الخميس 25 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن ……..والقلم
شارع المطر … - عبد الرحمن بجاش
الساعة 13:06 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)




الأربعاء 1 اغسطس 2018
 

المطر أجمل سر في حياة الإنسان …
مساء أمس أغلق الكون في وجهي على رحابته ...وصل الضيق إلى اعلى مستوياته ..تلقيت رسالة من إنسان عزيز لحظتها ، سألني : كيف الحال ؟ اجبت بنزق : لم اعد ادري , العزيز رد هو الآخروسريعا : حتى أنا لم اعد ادري ، فعلقت : اذامن الذي يدري؟ ، ولم يعقب حتى اللحظة، يبدو ان حالة القرف وصلت عنده إلى اعلى مستوياتها ؟!...أو انه قرران يتجاهل قرفي حتى لايصل إليه !!..في كل الأحوال عنده حق ….

أنا دريت من يدري ..
لحظة أن اسودت السماء اظلمت الغرفة ..ارتفعت نسبة الاحباط ...لحظات سيطرالصمت على كل شيء حتى حفيدتي لم تصعدا ، ما اضفى على الكون بعض جلال ورهبه ….

نقرة أولى ، ثانية ، ثالثة ، غزرت النقرات ، اصخت السمع ، كانت فرقة السماء المكونه من سحابة وريح وبرق ورعد تعزف سمفونيتها الخالده (( المطر)) ، ستصدقوني لانكم من رعايا المطر أن روحي بدأت تهبط من علياء القرف حتى وصلت إلى ساحة الخضره ، هدأت نفسي اذ قمت سريعا اكحل عيني بالسلسبيل من الماء يروي ظمأ العين ويجيب عن السؤال : من يدري؟ المطرهو الذي يدري بالحال ….

عادت روحي إلى قواعدها سالمة، احسست بمسحة من هدوء وإرتياح يحتلان كياني ...انه المطرالشيء الوحيد الذي يجعل الرعوي يبتسم بعد جحر يأكل أخضرنفسه ويابسها ….

يا الله مااعظمك واكرمك ...وكم كل المتبجحين واللتتين والمدعين واصحاب الفتاوى ومن يستخدمون دينك في الغلاط، لايسوى الجميع شيىئا أمام المطر وهو من اعظم نعمك على البشر والشجر والحجروالحيوان والينابيع والجداول، حتى السواقي تسبح بحمد الله …واناكم تبكي روحي عندما اذكران قريتي لم تعد تستمتع بصوت السيل الذي يستكب من ذبحان عبرمد احص إلى واد ذي زرع ونجمة سامرة فوق المصلى …

في اغسطس الذي يبدأ اليوم يقوم القرويون وثيرانهم بالسباحة في المسابح التي مفردها (( كريف))، قلت لعمي ذات اغسطس لم تسبحوا الثيران ؟ قال : ماء المطر يفرد جسم الثور وتعال شوفه بعدها كيف ياكل بشهية عالية ويحرث بمقدرة اكبر ..
بعد المطركم جرينا في تلك السهول التي تتحول جباهها إلى جداول صغيرة ، وقطيرات المطر تنطف من أوراق الشجيرات والشجر ….

تتنفس الأرض بالمطر ..وتهدأ الروح بالمطر..وتسمعك الطبيعة من حولك آيات الثناء والشكر لمن ارسل المطرسحاب يجري بأمرربه يضع حمولته حيث يشاء رزقا ورسالة حب للأرض والإنسان ، وبسبب المطر ترى كل دابة على الله رزقها تخرج من الشقوق والجحور وكلا منها تدري أين تذهب!!!!.

بالأمس صبحا حملت نفسي إلى الشوارع الجانبية وتعمدت السير في الازقة حيث مازالت ترابية ، تشم ريحة التربة وجلال المطر ...وترى السماحة تجلل الوجوه ، والرضى عنوان العيون ...والسحابة بدأت تتشكل هناك كوجه جميلة تضع الخظاب عل وجهها تتجمل وتجمل الطبيعة خضرة على وبين النهدين …

يتحول الكون عند المطرإلى امرأة تظفر شعرها سحابة من أين تسكب سيلها على خدود الوهاد والسهول وتحول الجبال إلى مساكب للسيل …
وحين تظمأ السهول تسكب السماء دمعتها قطرات من غيث تتغنى بها التربة التي تروي شوقها وشجنها …..

يظل المطر اجمل واحلى سيمفونية تعزفها سحابة …وتخيلوا أيضا عندما تعزف ..فيكون الرعد لحنا ...والنغمة عن ساكني صنعاء التي اتدثربها شوقا ...شجنا ..ظمأ لاترويه سوى زنينة غبش الفجروشهقة الصبح …..
لله الامر من قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24