السبت 20 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن ……..والقلم
محسنة توفيق … - عبد الرحمن بجاش
الساعة 12:27 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



الاثنين 13 مايو 2019
 

هل تتذكرون ذلك المسلسل البديع (( ليالي الحلمية)) الذي الفه الفذ أسامة أنور عكاشة ، وله اعمال مجيدة مخلدة …المشربيه ، وعلى ابواب المدينة ، الراية البيضاء وأخرى كثيرة ، دراما ، ومسلسلات ، وسيناريوهات ….
للأسف طغت على مثل تلك المسلسلات التي شدنا إليها صلاح السعدني ، ويحيى الفخراني وكوكبة من الممثلين المصريين الذين اضاعتهم سينما الشباك ، والمسلسلات الهائفة التي على قمتها هيافة وقلة حيلة وتسطيح للعقل هذا الذي ينتظره الصغاروالكباروعلى وجه الخصوص النساء (( رامز)) ، الذي حدثت نفسي : عليك بمشاهدة إي حلقة حتى لاتظلم المسلسل والممثل ، قبل سنتين جلست أمام الشاشة وحشد في البيت يتأهب لمشاهدته ، اقسم انني هربت في المنتصف تقريبا ، ولولا أنني سأخسر قيمة جهاز تليفزيون لكنت كسرته ، عيب ، هكذا صرخت ، والله عيب ماتشاهدون ، مسلسل أو برنامج أو سمه ماشئت ، دقائق من الصراخ والضرب والتخويف ، والغريب أن كل المشاهدين يضحكون ومرتاحين !!!! ..زمن هائف …

رحم الله سعادة السفيرالمصري الأسبق (( محمودالكومي)) ، ذلك الديبلوماسي المعتق ، والمعاق جسدا ، النيرعقلا وخلقا ، وعلاقة قاد لواءها أيام أن كان في صنعاء ، لم يهدأ له بال ولو للحظة واحدة على طريق اثراء العلاقة الشعبية اليمنية المصرية ، عند ماقيل أن فترته انتهت كتبت في يوميات الثورة أناشد من (( سيسمعني )) أن يمدد للكومي ، فلاحياة لمن تنادي ، إذ لم يسمع احدا !!..

ذات صباح صدرت الثورة بيوميات لي وكنت اكتبها كل احد بعد أن حاول أحدهم قصيرنظر الغاء يوميات الخميس ، لكنني وجدت البديل (( الأحد )) ، كان عنوانها (( زمن فيفي عبده !! )) ، لم تصل عقارب الساعة إلى الثامنة صباحا الاوتليفوني في البيت يصرخ : (( ايه ده ياعبده ، دي فيفي عبده من مصر وتمثل مصر)) ، ولم استطع إقناعه بان انتقاد فيفي عبده لا يعني الاساءة لمصركلها ، هذا إذا ما كان هناك شبهة إساءة أنا شخصيا احرص على مصرربما مثل ابناءها ، ولو كانت غيرمصر، مالفتت انتباهي ، لكنها مصرالمؤثرة فينا إلى اعماقنا ، للأسف الشديد فلم يعد هناك سينما ولا أي من فنون عظيمة شكلت وجداننا ، رحم الله السادات !!!..

كيف لوأن الكومي موجود ، ماذا سيقول ؟؟
في مسلسل الحلمية برزت محسنة توفيق من دور بدى ثانويا لكنها اعطتاعطته حضورها والقها ، فصارالمشاهد ينتظراطلالتها أكثرمن اطلالة الفخراني والسعدني وقد اديا دوريهما بعظمة ، لكن الفنانة الكبيرة بملامح الام على وجهها ، ونبرة صوتها الدافئة اعطت للمسلسل حضورا لايساويه حضور..

ملامحها جعلتنا هنا نتذكرامهاتنا وكل العزيزات الغاليات علينا ، بدفئ عبارتها وتمثيلها السهل الممتنع ...لكن تلك الهادئة بروح الام ، ظهرت هنا في صنعاء ابان حضورها الندوة الشهيرة : (( الثقافة والفكروالأدب )) في الثمانينات ، والذي احتشدت لها اسماء عالية المقام من صنف محمود أمين العالم، وكان من بين مدعويها هيكل ، فلم يحضر...، كشرت محسنة عن انياب الكرامة الشخصية عندما فرض أحدهم سمي يومها صحفيا لمرافقتها واجراء حوار معها للثورة، فذهب إليها وفي ذهنه نجوى فؤاد كما ينظرهو لها ، واسجل أنا هنا لها الأحترام كراقصة مشهورة ادت دائما لونها الشرقي باقتدار..اتذكرالآن أن محسنة طردته من سيارتها ، وثارت ثائرتها يومها …..

يجتمع المصريين دائما على حب مصر، (( دنا بمثل مصرللي مش عايز يفهم )) هكذا كان الكومي يصرخ ، أنا اغبط كل مصري على كونه يرفع إسم مصرعاليا ..

رحلت محسنة توفيق الممثلة القديرة ، المثقفة الرائعة ، الكلمة تخسر، السينما تخسر، التلفزيون يخسر ، نحن نخسر ….رحمة الله عليها ..

لله الأمرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24