الجمعة 29 مارس 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
الرواية والحرب في اليمن! - محمد المحفلي
الساعة 12:56 (الرأي برس - أدب وثقافة)


 

تعد الحروب والكوارث واحدة من أهم الحوافز التي تحرك مجال الخيال الإنساني، إما لتصوير بشاعة تلك الحروب، أو محاولة لتجاوز تلك الآلام باتجاه الخلاص من خلال الفن الذي يحاول صنع عوالم بديلة في كلمات تلك النصوص.تعد الرواية في اليمن، على قلتها، واحدة من أهم أشكال الإبداع الإنساني التي كان للحرب فيها النصيب الكبير في تشكيل مضامينها، والأمر لا ينطبق على الحرب الأخيرة فقط، وإنما يمتمد على امتداد الحروب والصراعات التي عرفها اليمن منذ خمسينات القرن الماضي ومايزال يعيشها حتى اللحظة.

أرض المؤامرات السعيدة آخر هذه الروايات وأحدثها هي "أرض المؤامرات السعيدة" للروائي وجدي الأهدل، ومن خلال العنوان تتبين الكثير من الدلالات، التي تبدأ من وصف المكان والمتمثل باليمن ولكن بصورة غير مباشرة، فهي أرض المؤامرات، بيد أن السعيدة يأخذ دلالته من تسمية اليمن بهذا الاسم منذ القدم، لكن في الرواية لاندري هل وصف السعيدة للمؤامرات أم للأرض؟. الرواية صادرة عن "دار نوفل" وتحتوي على 312 صفحة، ومن خلال قراءتها لا نلمس الحرب بشكل مباشر، ولكنا نرى كل المؤشرات التي كان يعيشها المجتمع اليمني ماقبل الحرب، بمعنى أن الرواية تنطلق من المسوغات التي كانت بالفعل تتدرج باتجاه الانفجار، إذ تغرق الرواية في تفاصيل الفساد السياسي والأخلاقي والقيمي، الذي كان يتلون في مؤسسات المجتمع، فيما يشبه النار التي تقترب من البارود بانتظار لحظة الانفجار.

عقرون 94في العام الماضي أصدر الروائي اليمني عمار باطويل، روايته "عقرون 94"، وبحسب ما يورده موقع "عدن الغد"، فإن الرواية تتطرق إلى حرب صيف 1994 بين اليمن الشمالي واليمن الجنوبي وتكشف عن مرحلة مهمة من حياة الإنسان في الجنوب والظروف الاجتماعية والسياسية التي تشكّلت بعد الحرب (من انتشار السلاح، والقات، والرشوة، وأساليب الإقصاء الاجتماعي والسياسي، واستغلال عوز بعض الأسر، وهروب الفتيات، وتحوّل الحياة المدنية إلى حياة فوضى لا تطاق)، وتدور أحداث الرواية في حضرموت، والشخصية البارزة في الرواية هي شخصية (عقرون) شاب من إحدى قرى وادي دوعن،ومع بداية حرب 1994 بين اليمن الشمالي واليمن الجنوبي تغيّرت حياة عقرون، والذي بدأ القلق يراوده من بداية الحرب إلى ما بعد الحرب بسنوات وهو شاهد على التغيرات السلبية والكارثية التي حدثت في جنوب اليمن بعد انتصار نظام علي عبدالله صالح على الجنوب.

روايات الغربي عمرانأما الروائي اليمني محمد الغربي عمران فإن غالب رواياته تدور حول فكرة الحرب، إذ تمتد الروايات التي كتبها حول تفاصيل الحروب التي عاشها اليمن عبر التاريخ منذ العصور الوسطى وحتى الآن، ففي رواية "مصحف أحمر" على سبيل المثال تدور أحداث الرواية حول ثيمة الثورة والتحولات الاجتماعية المصاحبة وأحداث جرت في العصور الوسطى، في حين أن رواية "ظلمة يائيل"، تدور أحداثها حول الحرب التي عاشها اليمن في ستينات القرن الماضي، أما الرواية التي تليها وهي "الثائر" فتختلط أحداثها بأحداث حرب 1994، وبكل تأكيد فإن هذه الحرب الأخيرة لم تتحول إلى حالة روائية ذلك أن الخيال الروائي الآن ما زال واقعا تحت واقع الصدمة. ويحتاج بعض الوقت للتحول الحرب إلى حالة إنسانية ليتم معالجتها سرديا.

منقولة من شبكة حياة الاجتماعية...

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24