الخميس 18 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
هل تستجيب الجينات في خلايا جسم الإنسان للضوضاء؟
الضوضاء
الساعة 15:38 (الرأي برس - متابعات)

أكد باحثون من اليابان في دراستهم التي نشرت في العدد الأخير من مجلة “بلوس ون” المتخصصة أن جينات في خلايا جسم الإنسان تستجيب للضوضاء.

وقال الباحثون، تحت إشراف شيج يوشيمورا من جامعة كيوتو، إنهم استطاعوا خفض نشاط بعض الجينات باستخدام أصوات مسموعة وإن هذه الجينات كانت في خلايا لا صلة لها بأعضاء السمع.

غير أن الأستاذ جيدو بوزرن، من معهد الكيمياء الفيزيائية التابع لجامعة هالِّه في ألمانيا، رأى أن هذه النتائج مؤقتة ولا يمكن سحبها على جميع الأفراد وجميع الظروف.

وقال الخبير إنه على الرغم من أنه من الممكن من ناحية المبدأ أن تؤثر الأصوات المرتفعة على نشاط الجينات، إلا أن الدراسة لم تبرهن على ذلك بشكل لا لُبس فيه، ولم تقدّم تفسيرا محتملا لذلك.

وتمتلك كل خلية من خلايا الجسم على المجموع الوراثي الكامل للإنسان، ولكن نشاط الخلية يختلف باختلاف وظيفتها. وبناء على المعلومات المخزّنة داخل الخلايا، فإنها تنتج بروتينات بعينها حيث تختلف، على سبيل المثال، بروتينات الخلية المناعية عن بروتينات الخلية العصبية.

وعلى سبيل المثال، هناك خلايا متخصصة في العين أو الأذن قادرة على إدراك المحفّزات الخارجية، ولكن: هل تستجيب الخلايا الأقل تخصصا هي الأخرى للأصوات المسموعة؟

استزرع الباحثون تحت إشراف يوشيمورا عدة أنواع من خلايا فئران في المختبر وعرضوها لأصوات خاصة، بعضها على مدى عدة ساعات وراقبوا بدقة نشاط الجينات المعروفة باستجابتها للمحفّزات الفيزيائية. ومن المعروف أنّ الموجات الصوتية تنتج ضغطا ولو ضئيلا. ووجد الباحثون أنه عندما أصبحت قوة الصوت 94 ديسبل، وهو ما يعادل صوت شاحنة عند مرورها بجانب إنسان، فإن نشاط الجينات الخاضعة للفحص تراجع بنسبة وصلت إلى 40 بالمئة وهو ما استنتج منه الباحثون أن الأصوات المسموعة تؤثر على نشاط الجينات.

وأكد الباحثون أنّ آثار تعريض الخلايا لأصوات تتوقف كثيرا على نوع الخلية.

ومن جانبه، اعتبر الأستاذ جيدو بوزرن أن ما لاحظه الباحثون اليابانيون مهم، ولكنه مؤقت، وقال “للأسف، جوانب ضعف منهجية تعتري الدراسة”.

وأشار الخبير الألماني إلى أنه من الملفت للانتباه أن الباحثين اليابانيين وجدوا هذا التغيّر في نشاط الجينات، عندما وصلت قوة الصوت إلى 94 ديسبل وأن الدراسة ركزت على أنواع فردية من الأصوات، ولم تدرس تأثير الأصوات الأكثر انخفاضا أو الأعلى أو المختلطة.

ورأى الأستاذ الألماني أنّ ما وصل إليه الباحثون كان متوقّعا، وقال إن الباحثين لم يوضّحوا حقيقة العثور على تأثير للأصوات على نشاط الجينات في نوعين من بين أربعة أنواع من الخلايا وما يعنيه ذلك من تناقض.وأضاف “هناك الكثير من الأسئلة التي لا تزال تبحث عن إجابات، من بينها كيفية تأثير الصوت على الجينات”.

ويعتزم الباحثون اليابانيون الآن خلال الخطوة المقبلة دراسة أنسجة خلوية، وأعضاء حية أيضا لمعرفة التأثير الذي يمكن أن تنتج عن التأثير المتبادل بين الأصوات ونشاط الجينات على هذه الأنظمة، حسبما أوضح يوشيمورا.

يشار إلى أنّ دراسة سابقة أكدت أن الأزواج الذين يعيشون في المناطق ذات التلوث الضوضائي يستغرقون وقتاً طويلاً حتى يحدث حمل.

