الاربعاء 24 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن ……..والقلم
العم مبارك … - عبد الرحمن بجاش
الساعة 12:31 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



السبت11 مايو2019
 

أقول له : يامبارك من أين كل هذا العفش ؟
يكون مسافرا إلى حضرموت ، وكان يذهب إليها كل عامين …فهناك ترك الأهل والولد….
يقول ضاحكا : شوف يابجاش من لحظة أن اعود ، كل شهراشتري حاجة ، حتى إذا جاء موعد السفر، لايتبقى سوى التذكرة ، وهذه على عمك زغلول ، يقصد زغلول بازرعة …...كان مبارك مطران رحمه الله يشتغل لدى سفريات سوريا ، ومرتبه ضئيل جدا يكاد لايرى …

سيفاجأ عبد الرقيب العزعزي غزال وسط شعب صنعاء واحد أكثرالناس ادبا ودماثه لموت مبارك ، فهواحد أشبال شعب صنعاء يوما من حظي برعاية مطران أيضا ويحترمه مثل الاخرين كأب …اتصلت ليلاأول أمس باللواء يحيى الكحلاني إلى مصرمهنئا بالشهر الكريم ، قلت : لعلك عرفت بوفاة مختار، ردعلي بأسى : ومبارك ، فصمت أنا …

مبارك كأي حضرمي ، هادئ ، دمث ، لاتسمع صوته الابالكاد ، يبتسم دائما ، واذا اضطرفيلقي نكتة هنا وأخرى هناك على وجه السرعة ، ويمضي في طريقه ، مهموما بألأشبال ، اما ان تراه محملا ملابسهم ، او حذاء جديد للاعب جديد ، او تراه يناقش علي الظاهري محتدا حول أمرطارئ يهم الأشبال …

لم يكن مسئولا مبارك عن ألأشبال عينته إدارة النادي ، وإن كان الأمركذلك ، إلا ان حب الرجل لمهمته ، يجعلك تنظرللأمربطريقة تؤدي بك إلى الاحساس إلى أن ثمة حب للمهمة ، جعله يتماهى في أشبال النادي وصل إلى درجة انه يغسل ملابسهم ..يرعى المريض منهم ، يحضرافراحهم وهو المقل بإحساس الأب ، تستغرب كيف يوفق بين عمله الذي لاينتهي ، وهموم كل شبل على حده….و راية شعب صنعاء...

سنوات طويلة ، ومبارك مطران لاتجده مرة واحدة على خلاف مع هذا او تسمعه يصرخ في وجه ذاك ...رجل يدري مايفعل ، خيره كافي شره كما يقال ، وتلك الكوفية لم تنزل يوما عن تلك الهامه ، وإن كنت حساسا ستدري حجم همومه المعيشية ، لكنه لم يكن يتكلم ، لم يكن يشكو …

في بيوت آخرها تلك التي في شارع الزبيري بجانب مبنى التعاون الاهلي للتطوير السابق ، عاش مع أحمد محمد ديريه ، من كنا نسميه تحببا (( الوالد)) أو (( عبداللهي )) وعمركويران ، وعبد الفتاح محمد سعيد (( الركب)) ، كان ديريه أسود الوجه ، ابيض القلب إلى درجة العبث !!!، وعمركويران الحضرمي الصنعاني هو الاخركان يشكل ثلاثتهما فريقا من أنسجام معيشي يشارإليه بالبنان لقبولهم بالآخرلويصح التعبير…

سنوات طويلة قضاها العم مبارك مطران في صنعاء ، عشقها بكل تفاصيلها ، واحبته على طريقتها ...حتى إذا أتت اللحظة ، واحيل إلى التقاعد ، قررالعودة إلى الديار، أنا شخصيا اتصلت به مرتين ، حتى اذا شغلنا الوجع العام ، فلم اكررالإتصال آسفا الأن على مطران ، فقد كنت انظرإليه على الدوام كنموذج للعصامية عالية المشاعر، رجلا احترم نفسه ، لم يمد يده لاحد برغم شحة الراتب ، لم أره يوما الازاهي الملبس ، ضاحك الوجه : كيفك يابجاش؟ ...أحس بالغصة لرحيله ، فلم يكرم ذلك الذي يستحق التكريم ، ولم يطلبه هو ، لأنه ربما كان يحس أن لاكرامة لنبي في وطنه …

عليك سلام الله روحا يامبارك مطران ...والتحية إلى روحك العظيمة روح البسطاء كنت سيدهم ، وبعدد الخطوات التي ارتسمت بين البيت والنادي نرسل باسم كل احد عرفك وخبرك ، نرسل السلام اليك …
نم ياصاحبي بهدوء ، فكل ماحولنا يثيرالضجيج ..
رحمك الله العم مبارك مطران ...لروحك السلام 
لله الأمرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24