الخميس 25 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن …...والقلم
ينبت الفجرفي رحم الليل .. - عبد الرحمن بجاش
الساعة 13:26 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



الثلاثاء 14 مايو2019
 

عند الواحدة غبشا قررت الخروج ، عند باب الشارع غمرني ضوء هادئ ، فقد اضاء حسام العمود بطريقته ، اعطى الضوء للشارع احساس بالكرامة ، فتناغمت بقية الاضواء مع الضوء الاكبر، فسرت روح جديدة موشاة بفرحة الهزيع الأخيرمن البرود ….

في الاعالي ثمة نجمة سكنت الزاوية المطلة على الحي ترسل وزاوزها وحشد النجوم إلى اسقف المنازل فتحول الظلال إلى أشكال بديعة …
منعطف الشارع الجانبي هادئ إلى درجة الاغراء بالمشي ، وعلى جنبات الجدران ذهب الضوء يوزع الاشكال من كل شاكلة ولون …اتوغل في الشارع ، لولا الاكياس البلاستيكية لسمحت لنفسك ولو لبرهة من الوقت تخيل أنك تمشي في شوارع تلك المدن التي تعرف أن النظافة من الإيمان ….

عبد الغني اكمل آخر لوحة وأغلق باب الدكان ، والكوافيرة أنجزت آخرتسريحة وذهبت ، وتوزعت السيارات نائمة على الرصيف وبجانبه ، وضعت تعبها بعد ليلة مرهقة …تلفح نسمة مسرعة وجهي فأحس براحة تستولي على كياني فيمدد ابو حنيفة ولايبالي …..ثمة ضوء يصدم خدي الايمن ، ثمة مصل عائد من صلاة الفجر…

صوت كلب قادم من المنعطف الاخر يختلط بصوت قاطرة هائمة على شارع الخمسين تنهب الأرض ذاهبة بارزاق من ينتظرونها ….ارفع رأسي ، كانت النجمة ما تزال هناك معلقة برجل واحدة كالعصفورأبوهامة سوداء من يلون صباحاتي بصوته الحنون .…شبح اسود هناك منتصف الشارع حيث البرميل  ، يختفي فجأة إذ قدمت ، ادري من يكون ، من اؤلئك الذين تتعززانفسهم عن السؤال …

احس إنني املك الشوارع كلها عند الخامسة فجرا ، يذهب بي الخيال إلى تذكرنفس الرحلة عند الرابعة والنصف غبشا بعد خروجي من جامع الغفران بسبتمبرتعز، ابحث عن صاحبي الدجنة نستعمرلمدة نصف ساعة طول وعرض الشارع ودكاكينه وذكرياتي ….

تتراقص اضواء بعض الأعمدة المضاءة ، يتراقص الفرح في نفسي كعيني إمرأة قدمت لتوها من عيون الفجر…يهتف بي هاتف حشيش الأرض الخضراء ، يلون غبش الفجر بآخرشهقة لضوء النجمة التي تغادر مكانها مفسحة المجال لأشعة الشمس المتهللة فرحا والقادمة من اقصى نقطة من شرق الكون …

تهمي الأشعة في الشارع كالغيث ، يتداخل رذاذه بالضوء ، تتداخل خيوط الأشعة بضوء العمود يشكلان شهقة الفجر البكر ...قطفة أولى من معين الصبح الذي لاينضب ….

تستنشق رئتي نسيمات الفجرالأولى ، احسد ذلكم البشرمن الرعية الذين يسابقون الطيورصحوا يرتشفون أولى فناجين رائحة الأرض القصوى ….تمتلئ صدورهم هواء يلفح جنبات خدودهم ، ينبتون مع الفجر سنابل من لآلئ ودندنة وترتخرج من بين أنامل امرأة هي ابنة الغبش …

اواصل الخطواستبق كل خطواتي في اتجاه منبع الشمس تتسلل من بين البيوت تطارد آخرخيوط الليل …الضوء القادم من الشرق بدأ بريشته يلون واجهات المنازل المكسوفة من همسات جدران الليالي العبقة بالتماهي …ترتسم صورتها فرحا على التبة المقابلة للقلب ، تصدرالآهة الأولى مرحبة بها من بين النهدين ….

لحظة أن تضع اشعة الشمس اوزارها ، ترتسم على وجهي علامة الرضى صبحا نديا مبللا بزنينة الفجر…اعود ادراجي ، تستقبلني بقايا رائحة ملكة الليل ، اعب منها ما استطيع ، اروي ظمئي الذي لاينتهي …

أرسل الرشفة الأولى لعينيها فرحا بمقدم الصبح الذي لايكذب خبرا للحب الذي يصنع المعجزات ، والعشق الذي يبني الدنيا …

احدث نفسي في العشق الأول فجرا : 
تحية الغبش التي احملها أمانة اهديها فجرا لعقيل محمد سعيد …صاحب الحرف النبع الذي لاينضب…..اقبل هامة الكلمة ….أنام حلما كطفل يبحث عن ثدي أمه ...
تتشابك الاحرف... تشكل شهقة الفجر القادم …

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24