الخميس 28 مارس 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ولمّا من الأوجاعِ - محمود العكاد
الساعة 15:51 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


ولمّا من الأوجاعِ تُشفى المَشاعرُ
يَموتُ عليلَ الآهِ في الروحِ شاعرُ

يَموتُ إذا ما ضقتُ حُزناً، تَلَفُّظي
ومَعنى أحاسيسي وتَبكي ضَمائرُ

وأمشي كَما يَمشي التَأمّلُ لَحظةَ الـوداعِ إلى آلامهِ وهوَ صَاغرُ

أُموسقُني بحراً جَريحاً .. سَلالماً
وتَرفضُ ما أُملي عليها الدفاترُ

وتَخرجُ عن طَوعي رُؤايَ وفكرةٌ 
حَداثيةٌ في خاطري تَتَظاهرُ

وفي زهوِ تَشييعِ الحُروف لنفسها
تَعودُ إلى أدراجِ موتي المقابرُ

إذا الشعرُ لم يحملْ قَضيةَ أرضهِ
وسُكانِهَا فالعار في مَنْ تَشاعَروا

وإن أَخْفَتِ الأيدي أذيّةَ حَبسها
فإنّ علامات القُيودِ تُجاهرُ

وما قيمةُ الإنسانِ لو عاشَ راضياً
-كأوضاعه هذي- بمن يَتَآمَروا

ولن يَربحِ ابن الضَعفِ إلّا مَخافَةً
وليسَ تُقَوّي الضَعفَ إلّا الخَسائرُ

وإن تَنفعِ الأفعال من عَملوا بها
فأقواليَ الجَرحى وصوتيْ الخَناجرُ

وفي الشعرِ رَفضاً عشتُ والشعرُ ثورةٌ
ومن أحرفي هذي سيُولدُ ثَائرُ

ويَخرجُ من صبري التَمَرّدُ حَاملًا
شِعارَ 
متى يا لَيل تأتي الآواخرُ ؟

أُفَتشُ عن حُرّيتي فيَّ مثلما ٍ 
تُفتّشُ في الأقدارِ عنها المصائرُ

وأُصبحُ صُبحاً في بلادي وأرتدي
شُموساً وفي عَينيْ لَيالٍ تُكَابرُ

يُحَوّلُ قُضبانَ السُجونِ دَمي إلى
بيانو 
ولَحنٌ من فمي يَتطاير ُ

أُسلّحُ أطفالَ الوُرودِ مَحبّةً
إذا الحَربُ بَاعَتْ حُلْمَهَمْ والعَساكرُ

وأسقطُ كي لا تَجرح النّاس حَسرتيْ
عَليهم وأَرميها لَهُمْ وأُغادرُ

فما دَمعة الجَوعى تُفيدُ جياعَها
ولا الجُوع يَلقَى خُبزَةً ويُكاسِرُ

وقد كانَ قَلب النُور يَنبضُ داخلي
سلاماً وما أَدْمَتهُ إلّا المَنابرُ

ومن لَمْ تَكُن صنعاء أُمًّا لشعرهِ
فأيتامهُ الأفكارُ ثُمَّ المَحابرُ

إذا انقرضَ الشعرُ الجَميل من المُنى
فشعراً على بابِ المُنى أَتَكاثرُ

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24