الثلاثاء 23 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن ........والقلم
صاحبي الذي لم يعد صاحبي !!! - عبد الرحمن بجاش
الساعة 13:47 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)




 لن احلف , فصاحبي حقيقي , لكنني لن اذكر اسمه , حفاضا على الكرامه الشخصيه , تقديرا مني لما كان , ولما يمكن ان يكون في قادم الايام , فقد نعود الى بعضنا , حينها ساجد ارضية مشتركه انا مهدتها وتركتها الى وقت الحاجه , فلست ممن يزيلون كل مرافئ السفينة , لانني لا اريد ان يغرق احدا ولا انا !!! . 
 

اتصلت به , رد علي متثاقلا , قلت : ربما هو الارهاق , لذلك اسرعت في الكلام : عرس الاولاد 13 الشهر , رد بنفس النبرة المتثاقله : واللله واحسست ان شفتيه خرجتا من السماعه , لن استطيع فلدي عرس آخر , لم الح : المهم انني اتصلت بك من بين الناس جميعا , لم يعلق ....................
عدت لاستعرض تفاصيل اللحظة التي زارني خلالها في المرة الماضيه , تبينت وجهه , لم يعد ذلك الضاحك والبشوش , والبسيط  , كان يحدثني بنبره اخرى , يومها كان يستعرضني من راسي الى قدمي , لم انتبه ....حتى وقعت الواقعه ........

 

التقينا في مناسبة اجتماعيه , تواجهنا , مد يده متثاقلا : اهلا..... مطَها حتى نهايات المدى , فهمت , ....شعرت بانه يتبختر حتى في مشيته وهو المدرس الجامعي و ........المبدع .....
لم يزرني بعدها , ولم يتصل , وعدت اتذكر كل ما مر بيننا ....
قلت يا فلان : هل تحس بان علانا قد تغير ؟ - يهاي لم يعد يتكلم معنا , وحتى اذا التقينا بالكاد يرفع عينيه ويؤشر !!! . 

 

قلت : ولم ؟ نحن جميعا نعرف بعضنا من سنين موغله في البعد , ضحك صاحبنا : اكتشف مؤخرا انه غير البشر !!! ,
رحم الله الوشلي الذي مر على احمد عبده ناشر العريقي في دكانته لبيع الاحذيه من انقذ الثورة والثوار , قال له : هيا ما فعلت لك الثوره ؟ اجاب ناشر بطيبة الارض : يكفيني منظر الاواليد سارحين مروحين من المدرسه , كان الوشلي كبيرا , فقد عاد باحساس انه غلط في حق العم احمد , قال له : لم اقصد الاساءة , بل انني زعلان عليك , كان الوشلي على حق , فقد ورثها الجبناء ....

 

عندما عدت الى بيتي مررت على صاحبي (( مصلح الجزمات )) , لم اسلم , قلت : قم , فقام , ظن انني اريد ان اسلم عليه , قلت : عادحنا يا يحيى تسالمنا الصبح , وفاجأته : عد يا يحيى اصابعك , فضحك , عدت الح عليه : رجاء , عاد ينظر الي كمن يقول : مالك ؟ عدت اقول : رجاء عد اصابع يديك , فاستسلم وفي اعماقه صوت يقول : عمي عبده اكيد جنن , - خمس يا استاذ , ازيد اعد اصابع ارجلي ؟؟!! , قلت : وعينيك  , ورحت ادقق في جسمه وشكله , فاذا به بعينين , وانف واحده , واذنين , ولسان وشفتين , وقدمين , وركبتين , وما هو اعلى لا علاقة لي به !!! . 
 

من حق أي انسان ان يشعر بالتميز العلمي مثلا, ذلك حق يحترم , في العمل , يمشي على راسه , يغني باعلى صوته , يتقفز في الشارع كالقرود , يلبس الاحمر على الاحمر , والابيض على لا الوان , ويعيش بالطريقة التي يراها مناسبه , ياكل ما يريد , يصرف بالطريقة التي تناسبه , يفعل ما يريد , يصلي مسربل , ضام , يصلي , لا يصلي ,  يكون زيدي , يكون شافعي , يكون شيعي , يكون سني , يكون مسيحي , يكون من اتباع بوذا , كل ذلك وغيره حقه و شانه , بشرط الا يفعل أي من حقوقه مارا على جثتي او من فوق راسي , ولانه فقط  (( ابن السماء )) والآخرين اولاد الارض فلا والف لا, مع العلم ان السماوات والارض لله رب العالمين ولا لاحد غيره !!! .
 

وعدت اتحسس يحي , فيم كان طفل صغير : يا عم يحيى اين جزمة ابي ؟؟ , - راعي نبسر عمك عبده اليوم الى اين هو سايري ...
تركته وذهبت بعد ان تاكدت ان لا شيئ ينقصه مما كرمه الله به كاي انسان . 
عدت استعرض صاحبي شكلا بخيالي , فاذا هو بنفس تفاصيل الكريم يحيى من يعرق ويكسب , واحدث نفسي حتى لا يتولى البعض اسقاط هذه الاسطر على آخرين , لا ...ليس القصد هذا , ففي البلاد طولها وعرضها اناسا كثر مايزالون ذهبا  , هنا الامر متعلق ب كل اناء بما فيه ينضح  ... 
انا من النوع الذي لا يترك حقه , وانتصر لكرامتي حتى ولو بعد سنين . 

 

في باب المقبره حيث ذهبت للمشاركة في تشييع جنازة صديق مشترك , جاء متاخرا , نادى من انفه على صديق يقف بجانب الباب , رآني , مددت يدي وسلمت على المشترك بيننا , لم اعره انتباها , احسست براحة تملأ السماوات والارض , رددت في سري وفي علني :
 لله الامر من قبل ومن بعد .

31اكتوبر2017

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24