السبت 20 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
قصة قصيرة
حكاية قصيدة...!!! - عبدالرقيب طاهر
الساعة 13:48 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

أتذكر جيدا" و أنا أخطو بخطوات واثقة كقائد عسكري كبير أمام صف من الجنود المستجدين ، قاصدا" منصة الإذاعة المدرسية في طابور الصباح بعد أن نادى بأسمي مقدم الإذاعة المدرسية لقرائة قصيدتي الشعرية كنتُ قد أمسيت ساهراً على تأليفها وبتُ طوال ألليل متشوقا" ﻹلقائها في طابور الصباح أمام زملائي الطلاب والمدرسين في المدرسة ..

 معظم الطلاب وأيضاً المدرسين ليسوا  من محبين الشعر  ماعدا قلةٌ قليلة منهم كااستاذ اللغة العربية الذي كان يتظاهر دائماً بالمامهِ بكل شيء على حد وصفه .....

كنتُ ألقي قصيدتي ألجميلة والرائعة التي تنتمي إلى ( شعر  المدرسة الحديثة) وكأني أحمد مطر أو نزار قباني ..

كانت محاولة شعرية حقا" رائعة  فهي سياسيةٌ ورمزيةٌ على غرار شعر أحمد مطر بما أني تاثرتُ كثيراً بشعرهِ وأسلوبهِ الرائع ...

أنتهيت من قراءة القصيدة الشعرية وكأني أنتهيت من قراة  بيان الثورة المصرية في سنة و احد وخمسين في اذاعة صوت العرب وكلي أملاً بأن يصفق ألجميع لي  ويمدحني  مُدرسيني الأجلاء ...

وأمام شعوري بالفخر لم يصفق لي غير طلاب الإبتدئية الذين لم يعرفوا معنى الشعر والذين أعتادوا  التصفيق لائي مشاركة في إذاعة المدرسة...

 شعرتُ بإمتعاضٍ شديد وخيبة أمل كبيرة ونزلتُ أجرُ أذيال الخيبة  والهزيمة معاً ...

وكأني جندي روماني جريح عائدٌ من معركةٍ خاسرة على صهوة جوادهِ تلاحقهُ شتائم النساء ورمي الصبية له  بالاحجار لفرارهِ من أرض المعركة..

نظرتُ لمدرس اللغة العربية الذي كان يحدثُ زميلاً له عن نتيجة مباراة كرة القدم في الدوري المدرسي المعتاد بادلني النظرات وكأنهُ أحس بأني عاتبٌ عليه لعدم تشجيعي فقد  كنتُ أكثر تعويلاً  عليه وكلي أملاً بأن يربت على كتفي ويمدحني باسلوبهِ الخاص أمام زملائي وأصدقائي الطلاب. ..

 لكن كل ذلك لم يحصل واسيتُ نفسي في داخلي المهزوم  قائلاً لاعليك ياعبود جميعهم  لم يعرفوا ويحسوا بلذة الشعر كما أنت ...

 كنتُ أخففُ من  الصدمة الكبيرة في نفسي متأملاً  أن تنتهي على خير كي لاأصاب بخيبةِ أمل و أرمي بمحاولتي الشعرية  او أفقد حماسي في كتابة الشعر لكن مازاد الطين بلةٍ بعد إنتهاء الطابور الصباحي ناداني أستاذ اللغة العربية وقال هات قصيدتك ..

شعرتُ بنوع من رد الإعتبار لحسن ظني  بانه يريد أن يطلع عليها لأنه فات عليه الإستماع في الصباح ولسوف يشجعني الآن  لأن تشجيعهُ كان بمثابة الجائزة الوحيدة الذي أريدها فقط ..

قرأها و أعاد قِرأتها مرة اخرى وقال يابُني هذه القصيدة للشاعر أحمد مطر ، لماذا  تدعي أحقيتك بها ..

 وأردف قائلاً عيب الكذب يابُني ولايجوز أن تدعي بماليس لك فيه حق وووو ووو وووو إلى آخره من التوبيخ والنُصح الكريه  ...
.
 أحسستُ  بشيء يطنُ في أذني كانها قنبلةً أنفجرة قريب من أوذني كانت مزروعتاً منذُ الحرب العالمية الأولى ..

شعرتُ بغثيان في معدتي وكان( محمد على كلاي) سدد لي ظربةً بفم معدتي..

 لم أنبسُ بحرف فقد عقدت  شفتاي الدهشة وكأنها  دُبست بدباسة خشب كبيرة  ..

بعد أن أستجمعت ماتبقى لي من قواي قلتُ له متصنعاً القوة جميل بأن تشبهُ قصيدتي شعر السيد أحمد مطر . .

حاولت أن أبتسم فكانت بسمة باهتة وقلتُ مستنكراً  ألاِهذهِ الدرجة الكبيرة يااستاذ ؟

 قلتُ ياأستاذي  هذه محاولتي الشعرية سهرتُ ليلة أمس و أنا أكتُبها..

  فقاطعني ظاحكا" يكفي يابُني إنك تجيدُ موهبة الإلقاء وهو يحاول أن يشجعني على أن أعترف بجرم قبيح أرتكبتهُ وكأني أمام ظابط مخفر مستفز  .

 قلتُ بيأس يااستاذ هذه قصيدتي  أنا كتبتها ونظمتها (أتحداك أن  تثبت بأنها لغيري). .

دخل مدرس آخر وسمع الحوار بيننا ونادى  لآخر وتجمع  الكثير  من المدرسين ..

 أحدهم نادى لناظر المدرسة جاء وستمع للشجار بيني وبين أستاذ اللغة العربية أبتسم إبتسامة صفراء ثم قال سوف أعطي المدرس مهلة شهر وكل  المدرسين في المدرسة كي يثبتوا  بأن هذه القصيدة مسروقة من أي شاعرٍ كان  .
سيكون جزاء الطالب  قاطتعتهُ أنا بكل قوة سيكون جزائي الفصل ياستاذي القدير وطردي من هذه المدرسة. .
تسآأل أحد المدرسين ماجزاء المدرس اذا صح الطالب كلامه؟ 
 قال ناظر المدرسة  الإعتذارُ الشديد لطالب في طابور الصباح والمساء أيضاً. .

أظاف أحدهم ويُعطى شهادة تقدير وأظاف آخر وتعلق صورتهُ على سارية العلم ..
 
!!!-----------!!

بعد شهر كانت صورتي معلقةٌ على  سارية المدرسة وإعتذار مدرس اللغة العربية لي مذيل بتوقيعهِ المعروف أسفل الصورة  ........

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24