الخميس 18 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن …….والقلم
عمي عبد القوي … - عبد الرحمن بجاش
الساعة 14:41 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)




السبت 22 سبتمبر 2018
 

لابأس أن نعرج بين الفينة والأخرى على اناس صنعوا الحياة، عركتهم وعركوها بكرامة وشرف ، فصارلها شمها وعرفها ونكهتها …

في دارجدي كانت ثمة حياة جماعيه ابطالها والدي واعمامي ، حيث ولردح طويل من الزمن استطاعوا وبوحي من تربية جماعية تشربوها ممن قبلهم فقد عاشوا جماعيا في دار بجاش ، تلك الفترة تميزت بالعيش الجماعي وبصورة ارقى وافضل مما هو عليه هذه الأيام ….

دارالجد عج بنا وتولت تلك العجوز الرائعة جدتي وعمتي نعمة وشريفة رحمهما الله ادارة الدفة من الداخل ، بينما عمي عبد القوي بجاش ادارالحياة من خارج الدار أيضا ، وان ظلت مفاتيح مخزنه في جيبه يخرج العطوروقلصات الشاي للضيوف وبعض من قوارير(( الستيم )) الاصفرذي اللذعة اللذيذة، يجلبها من المصلى حيث تأتي به بوابير الاحكوم من عدن ...أيام أن كانت عدن الصدرالحنون للبلاد كلها تغسل شوارعها المسفلتة بالماء والصابون واليوم تتكوم القمامة في نفس شوارع الانجليز وبلا رحمه !!!

لحظة أن يشهق الفجرشهقته الاولى فاسمع باذني الطفل المتحفزللعب صوت باب الدار يفتح ، ادري ان عمي عبد القوي يخرج للصلاه ولايعود إلى الدار، بل إلى ((السلامية )) ،والسلامية في (( الجنات)) ، والجنات وادينا الاخضرحيث كان جدي يزرع ((الكوبش )) او الملفوف تسمية هذا الزمن ، ويرسله إلى المصلى وإلى عدن مع البوابير ….

وادي الجنات الذي اصبح يبابا الآن ونحرت فيه اشجارالعمبه بفعل رجل قصيرالنظرقال أن الاولاد يتسلقونها ، فاجتث تلك الاشجاروعمرها اكبر من عمرنا، لو ترون شكل ذاك الوادي الذي مااسمي بالجنات الا لانه جنات ، مثل الذي يحلق شعره الجميل صفرا ……

عمي عبد القوي كم بذل من الجهد للحفاظ على ارضنا هناك ، وبعينيه حافظ عليها ، وواصل الليل بالنهار يحرص على كل ذرة تراب وكأنها اولاده …ولانه يعشق طين الارض فلم يفارق قريته الا لماما ، إلى اللحظة تراه حريص على أن يظل الى جانب تربة الاحوال يتشمم تربتها وبها يسكرحتى الثماله ...ليس بين عمي وبين المدينة علاقة حميمه ، فعلاقة حب تربطه بغبش الفجرفي قريتنا فقط...
ارتبط عمي بالارض فاحبها حتى الثماله ، وبالثور ((ذهب )) الذي طالماشق الارض لتنبت الذهب ، كانت ايامه تلك الايام اجمل ايام العمر الذي عرفه ايضا في المصلى والمفاليس حيث البحث عن الرزق بكرامة وشرف …..

عمي عبد القوي احد الرجال الذين نحتوالصخروالتربه من اجل لقمة نظيفه مبللة بالعرق …
اليوم مايزال يعيش حياته برغبة فيها لانه خبرها ، ولانه انغمس بتربتها حتى اذنيه ، تراه برجليه يمشي في مناكب الأرض بحب ورغبة …

تربينا في ذلك الدار، ومن تربوا هناك بفضل هذا العم والعمة والجده وزوجات الاعمام الطيبات ، لذلك نتعامل إلى اللحظه اخوة وليس اولاد عم ، ولاتزال نكهة تلك الايام في درج الداروغرفه برغم انه هجر….
عمي عبد القوي بجاش لايزال موجودا أطال الله في عمره ، يذكرني ويذكرالبقية باجمل ايام عمرنا …

على البعد اقبل جبهتك واتمنى لك طول العمر، وان قصرت فهي الظروف لا اكثر…..لاتزال عنوان الاحترام واخلاقيات تشربناها منكم ونفخربها وستظل هادينا في طريقنا الذي سينتهي يوما إلى عندكم….
كل عام وأنت بخير أيها العم الوالد القدير
لله الامرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24