الثلاثاء 23 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن …….و القلم
بائع العطور الجوال … - عبد الرحمن بجاش
الساعة 13:20 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



1 اكتوبر 2018
 

يصرمعظم السائقين على استخدام الشارع عكسيا ، ربما لاظهار الاهمية الشخصية، أو هي عقدة الأنا المترسخه في الشخصية اليمنية كانعكاس للتربية الدينية الخاطئة ...وبعضهم يظل شعاره مرفوعا على جبينه (( كلما خالفت عرفك الناس)) …
خرجت هذا الصباح لاتمشى برغم الغبارالذي يصفع الوجوه بقوة ، والريح التي تصفرفي الاذنين منذرة بالزكام وخلافه ...اصريت على المشي في شارع الخمسين حذرا من السيارات وإلى أمام ما تقول اللوحة انها جامعة بريطانية !!!!!!


عدت ادراجي، فيم كنت انهب الأرض برجلي لمحته أمامي على رأسه قبعة انجليزية وعلى ظهره حقيبة وبيده قوارير ملونة :
السلام عليكم 
وعليكم السلام 
ايش تبيع ؟
عطورات 
وعاد في من يتعطر؟
لايزال البعض لم يفقد حاسة الشم بعد ، الحقهم قبل ما يفقدوا كل حواسهم ...وضحك….
كم تبيع باليوم ؟
ثمان إلى عشر قوارير
وأين بالضبط تبيع؟
في الشارع كما ترى ، وافضل مكان اسواق القات ، بألامس سرق احدهم مني قاروره وهرب ...
طيب ومع انهيارالريال كيف ؟ 
مسكت على الجرح 
كيف؟
أنا كبائع كل يوم ابيع بسعر ، وعندما اذهب إلى تاجر الجملة اجد اسعاره وقد ارتفعت …
طيب ، وأنت ارفع سعرك 
ياصاحبي المشكلة ان القدرة الشرائيه عند المشتري تتراجع ، هنا اتوقف غصبا عني …
والعمل ؟
صدقني كل صباح اقوم اجري إلى اقرب بقالة لا أسأل عن حرب ولا عن أحوال الطقس ، أسأل عن الدولار ، فأعود إلى البيت ممسكا على بطني من الألم …
هل درست ؟
والله درست معاهد ، وعندي دبلومات ، وذهبت إلى السعوديه ومنها عدت محدثا نفسي : قسوة بلادك ولا راحة تلك البلاد التي لا تحترمك ، تعاملوا معي ومع غيري بتعال حقير …
وهنا ؟
قدي بلاد الواحد يا صاحبي برغم كل قسوة الظروف , مش قلتم عز القبيلي بلاده …
واين تسكن؟
في بيت ايجار يقسم الظهر ولا تسألني على اي فراش تضع ظهرك ..
طيب انت متزوج؟
وعندي ولد وآخر في الطريق ..
اعتقد يكفيك اثنين …
ضحك ، - استأذنك ، ربما ذاك الواقف في باب مطعم القرمشي سيشتري ..
كيف عرفت ؟
ضحك مرة أخرى : مش الشيابنه يقولوا : الطباخ يعرف وجه المتغدي ، بالمناسبة أنت من؟ قلت اسمي الاول ، وعاد يسأل : ومن أين ؟ - من قدس ، لوح بيده للمشتري المحتمل : وأنا عريقي……

كانت ثمة موجه من ريح وغبارتجتاح اسفل الشارع قادمة باتجاهي ، تفاديتها ، لكنني لم استطع تفادي سيارة فارهه كانت تجعث الطريق والبشر ….
لله الامرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24