الجمعة 19 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن ……..والقلم
الثورة فعل مستقبلي .. - عبد الرحمن بجاش
الساعة 11:04 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


الأربعاء 10ابريل 2019
 

ليست كل حركة ثورة ، وليس كل نية للتغييرثورة، وليست الفوضى ثورة بالتأكيد ...فماهي الثورة؟ ساجتهد هنا واقول بدون فلسفة وكثركلام بعيدا عن التعريف العلمي أو الفلسفي : الثورة كل عمل ينحوباتجاه المستقبل ...لايمكن وبالمطلق وحكم مطلق أن تكون الثورة فعل للعودة إلى الماضي.. ولدي الاستعداد لان أناقش حتى الصبح لتاكيد أن الثورة والغد صنوان لاينفصمان …هناك كانت الثورة على باتيستا في كوبا التي لايزال ملهميها تحتل صورتيهما صدور الشباب وإلى اللحظة ...كاسترووغيفارامن الهما شعوب كثيرة بنقائهما الثوري …

الثورة فعل يكتسح كل ماهو آسن في عقل الإنسان وفي الواقع ، فعل يقف اولا في وجه الجهل ، ثم يجتاح التخلف بالتاسيس لكل مايمت لمستقبل الإنسان بصله …
لايمكن إذا أن تظل تحدثني ليل نهارعن ضرورة العودة إلى الماضي وتقول لي : أنا ثائر ، وأنا ثرت ، وماقمت به ثورة ، لايمكن ...يتنافى ذلك مع ابسط قواعد المعرفة والعقل …
الثورة فعل ضد كل الجانب المظلم من الماضي ، وتستفيد مماهومشرق فيه ، في حالتنا فأي ثورة يمكن لها أن تستلهم دروسا من تاريخ العلوم والفنون ، اما تاريخنا السياسي وبالذات وقد اصطبغ بالدين فمعظمه صراع على السلطة والثروة ،الثورة ليست فعلا رجعيا ولايمكن أن تكون …

وأي ثورة يلجأ ثوارها إلى أي موروث قديم تتوه ، وتأكل نفسها ، كتلك الثورات التي تحول ثوارها إلى مجرد ناقمين وحاقدين لقصرنظرهم اكلوا رفاقهم ، واتجهوا بالفعل الذي بدأ ثائرا إلى متاهات الديكتاتوريه سواء كانت شخصا او حزبا….
الثورة فعل تقدمي يأخذ بيد الإنسان إلى أفاق التطور، ويأخذ الإنسان إلى حيث يكون إنسانا فطرعلى الحرية …والثورة ان لم تقترن بالحرية واطلاق امكانات الإنسان للتغيير، فتئدكل شيء جميل وتتحول إلى أعتى من الملكيات الفرديه تلك التي ترفع شعارالحاكم اولا، الأسرة ثانيا ، والسلطة اولا واخيرا…

ولايمكن أن يقود الثورة من هو ماضوي بتربيته وثقافته ونظرته إلى الواقع ، ولايمكن أن يكون ثائرامن لايمت للمعرفة والثقافة والعلم بصله ...فالمعرفة والعلم والثقافة هما مكونات مستقبل أي شعب في ظل ثورة حقيقية …والتربية العامة عندما تقترن بالعلم والمعرفة وبلوغ نهايات المدى الثقافي فينتج عنها إنسانا حرا مبدعا مستعدا لان يقدم حياته قربانا للمستقبل …

عليه ، فالذين يعرفون كل تصرف فرديا ، طائفيا ، مناطقيا ، مذهبيا ، بأنه ثورة ،لايمكن أن يكونو على حق وبالمطلق ..

الثورة فعل إنساني شامل لا يفرق بين الناس ، بل يستنهض طاقات المجموع لخيرالجميع ، ولذلك فتضمن شرعيتها عندما تتحول إلى دولة كل ماانجز بفضلها بالدساتيروالقوانين التي تحمي المواطن العادي من مواطن ينوي أن يتغول ويستحوذ …..

الوعي هو الذي يحمي الثورات من الإرتداد ، ولوكان ثوارسبتمبر62 من الوعي فكان لثقافة الثورة أن تتجذرفي افئدة الناس ، لكن الفعل وئد مبكرا، وأصبح البناء بالتالي هشا ، وفي الجنوب صبغ الفعل بنظرة حزب واحد الغى الاخرين ،ورفع شعارات اكبرمن الواقع ، فكان ماكان …

الثورة فعل تغييرشامل ، فعل مستقبلي ..هذا هو المفهوم الصحيح ولاغيره …
ومن يذهب بنظره إلى الافق فهو الثائر ..اما من يظل حبيس ثارات الماضي فلا يمكن له ان يكون ثائرا مهما حاول المنظرون تلميع الافكارالتي لاتمت للمستقبل بصله ….

لله الأمرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24