الخميس 28 مارس 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن ……..والقلم
قبل الغروب .. - عبد الرحمن بجاش
الساعة 14:59 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



الأربعاء 8 مايو 2019
 

لاأدري لماذا ارتاح للغروب؟ وفي أيام تلك الأيام كلما اشتاق للنهايات ،فأيمم روحي ووجهي صوب الشاطئ الغربي (( الحديدة )) ، وهناك احرص على توديع الشمس كلما دنت لحظة أن تغطس في الأفق ...حيث يتشكل والموج مشهدا تشكيليا لايذهب من بين عيني على الاطلاق ، فاسجل اللحظة بعيني عدستي ، واحتفظ بهما إلى اللحظة ، حتى إذا ماعاد الشوق جارفا عدت إليها ...تلك اللقطات….

تعجبني مساآت الأيام الرمضانية ، فتخرجني من البيت كما حصل بالأمس عند الرابعة ، امتصيت صهوة خيل وتوغلت في احشاء المدينة لاعيش لحظات من الفوضى البشرية يصنعها الإنسان بحجة انه صائم !! ، حتى أنني قلت لاحدهم أمس وقد نظرشزرا إلى ابنتي وهي تقود السيارة وأنا راكب بجانبها : اقترح عليك إلا تصوم إذا أخلاقك تسوء بهذا القدر طوال أيام الشهر، ألله غني عن جوعك …..

ذهبنا إلى شارع حدة ، اكتشفت أنه لم يعد صاحبي الذي كنت أذهب إليه في امسيات رمضان ، اجلس إلى اصحابي ، واطل على المكتبة ، وامرعلى من يفترض زيارتهم ، وإلى بيت القاضي إسماعيل الاكوع فاسلم عليه ، وازور محمد ابنه المخترع الذي خذله الجهل ، فاحبط …

بالأمس وجدت شارعا مزدحما بكل شيء حتى بقلة الذوق ، وفيه التقيت الحيمي أحد رواد التربية والتعليم ، سلمت عليه ، سألته عن الحال؟ قال لاتسأل ، ومضى ….
مكتبة ابوذر الغفاري مغلقة ، وان تغلق مكتبة ، فيعني أن الحياة قتلت ….
لم يعد باعة الكتب موجودن ، ولا مكتبة الفلوجة ترحب ، فقد تحولت إلى بقالة !!!، وحتى مطعم العلمين بذكرياته الحميمة على ملامح وجهه الأسى ….
دلفت إلى دكان ساعات ، لا أدري هل ذوقي اصبح دقة قديمة ، اوان تلك الساعات صارت انعكاسا للفوضى في هذا الكون ، ساعات ضخمة ومعاصم اليمنيين نحيفة …
غسل ذلك الشاب سيارتنا باهتمام ، ومنه انطلقنا عبر السبعين عائدين ، ثمة شباب على الجانب الايمن يثيرون التراب غبارا حتى عنان السماء ، هناك يفحطون بسياراتهم ، وكأن دبة البترول بريال !!!... الفساد أحيانا يتبدى في السلوك فيفضح صاحبه ….
مريت على أهل لنا لزيارتهم ، خرجنا وإذا بالغروب يطارد النهار في الازقة والشوارع ، التقطت بعدستي مشهد الغروب ، وحرصنا على السير بجانب الحيط لنتفادى السيارات النفاثة ، والصائمين من رواد الفضاء ، كان ثمة برنامج من اذاعةFm يحاول بائسا تقليد اذاعة صنعاء أيام القها ، فلم يستطع !!!...
حمدنا الله على عودتنا سالمين غانمين 
وأنا فرح بلقطاتي وجو الأسرة العامرحول طاولة الطعام …
كل عام وأنتم بخير

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24