الجمعة 29 مارس 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
مزارع القات بمحافظة حجة رافد مادي مهم لجبهة جماعة الحوثي شمال اليمن
الساعة 20:34 (الرأي برس - متابعات)

تهيمن مزارع القات الممتدة على مد البصر على جبال المحابشة بمحافظة حجة الواقعة تحت سيطرة الحوثيين ماجعلها تمثل دعامة اقتصادية رئيسية لخزينة الحوثيين ورافدا مهماً لدعم مقاتليهم في جبهة الحدود اليمنية السعودية.

وتشتهر المحابشة الي تعد من أهم منابع تمويل جماعة الحوثي بزراعة أجود أنواع القات وأشهرها وأغلاها سعراً في اليمن وهو القات الشامي والذي يصل سعر “الربطة” الواحدة من أجود أنواعه إلى أكثر من 200 ألف ريال.

ويزرع نحو90% من سكان المحابشة البالغ عددهم 15571 نسمة بحسب احصاء عام 2004 القات ويوجد فيها أكبر سوق يومي لبيع القات الذي يتم توريده الى المحافظات القريبة مثل محافظة الحديدة.

وتشكل تجارة القات في المديرية التي يمتلك فيها الحوثيون حاضنة شعبية كبيرة مصدر رزق أساسي لآلاف الأسر كونها لا تمتلك موارد اقتصادية أخرى لكنها تعتبر من أغنى المديريات في اليمن إن لم تكن الأغنى على الاطلاق.

وتدعم المحابشة مقاتلي جماعة الحوثيين المرابطين في جبهة حرض- ميدي الحدودية بكميات كبيرة من القات الشامي الطري وبشكل يومي لقربها من الحدود اليمنية السعودية حيث يتم نقله على أطقم عسكرية الى الجبهة الحدودية.

وتحظى المحابشة التي ينتهج سكانها المذهب الزيدي، القريب من المذهب الشيعي بأهمية كبيرة لدى جماعة الحوثي، كونها تكتنز مخزوناً كبيراً من النفط الأخضر (القات) إضافة الى دعمها المستمر لجبهات القتال بالقات والمال والرجال.

وتصب عوائد تجارة القات في المحابشة في جيوب جماعة الحوثي بشكل مباشر من خلال امتلاك مؤيديهم لمزارع القات أوغير مباشر من خلال المبالغ المالية الكبيرة التي يفرضونها على مزارعي القات تحت مسمى دعم المجهود الحربي بالاضافة الى الضرائب.

وتحصد جماعة الحوثي أموالاً طائلة من خلال استحداثها نقاطاً لجباية الضرائب جديدة في المديريات ومداخل المدن التي يتم بيع القات الشامي والمنتشرة على طول الساحل التهامي من حجة شمالا الى الحديدة غرباً.

وكشف أحد المواطنين الذي رفض الكشف عن اسمه لـ”المشاهد” عن وجود مندوبين ومراقبين للحوثيين على مستوى كل قرية مهمتهم النزول إلى مزارع القات سراً من أجل تقدير الاتاوات المفروضة على المزارعين عندما يحل موعد القطاف.

وقال بأن عمه دفع أكثر من مليوني ريال خلال العام الماضي للحوثيين تحت مسمى المجهود الحربي من غير كميات القات الكبيرة التي أخذونها دعماً للجبهات والتي تقدر بالمبلغ ذاته.

إقرأ أيضاً  إستهداف دورية أمنية بقنبلة يدوية فى محافظة المهرة
وقدّر قيمة مايتم أخذه من القات يومياً من المحابشة والمناطق المجاورة لها لجبهة الحدود ولقادة ومشرفي جماعة الحوثيين في محافظتي حجة والحديدة بنحو خمسة ملايين ريال.

وأشار بأن الحوثيين يفرضون مبالغ مالية على جميع أبناء المحابشة في كل مناسبة دينية مذهبية مثل المولد النبوي ويوم عاشوراء وعيد الغدير وذكرى مقتل مؤسس الجماعة حسين بدر الدين الحوثي

وأكد أنه وبالرغم من وجود بعض المعارضين للجماعة في المديرية الا أنهم باتوا مجبرين على الانصياع ودفع الاتاوات المفروضة للحوثيين خوفاً على أرواحهم من الاعتقال.

بدوره يقول صالح “ناشط سياسي” أن مديرية المحابشة تدر إيرادات مالية كبيرة للحوثيين إلا أنه لا تتوفر بيانات دقيقة بشأنها، ويمكن تقدير ذلك من خلال كميات التبرعات الكبيرة والمستمرة للمجهود الحربي سواء بالقات أو المال.

ويضيف في حديثه لـ”المشاهد” بأن المديرية التي يدين غالبية سكانها منذ القدم بالولاء المطلق للحوثيين لاتدعم جبهات القتال بالقات والمال فقط وانما بالمئات من الشبان المقاتلين.

ويشير الى أن الحوثيين يستفيدون من تجارة القات مرتين الأولى من الجبايات التي يفرضونها على المزارعين والثانية من الضرائب الكبيرة التي يفرضونها على بائعي القات حيث يجنون مليارات منها لصالح تمويل حروبهم العبثية.

من جانب آخر, كشف التقرير النهائي الذي أعده فريق الخبراء الأممي مؤخراً حول اليمن، معلومات في غاية الخطورة عن الوضع المالي للحوثيين، وكيف يقومون بتمويل عملياتهم العسكرية في كافة جبهات القتال.

وقال التقرير بأن الحوثيين يعتمدون على الاقتصاد الخفي لدعم جهودهم الحربية لافتاً الى أنهم فرضوا ضريبة تجارية بنسبة 20% تشمل تجارة القات التي تمثّل 10% من الناتج المحلي الوطني، ما يعني أن أي تحرك للقات هو فعلياً تحويل نقدي.

ويحصل الحوثيون على مبالغ مالية هائلة من عائدات ضرائب القات في مختلف المحافظات بالاضافة الى تهريب الحشيش والسلاح والقات عبر الحدود السعودية والمنافذ الأخرى التي تسيطر عليها الجماعة.

وأصبح تهريب القات رافداً من روافد تمويل الحوثيين حيث أن تجار القات يدفعون مبالغ مادية كبيرة لمسلحي الجماعة المسيطرين على النقاط الأمنية والعسكرية في محافظتي حجة وصعدة لتسهيل عبورهم إلى المناطق الحدودية.

ويعمل الحوثيون في تجارة القات وتهريبه عبر مممرات آمنة يسيطرون عليها انطلاقاً من مديرية الظاهر بصعدة وصولاً إلى الأراضي السعودية، ويعتمدون عليه كأحد مصادر الدخل الرئيسية لتمويل المجهود الحربي.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24