الاربعاء 24 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن ……..والقلم
الدرس الشجاع … - عبد الرحمن بجاش
الساعة 13:15 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



الأحد 2 ديسمبر 2018
 

(( أصبت بمرض السرطان …..)) وتبدأ حكاية رجل شجاع قررأن يعلمنا درس في الشجاعة …

في لحظة ما….كنت قد اجريت عملية للزائدة الدودية في مستشفى 38 بموسكو ، بجانبي رقد ذلك البروفيسور الذي قال لي وهو يبتسم : أنا سأموت بعد شهرين ، لحظتها لولا انه مسكني من يدي لكنت هرولت من الغرفة والا الشارع ساع بن ناصرمجنون الثورة والجمهورية بتعز ...مسكني من يدي وبهدوء راح يفهمني بالروسية وأنا التقط واحدة واترك أثنتين وقد أحس بخوفي الشديد : نعم سأموت، ماهوش عارف أننا هنا نرتعش من رؤوسنا لمجرد المرور بجانب المقابر!!!! ، استطعت أيصال سؤالي: هل أنت خائف؟ - لماذا أخاف !! - الموت مسألة طبيعية وكلنا سنموت ، انا زعلان فقط لان هناك امور لم استطع انجازها ...داررأسي : نحن بتربيتنا الجاهله نظل من لحظة هبوطنا الى الحياه نفكرونخاف من الموت ولاننجز شيئا!!!!...كثيرين يستحون واذاعرفت عن مرضه دريت وقدهمس في اذنك أحد اقاربه : كماإشتقول !!! ، طيب ليش ؟؟ هذامرض وكل واحد منا معرض له…
عرفت من الهمس الذي هو عنوان حياتنا أن صديقي قريبي من تجمعني به ذكريات حميمه مصاب

بمرض ما ، من هنا وهناك لملمت مجموع الهمس فعرفت أنه .. لم اكد اعرف حتى انزل درسه البليغ هنا ، لقد رمى بالخوف المعتاد جانبا وقالها : (( أنا اصبت بالسرطان …)) ، قلت : هذاهو الانسان الذي نحتاجه وانا اقرأ رسالته البليغه والتي لبها انه اصيب به ، كنت ابحث عن طريقه لاصل اليه مداريا خوفي المعتاد وخائف من خوفه ، بينما في اعماقي اتعامل مع اي مرض على انه تطهيرللنفس من ادرانها ، مازال صوت القاضي محمود السلفي في اذني وقد سألني عن حال والدي ؟ , قلت له خمس سنوات طريح الفراش ، إستغربت انه ابتسم : لان ا الله يحبه ، يومها قلت هل هذا كلام ؟! - ومن يحبه يصفيه في الدنيا فينزل صافيا ، ودعته مستغربا لكن بمرورالوقت كانت كلماته تذهب وتعود حتى استوعبتها ، الخال عبد الباقي مغلس ظل خمسة عشرعاما طريح الفراش ….

في اللحظة المناسبه قرر د. عبد الرحمن جميل فارع ان الدرس المناسب حانت لحظته ، فانقذني من حالة الصراع التي دارت بيني وبيني واختصرعلي الطريق بشجاعته ، ازعم انني الوحيد من فهم الرساله البليغه …..

علقت فورا على ماكتب في صفحته وقد اعجبني جدا ماقال : (( اولا اشد على يديك لهذه الشجاعه التي تعكس نبل الفرسان باجمل صوره ، بعض الناس يستحي أن يقول انا مريض ..بينما الانسان معرض لكل الفواجع ))...
عاد يقول لي في رسالة كأنها مزن السماء : اثلجت صدري ياابن الخال ...قلت هذاهو الانسان الشجاع من اعماقه يطل بكامل رجولته ...قلت : لأن حرفك القوي نزل على روحي بردا وسلاما ...لأنك ايضا علمت الآخرين درسا في شجاعة المواجهه ...هذالايدركه كثيرون ..قال : وهذا ماعنيته ، قلت ايضا : ستنتصروانت بهذه الاراده ……

ابان مرض عمي عبد الوهاب رحمه الله بالكبد ، رحت التهم كل ليله صفحات من كتاب د. الزيادي استاذ امراض الكبد في مصرعن مايصيب الكبد ومراحل رحلة المرض، حتى اكون فكره عن الحالة التي يعانيها عمي ، وانا من النوع الذي يصادق مرضه عبرفهم أسراره ، كان الرجل يصف كل مرحلة يتطوراليها المرض ويبين (( هنالم يعد لدينا حل طبي )) ويذهب للتوضيح أن كثيرا من مرضاه تغلبوعلى المرض بالاراده والمواجهه بشجاعه ….

أول خطوه نحو الشفاء أن تفهم مالديك ثم تقول مخاطبا نفسك : سأواجه وانتصر، حتى اذاقدرالله امره تكون قد واجهت بشجاعه ولم تنهزم ، فالحياه سرمن اسرارالمولى ، والموت فعل شجاعه …

د.عبد الرحمن جميل فارع لقد علمتنا الدرس الاشجع …
سنقف بمشاعرنا معك ...وستنتصرباذن واحد احد ….
لله الامرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24