الجمعة 19 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
يُعَذِّبُنَا حُلْمٌ - محمَّد المهدِّي
الساعة 18:04 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


يُعَذِّبُنَا حُلْمٌ، وَحُلْمٌ نُعَذِّبُهْ 
وَيَصْدُقُنَا فَجْرٌ بَرِيءٌ نُكَذِّبُهْ

لأَنَّا تَوَارَثْنَا الدُّجَى عَنْ عَذَابِنَا 
إِذَا حَضَرَ المِصْبَاحُ فِيْنَا نُغَيِّبُهْ

لأَنَّا تَكَبَّرْنَا عَلَى كُلِّ شَمْعَةٍ 
نَرَى شَجَرًا فِيْ القَلْبِ يَنْمُوْ؛ فَنَحْطِبُهْ

لأَنَّا تَمَرَّدْنَا عَلَى بَعْضِنَا كَمَا 
تَمَرَّدَ شَعْبٌ دِيْنُهُ لَيْسَ يُعْجِبُهْ

نُقَايِضُ بِالقَلْبِ ابْتِسَامَةَ خِنْجَرٍ 
فَيَخْسَرُنَا كُلُّ انْكِسَارٍ وَنَكْسَبُهْ

وَنَمْلأُ بِالهَوْلِ المَدَائنَ وَالقُرَى 
وَمَا آمِنٌ فِيْ الأَرْضِ إِلاَّ وَنُرْهِبُهْ

خَسِرْنَا صَلاةَ الصُّبْحِ.. صَلَّى صَبُوْحُنَا 
عَلَى عَالَمٍ فِيْ لَعْنَةِ الخُبْزِ مَذْهَبُهْ

وَخُنَّا الضُّحَى حَتَّى تَوَارَتْ نُفُوْسُنَا 
بِشَهْقَةِ رِيْحٍ تَعْصِرُ الرَّمْلَ، تَشْرَبُهْ

فَنَحْنُ التُّرَابِيُّوْنَ فَوْضَى ضَلالَةٍ 
وَكُلُّ ضَلالٍ دَرْبُهُ لا يُهَذِّبُهْ

نَلُوْكُ بِأَفْوَاهِ الغِيَابَاتِ جَهْلَنَا 
يُؤدِّبُنَا الجُوْعُ الَّذِيْ لا نُؤدِّبُهْ

نَجُوْعُ وَنَعْرَى وَالعَرَاءُ لِمِثْلِنَا 
مَنَافِذُ أَوْجَاعٍ لِوَهْمٍ نُهَرِّبُهْ

إِلَى أَيْنَ يَا عُمْرَ الفَنَاءِ، وَأَمْرُنَا 
كَسِيْحٌ كَوَقْتٍ ضَائِعٍ طَالَ غَيْهَبُهْ

كَذَبْنَا عَلَى الأَحْلامِ، شَاخَتْ ظُنُوْنُنَا 
فَشِلْنَا كَثِيْرًا، لَمْ يَعُدْ مَا نُجَرِّبُهْ

كَذَبْنَا عَلَى مُسْتَقْبَلٍ بِانْتِظَارِنَا 
يُجَمِّدُنَا مَاضٍ بِآتٍ نُذَوِّبُهْ

كَذَبْنَا وَكَذَّبْنَا حَيَاةً وَبَرْزَخًا 
أَمَرُّ كَلامٍ، يُطْفِئُ الرُّوْحَ، أَعْذَبُهْ

وَقُلْنَا عَنِ التَّارِيْخِ: أَكْبَرُ كَاذِبٍ 
وَنَحْنُ عَلَى هَذِيْ البَسِيْطَةِ نَكْتُبُهْ

____________ـ
 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24