الخميس 25 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
إلى تهامة - علوان الجيلاني
الساعة 12:43 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



أسمع شجونك آخر الليل 
أتلفت كمن يخشى أن يسرق اللصوص أحاسيسه 
أريد أن أحييك بصوت عال حيث تختبئين مع مخاوفك وأحزانك
حيث ترتجفين وفي حضنك القباب المغدورة
وعلى أبوابك يكفهر العدم 
يمارس الموت طقوسه المتجهمة 
يحاول أن يصيب إناثك الجميلات بالعقم 
لا مناصف في النخل ، ولا بهش في الدوم 
ولا قنوت في صلاة الفجر 
موت يقف على أبوابك ويدق نوافذك من كل اتجاه
موت يتداعى كضباع مسعورة 
لا يأبه لجمال الغزالة ولا لطيبة قلبها 
موت بجنازير وكوليرا ولهب كثير
موت يسحق الفل والمشاقر
يسحب الروائح العتيقة من المدن والأضرحة 
تسكتين يا تهامة مستكينة وفي قلبك 
ذرائر وختومات ومحاريب ترتجف 
شيء ما لم يعد هنا 
شيء ما يا حبيبة نفقده معاً أنا وأنت 
كلانا غير حاضر الآن 
كلانا يقف هناك متفرجاً على الحشود والرايات 
حروب الواقع الافتراضي وحروب الواقع على الأرض 
نشاهدهم يتحدثون كثيرًا عنا 
نعرف الكاذب والمدعي والمزيف والجاهل والمستفيد 
نعرفهم واحدًا واحداً 
مع ذلك نبدو وكأننا لا نبالي 
نبدوكمساطيل عمياناً 
متخثرين وبلا أحاسيس
شيء ما لم يعد هنا 
صوتنا المميز وارتعاشات جذبتنا تتخاذل على العشش والعرش والسقائف 
نكهة سمراتنا في القبل الواسع ورحيل النايات والمزامير في العروق 
سماعات الجبرتي واليراع الذي كتب به الأهدل وابن عجيل
شيء ما لا يشبهنا تأتي به الحرب 
شيء لم تعرفه أبواب زبيد ولا ليواناتها العتيقة 
آليون يتضورن شغفاً بسفك الدماء لإرضاء آلهة غريبة علينا 
آليون لا تربطهم أدنى رابطة بدولة الشرجي وحكايات الحقفة 
غرباء أنا وأنت بين الأقاويل والادعاءات
هذا زمن لا علاقة له بجلال الخبوت في الليل المقمر 
لا قداسة فيه للفازة ومحرمل
لا منازل يعمرها الراتب ولا شنجع تلعبه الفاتنات
فقط أوباش وتجار حروب وسماسرة لا يؤمنون بشيء 
غرباء أنا وأنت وشوك كثير في عيوننا وبين أضالعنا
كيف نوقف هذا الاعصار الأسود 
كيف نقصّر لحيته وننتزع الله من بين أنيابه الحادة 
علينا يا تهامة أن نفعل ذلك 
لا أريد أن تتحولي إلى كتاب من تأليفي

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24