غاب عني ثلاثة اشهر متخفيا كما علمت فيما بعد انه ظن انه قتل احدهم بعد ليلة عرمرميه , فقد مر الى بيت الجح......في الصافيه ومن النافذة الصغيرة نال مايريد , والى الشله , حصلت معركة كل ليله , قفزت من النافذه , اكتشفت – قال – انني نمت في برميل من تلك التي تحافظ على الاشجار وسط شارع الزبيري , ملابسي كانت مبلله بآثار دم , الى فرزة الحديدة ذهبت , وفيها ظليت اشهر ثلاثة اتتبع الاخبار عل احد السائقين سيقول الاحدب قتل فلانا, فلما اطمأنيت عدت . 
 

كان اجمل خلق الله نفسا , وشجاعا الى درجة اليقين , في بابور عمه عبد الله الذبحاني ينام , وفيه يغوص بين دخانه الابيض حتى ينام !!!
تركت باب اليمن الى آفاق الله الواسعة , كنت اذهب لاراه بين الوقت والآخر , قالوا الاحدب يصلي , وقد اطال لحيته , فضللت ولقصره اتساءل الى اين ستطول !!! . 

 

توفت والدته , ايقنت انه لن يعيش بعدها , بعد شهرين توفي صديقي صاحب السر ساكن سيارة عبد الله الذبحاني الاوستن !!! , حزنت عليه كثيرا , فقد كان رجل من رجال مرحلة المجد , قلت ذات مساء : لم تترك بيتكم وتنام بين الروتي , قالها : مشهوا عليك .........رحمك الله يا صاحبي والعزاء لطرقات صنعاء القديمه .....وحارة الجامع الكبير ...ومخبز الثوره ...وبنشر الوسع .......
لله الامر من قبل ومن بعد .

21 اكتوبر  2017

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24