الثلاثاء 23 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن …….والقلم
ذلك الشاب الجميل .. - عبد الرحمن بجاش
الساعة 15:24 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



السبت 6 ابريل 2019
 

هي المصادفات الجميلة التي تصنع اللحظات الاجمل في حياتنا…
ذات نهاركنت في المبنى المشرف على الإذاعة - رئاسة الوزراء -، من كنت معه طلب مني الانتظار، فكانت هناك نافذة كبيرة يقف امامها كل من ينتظرأحدا ، كأنها كانت مقررعلى من يكون هناك أن يلجأ إليها انتظارا…..

وقفت إلى جانب من وقف في الجانب الايسر، دائما اكون فضولا، ارتاح للتعرف على الاخرين ، بل احشرنفسي حشراحتى اخرج بصديق جديد ، كان الرجل انيقا ، وملامح وجهه تشي بالنبل ، قلت : من أنت؟ نظرإلي :ليش ؟ - نتعرف ، - عبدالقادر الدعيس ، قلت اهلا ومددت يدي ، وأنت ؟ - عبد الرحمن بجاش، ارتسمت على وجهه ابتسامه عريضه : الله يصيبك ، قلت : ليش؟ مستغربا مستفسرا...، ضحك واقترب مني : سنوات وأنا اشتي اتعرف عليك ، ونتعارف بهذه الطريقة ، احتظنني بقوة ، من لحظتها اصبحنا اصدقاء وحميمين ، الناصري الاجمل نفسا اصبح صديقي ، وكلما نلتقي نتذكرلحظة النافذة …مرت السنوات بحلوها ومرها ، تألمت كثيراعندما توفي …

ذات مساء كان ديواني عامرا بالدكتورالفنان عبدالله عبدالمجيد مسعود ومعه كتيبته : العطروش ، عبد الباسط عبسي وبقية افرادها …جلست في نهاية الديوان ، جلس على يساري شاب جميل الملامح ، همست في اذنه : من أنت ؟ - خالد الدعيس، فهمت من خلال حديثنا الجماعي انه يذهب مع عبد الباسط اينما يذهب ، وبعد أن غنى العبسي ، حمل هو العود وراح يدندن ...لأنه على يساري لم ترتسم ملامح وجهه في ذاكرتي …

ذات لحظة أخرى قاسية ، مساء آخر وأنا اقلب الصفحة الرئيسية للفيس ، لمحت شابا مهيبا بملابس عسكرية ، قرأت رسالته في صفحته ، حدثت نفسي : هاهوشاب آخريتمنى أن يموت لموقف هو مقتنع به ..شاب يمني آخرسيذهب ، سيموت ، وكل قطرة دم لأي شاب يمني تبكي قلبي ، لا اهتم إلى أي طرف ينتمي ، ينصب اهتمامي على يمنيته وهذا يكفي …

قرأت اسمه (( خالد الدعيس)) اكتشفت مساحة الحب التي يحظى بها ، لم يدربخلدي انه من جلس على يساري ، اليوم الثاني ضج الفيس بوك برحيله ، مات ، توفي ، استشهد ، مع هذا الطرف ،مع ذاك ..لم اشغل سوى بأنه يمني وإن العشرات أيضا امثاله فقدوحياتهم فيهمني امرهم لانهم ابناءنا …. أحسست انني اريد ان ابكي ، فبكى قلبي ...وظللت طوال ذاك اليوم مع الوجع بلا حدود …

اليوم التالي انزل د. مسعود صورة جماعيه ، وراح يعبرعن فجيعته ، لحظة أن تمعنت في اللقطة ، لاحظت بسرعة (( مكارت )) ديوان منزلي ، سألت ؟ اجاب الدكتور: نعم هو ، خالد الدعيس الذي جلس يساري ، اشتعلت روحي حزنا ، شمل الوجع كل كياني عندما علمت انه نجل عبد القادرالدعيس صديقي …

سحقا للحرب التي تأخذ منا أجمل مامعنا …….

لله الأمرمن قبل ومن بعد .

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24