الجمعة 19 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
خَلفَ رَأسِي - يحيى الحمادي ‏
الساعة 07:27 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


خَلفَ رَأسِي يَقولُ نَعشٌ لِنَعشِ:
سوف نَنجُو، وهالِكٌ كُلُّ عَرشِ

سوف نَنجُو.. لِأننا لَم نُسَاوِم
أَيَّ بابٍ، ولم نَطَأ أَيَّ فَرشِ

سوف تُنهِي خِطابَها الحَربُ يومًا
ثُمَّ تُنسَى.. وسِرَّها سوف نُفشِي

إننا اليومَ إنَّما لِانطلاقٍ
نَدَّعِي العَجزَ خَلفَها، وهي تَمشِي

فَليَكُن ما تُريدُهُ الحَربُ.. لكن
في العَشَاءِ الأخيرِ نَحنُ المُعَشِّي

ولْيَكُن ما يَقُولُهُ كُلُّ لِصٍّ
أَو عَمِيلٍ.. فَكُلُّهُم عَبدُ قِرشِ

.
.
.

هذه الأَرضُ لم تَكُن -قَطُّ- ظَهرًا
أَو أَتَانًا يَرُومُها كُلُّ جَحشِ

أَو كيانًا مُعَرَّضًا لِلتَّلاشي
حِين يَعلُو نِطاحُ كَبشٍ وكَبشِ

إن يكن طالَ بُؤسُها فهو بُؤسٌ
دُون عَجزٍ.. وغَلَّةٌ دُون غِشِّ

أَو يَكُن زادَ جُوعُها فهو زادٌ
يَهدِمُ العَفَّ -زاعِمًا- وهو يُنشِي

ليس عَيبًا أَن يَأكُلَ الجُوعُ مِنها
وهي تَلهُو بِرَأسِها، أَو تُوَشِّي

ليس عَيبًا أَن يُسرَقَ المَالُ فيها،
سَارِقُوها أُوْلُو احتِيالٍ وبَطشِ

إنما العَيبُ أَن نُرَى دُون صَوتٍ
والثَّعابينُ تَمتَطِي أَلفَ عُشِّ

.
.
.
.

لَم نَمُت بَعدُ.. لَم نَمُت يا رَفِيقِي
فَارفَعِ الصَّوتَ ساحِبًا كُلَّ وَحشِ

إِنَّما المَوتُ والحَياةُ احتِمالٌ
بَين دَفنٍ يُريدُ صَمتًا.. ونَبشِ

كيف تَصفُو الحَياةُ لِلنَّاسِ إِن لَم
يَنهَشُوا مَن يُبِيدُهم قَبلَ نَهشِ؟!

فَلْنُفِقْ.. رُغمَ أَنفِ مَن قال ماتُوا
نحن طَلْقُ الوِلادِ مِن بَعدِ رَعشِ

خابَ مَن قال إِنَّهُ صارَ مِنّا
ثُمَّ أَومَى لِدَائِهِ بِالتَّفَشِّي

خابَ مَن قال لِلجيَاعِ اطمئِنُّوا
كُلُّكُم حِين أَنتَهِي حَظُّ كَرشِي

خابَ مَن كان بَيتُهُ مِن زُجاجٍ
وهو يَرمِي بُيُوتَنا بِالأَبَتشِي

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24