الجمعة 19 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن …...والقلم
نعمة عون …. - عبد الرحمن بجاش
الساعة 13:21 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



الأحد 16 يونيو2019
 

فلاش باك ، وتعود بك الكاميراإلى زمن قد خلا، حين كانت عذابات الناس والامهم ، لايسمع بها احد ، ولايتألم لها احد ، بلد مغلق ، ومنغلق ، وجهل مخيم ، وتخلف اثاره والجهل ظلت إلى يومنا هذا برغم ماقدمته الثورة اليمنية من فرصة عظمى للانتصارعلى الجهل بالعلم ، وعلى التخلف بتنمية تحاكي الحلول التي انتهجتها بلدان كانت اكثرتخلفا ، لكن من حسبوا انفسهم على ثورة سبتمبر62 بالذات ثوارا، انشغلوابمصالحهم ،فنظروا للثورة على انها مشروع لتطويرالبنى التحتية لاشخاصهم واهلهم وذويهم وكل (( أحمرعين ))، فيم ذهب الثوارالحقيقيون اما إلى البيوت أو القبورأو السجون ، وبقي الجبناء !!!!..هناك منجزات لايمكن لاحد انكارها ، لكن جيل الثورة يبدوانه اغترب !!!..

في الارياف ثمة حكايات تعكس معاناة الإنسان ، الذي كان يضيق بها ، ولامنفذ له إلا البحرإن وجد الطريق إليه …
شمال الشمال ظلم الإنسان كثيرا، فمعظم الناس لا ابالغ إذا قلت انهم لم يعرفوا البحرشكلا وصوره سوى بعد الثورة ، وعودة إلى كتاب اللواء الاكوع ، فقد نقل حكاية لولدين من أولاد الأمام يحيى رحمه الله والذي لم يعرف طوال اربعون عاما هي فترة حكمه من البلاد إلا حمام علي !! ، ومزرعته خارج صنعاء في بيت حاضر!!!...

الشابان نزلا إلى الحديدة مع مرافق لهم ، وفي الطريق صادف أن هطل المطر..
اليوم الثاني ذهب بهم المرافق إلى البحر، ففوجئا ، فيقول أحدهم للآخر: شفت أين سيل أمس تجمع!!، إذا كان أولاد الأمام لم يعرفوا البحر، فما بالك بالإنسان المعدم ، وقد كان معظم اليمنيين معدمين !!..

حكايات في قرانا مؤلمة ، تسمعها ممن لاتزال ذواكرهم قوية ، خاصة من الكبار الذي يذهب أو ذهب جلهم ، وفي رؤوسهم حكايات وحكايات ...لوكان هناك وعي باهميتها لجمعت من رؤوسهم ، وهنا نقف اجلالا لأروى عبده عثمان التي عملت الكثير، وناتج جهدها قتله من قتل ، لابارك الله فيهم ….

عون ، في قريتنا انجب نعمة ، فصارمع الأيام اسمها المتداول (( نعمة عون )) ، ظلت طوال حياتها على الاقل في زمننا وحيدة ، لازوج ولاولد ، ظلت كل سنين عمرها وحيدة تكافح من أجل لقمة العيش، في الأرض تعمل مع هذه وتساعد تلك ، وعندما تغرب شمس النهار، تغرب هي في دارقديمة كان لزوجها ….لاحسيس ولا انيس كما كانت جداتنا تقول ….لااحد يسأل عنها ، ولا احد يدري متى تمرض أومتى تحتاج إلا بالصدفة ، فلاتقبل العطف ، بل تشمرعن ساعديها من جديد ، وتنحت الصخرتعبا بحثا عن اللقمة الكريمة ..ذهب العمر، ولم يبق منه الا القليل ، فظلت نعمة عون تعمل وتعمل ، لاعيدلها ولا فرحة تدخل من باب ذاك الدار، فقط ألم وحسرة تنفثها من نوافذ عتيقة لازجاج لها ، ولا مايسترمن وراها ….ذات صباح وجد ت نعمة عون ميته على فراشها ، بعد أن بحثت عنها من يردن مساعدتها في فلاحة الأرض …كفنها جيرانها ،ودفنت ، مع كل حياتها المعذبة ، والمها من قسوة الزمن …

ذات لحظة قدم أحدهم من عدن يسأل عنها في القرية ، قال أنه قدم من البحر، وعندما سأله جيران نعمة عون عمن يكون ؟ تبين انه ابنها ، وأين كنت؟ ، كنت في البحر…
قيل له : تأخرت كثيرا، فقد رحلت من سنين …
سقطت من عينه دمعة ، استدارنحو رأس النقيل ، وإلى البحرعاد …
رحم الله تلك الطيبة نعمة عون 
لله ألأمرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24