السبت 20 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن …...والقلم
ليس من خيالي ..بل من الشارع .. - عبد الرحمن بجاش
الساعة 18:19 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



الأحد 7ابريل 2019
 

تلك التي تربعت السماء سحابة ماطرة، حجبت وجه الشمس …
كان ذلك ايذانا بالخروج ، ارتديت ملابسي وحذائي الرياضي وخرجت …
باعتباري شيخا ، فلابد من تفقد الرعية ، فقد اطليت على صاحبي المبدع عبد الغني علي أحمد في مرسمه ، لكي لا ابالغ بل في حانوته ، كان الباب مايزال مغلقا ، الوقت مبكرا بعض الشيء ، الغيم اغراني بالمشي ..مررت على يحيى هوالوحيد ربما من يصحى مبكرا، حتى يأتي أول زبون فيجد ضالته من لحمة اليوم ...الاسكافي ودعونا نفخمها في زاويته ينتظرأول العابرين ، البقالة مفتوحة ، زياد اطمئن عليه من البعد بائعا نشطا يدري كيف يقنع زبائنه …

دخلت إلى الشارع الترابي ، وهناك حثثت الخطى كما علمني عابرآخر: لماتمشي كبرالخطوة ، والا لن يفيدك المشي، كلامه صحيح هاهو العرق بدأ يستكب من ابطي وجبهتي ، عامل النظافة يجمع آثارنا ، وثمة سيارة تلاحق أخرى ، الأخيرة عليها اثنين من الشباب ، الراكب فيهم يحاول جاهدا رمي رقم تليفونه إلى داخل السيارة التي كانت فتاة تقودها !!..

إلى المثلث المقابل للجامعة اللبنانية وصلت ، وإلى جدارقريب اتكأت ، ارتحت قليلا ، اجريت اتصالا بصاحبي عباس المنصور(( احانكه )) ، واصلت ، لاحظت فتاة صغيرة ربما يصل عمرها إلى العاشرة تنظرإلي ، ربما شكل قبعة اتقاء الشمس لفتت نظرها والنظارة السوداء ، استفزيتها : ليش تتفرجي لاعندي ، صمتت : صورتك ساع النصراني ، ضحكت : يبدواننا قربنا ، وسألتها : من أين انتي ؟ - من تعز؟ ومتى جيتي ؟ - من اربع سنين ، - أين كنتم في تعز؟ - في الباب الكبير، قلت : وأنا من حافة أسحاق ، ابتسمت بزرقة السماء طفولة بريئة ، قلت : أنتم من اصل تعز؟ أو من خارجها ؟ ، - امي من تعز وابي من صنعاء ، - وأين والدك الآن وماذا يشتغل؟ - والدي في الجبهه ، ولمن يجيئ اجازة يشتغل بالتكسي ، عادت تقول : أني شجن على حافتي ، أشتي ارجع تعز ، امس سمعتوفي التلفزيون انهم (( كسروا الحوافي بالمدينة )) ، قلت : ايوه ، عادت تكرر: أني شجن على الشعبانية هناك ، كنا بالحافة نجلس طوال الليل نلعب ، قلت : كنتم تقولوا : يامسا ، يامسا الخيريامسا، أسعد الله المسا ، ضحكت ببراءتها : ايوه ، كيف ارجع لاحافتي ، قالواشتيلي سبع ساعات لما اوصل للحافة من الحوبان ...قرأت الحزن على ملامح البراءة ، لعنت الحرب ...، قلت انتبهي لنفسك لما تخرجي الشارع ، قالت : أبي واقف بالتكسي هناك اجا اجازة …

كانت السحابة تكبر، قلت مع السلامة ، ذهبت تجري ، سيارة مرسديس تقف أمام إحدى الفلل الشاسعة المساحة العالية الاسوار، فتح بابها أحدهم ، كان ايوب يزف السماء للأرض في عرس بدى قطرات غيث تهطل على رأسي :
رشوعطورالكاذية 
على العروس الغالية
وعوذوها بالنبي وادعولها بالعافية …..
كانت الساعة لحظتها تشيرإلى الحادية عشرة وهثالل مطر..

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24