الخميس 28 مارس 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن …...والقلم
العود زرياب … - عبد الرحمن بجاش
الساعة 19:02 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



الثلاثاء 16 ابريل 2019
 

العود باوتاره أجمل وسيلة تنقلك إلى عالم آخرمن البهجة والفرح ، هو حياة قائمة لوحدها ، ومن لايدرك سر العود ولاتشنف روحه دندنة الوترفليس بإنسان ، هو عبارة عن جدارمن الجماد ..
العود عالم قائم بحاله ، له أسراره وحكاياته ، اسراربين الاوتاروالأنامل التي تدري كيف تنطقه ، وفرق بين أنامل تقول جمالا ، وأصابع (( تضرجح )) على قولة الفضول …تبهرك يد تمسك بالعود ، تقتلك أخرى فلاتسمع عنها سوى الضجيج …

عندما تتابع عيناك أصابع نصيرشمه ، تدرك سرخلودالنغم كلغة يفهمها البشرعلى اختلاف ثقافاتهم ولغاتهم وامزجتهم ، وانتمآتهم ، واعمارهم ، كلهم يتمايلون لسماع صوت الموسيقى ، ومن لا تحركه دندنة الوترفلايمكن أن تحرك مشاعره سوى ازيزالبلدوزرات ...هكذاهم الكائنات من اسمنت وزلط …

العود (( زرياب )) ، وزرياب تلميذ اسحاق الموصلي ، واسحاق الموصلي كان جليس هارون الرشيد، حتى إذا طلب منه أن يأتي بمغن جديد ، بعازف جديد ليسمعه ، أتى بزرياب ، ليذوب اعجابا ، مااثارغيرة الأستاذ من تلميذه ، فخيره بين أمرين ، أن يخرج من بغداد ، أو يقتله ، فاختارابو العود أن يترك بغداد إلى دمشق ، فالقاهرة ، فالمغرب إلى الاندلس، وهناك اسس عالم موسيقي قوامه العود الذي كان باربعة اوتار، ليضيف زرياب الوترالخامس ، مااعتبرفتحا موسيقيا شواهده هناك حتى اليوم، وحضورللرجل الذي اسس قواعد ((الاتيكيت ))، يتوارثها الاوروبيون ، ويطورونها ، ويفتحون لها المعاهد والصالات إلى اليوم ، ولايكاد العرب يتذكروها ، او يدرون ان زرياب عربي فتح بلاد الاندلس، ليس بالسيف ، ولكن بالعود ..

العود هنا ملكه كان بامتيازفيصل علوي ، يعرف كيف يحتضنه ، وكيف ينطق أسراره ، ومن أي زاوية يمسكه فتخرج انغامه فل الحسيني وكاذيه …
هناك من يمسك العود ، وهناك من يسحبه ، والفرق هائل بين من ينطق الوتر، وبين من يبكي العود حزنا على أن فلانا مسكه ، وهو لايدرك من هو ولايدرك سر أسراره …

خلاصة القول أن العود الراعي الاكبرللموسيقى وسيد الالات ، ينتمي إلى عالم من الجمال لاتدركه سوى الاجساد التي تتمايل رقصا كحالة سمو ..وانفس تهوى سماع حفيف الشجر، وصوت ارتطام موج البحرببعضها موسيقى البحر، وهفهفة اجنحة الطيور..وخريرالمياة ، وصوت البرق والرعد موسيقى الطبيعة ….
العود ملك الدندنه ، رفيق غباشش الفجر، زنينة موسيقى تتلقفها النفوس الجميلة ، تطرب لها العيون التي في طرفها حور ...، لايدرك سرالنغمة إلامن يدرك موسيقى الفجريبلل الصباحات بابتسامة غنج ودلال ….
لله الأمرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24