وقالت إن العيش بالقرب من الأماكن الحضرية الصاخبة قد لا يكون خياراً مثالياً للأزواج الذين يبحثون عن الإنجاب؛ إذ يعتبر تلوث الضوضاء واحداً من بين العديد من العوامل. ويستغرق من يعاني صخب المدينة فترة تتراوح ما بين 6 و12 شهراً حتى يحدث حمل. وتوصل علماء في المركز الدنماركي للسرطان وجمعية أبحاث بكوبنهاغن، إلى هذا الاستنتاج من خلال تحليل بيانات 65 ألف سيدة دنماركية حاولن الإنجاب من عام 1996 حتى عام 2002. وكشفت دراسة سابقة أن 80 بالمئة من النساء اللاتي يرغبن في الحمل بشدة، بالفعل يحصلن عليه خلال 6 دورات شهرية. لكن أظهرت الدراسة الحديثة أنه عند إضافة 10 ديسيبل من الضوضاء في جميع أنحاء المنزل، فإن مدة احتمالية حدوث حمل تزيد إلى أكثر من 6 أشهر، أي زيادة المدة بنسبة 5-8 بالمئة.

وأخذت الجمعية أيضاً بعين الاعتبار مدى مستويات العجز عند الأزواج، ومدى التعرّض لتلوث غاز أكسيد النيتروجين وهو غاز ينتج في عمليات الاحتراق ذات درجات حرارة عالية. ولا يتأثر بذلك الأزواج الذين ينتظرون أكثر من 12 شهراً لحدوث حمل؛ لأنه ربما في هذه الحالة المعنية قد توجد عوامل فسيولوجية أو عوامل أخرى تؤثر على الخصوبة.

وأظهرت دراسات سابقة وجود علاقة وثيقة بين اضطرابات النوم وضعف خصوبة المرأة ونوعية السائل المنوي عند الرجال، ومن الممكن أن تعكر ضوضاء حركة المرور نظام الخطوات الطبيعية لعملية التبويض.

ومن جهة أخرى أشارت دراسة صغيرة إلى أنّ الأطفال الصغار الذين يقضون وقتا طويلا في بيئة صاخبة ربما يجدون صعوبة في تعلم الكلام. وقالت بريانا مكميلان التي شاركت في إعداد الدراسة من جامعة ويسكونسن-مايسون إنه بسبب الضجيج خاصة الأصوات التي تصدر من أجهزة التلفزيون أو الراديو قد يجد الصغار صعوبة في تعلم كلمات جديدة.

وتابعت مكميلان في رسالة بالبريد الإلكتروني “إما إغلاق التلفزيون أو الراديو وإما خفض الصوت قد يساعد في تطور اللغة.علاوة على محاولة التعرّف على مدى الضوضاء في منازلهم أشجع الآباء على الاستفادة من أي وقت هادئ لديهم فاللحظات الهادئة قد تكون فرصة عظيمة للحديث مع الأطفال وتشجيعهم على الاكتشاف والتعلم”. ولفهم كيف يمكن أن تؤثر الضوضاء على تطوّر اللغة عند الأطفال أجرت مكميلان وزملاؤها ثلاث تجارب على 106 أطفال تتراوح أعمارهم بين 22 و30 شهرا. وفي التجارب الثلاث استمع الصغار إلى جمل تضم كلمتين جديدتين. ثم عرضت عليهم الأشياء التي تصفها الكلمات. وبعدها أجرى الباحثون اختبارا للأطفال لمعرفة إن كانوا يتذكرون الكلمات الجديدة.

وفي التجربة الأولى استمع 40 طفلا تتراوح أعمارهم بين 22 و24 شهرا إلى الكلمات الجديدة وسط ضوضاء عالية أو منخفضة. وذكرت الدراسة التي نشرت على موقع دورية (تشايلد ديفلوبمنت) أن الأطفال الذين تعرضوا لأقل قدر من الضوضاء هم من تمكّنوا من تعلم الكلمات الجديدة.

وكرر الباحثون التجربة مع مجموعة أخرى من 40 طفلا أكبر قليلا إذ تراوحت أعمارهم بين 28 و30 شهرا. ومرة أخرى نجح الأطفال في استيعاب الكلمات الجديدة عندما قل الضجيج.

وفي التجربة الثالثة استمع الأطفال إلى كلمتين جديدتين في أجواء هادئة. ثم تعلموا معناهما فضلا عن كلمتين إضافيتين استمعوا إليهما وسط ضوضاء من نفس المستوى الذي تعرّضت له المجموعتان الأولى والثانية.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24