الثلاثاء 23 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن …...والقلم
النهرالخالد .. - عبد الرحمن بجاش
الساعة 13:28 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



الأحد23 يوليو2019
 

فورأن اكمل قراءتها ، اتصل بي وبحق الصداقة والمعزة ، فورا رماها في وجهي : (( لعنة الله عليك)) ، قلت : طيب ، وأيش باقي؟ ، قال : تكتب عن الكافرة التي تغني للحب والمحبابة ، كنت كتبت يوميات الأحد في (( الثورة)) عن أم كلثوم …
يا فؤادي لاتسل أين الهوى 
كان صرحا من خيال فهوى

يرفع د. عبد الله يده : شوف كيف تنطق الكلمة ، شوف كيف تشدو، شوف هذا المقطع كيف تدندن به، شوف كيف تتولى قيادة الاطلال كما لوانها وهي كذلك نبع للماء الزلال ، يدري إلى أي مصب يرسل مياهه العذبة ، هو يروي العطشان ، وهي تروي العاشق الولهان …شوف ، شوف ، شوف كيف تغني أنت عمري ، هنا غيرت كلمة ، هناك غيرت عباره للهادي آدم ، هناك درت كيف تدخل للكلمة من منحنى جعلها تنطقها بطريقة أخرى غيرما ينطق به البشر…هذا الرجل معجون بالست ….

هناك مهندس ياسين يتابع ، د.نبيل نعمان يبتسم بخبث ، والمهندس عادل الربيعي دمث الخلق يصحح معلوماتنا عن الG5، وأنا احس أن الف ليلة وليلة حلت في مقيل د. عبدالله ، من كان والده يوما في شارعنا العظيم 26سبتمبربتعزحيث اعماقي تسكن ، كان أحمد عبدالله الحاج مجاهد يديرويملك مطعم نبيل الوقاد ، الذي سماه كذلك تذكراوتذكيرا بالقائد المصري العظيم نبيل الوقاد ، يعرف صديقي عبد الله الشوافي انه كان تحت عمارتهم ، كان أستاذنا مربي تعزعبد الرؤوف نجم الدين يجلس إلى كرسي خصص له وآخرلأم عصام رحمهما الله …تمرتعزكلها عصركل يوم لتحيي بهيبه ذلك المربي القديرالذي ترك عطره إلى جانب مشاقر صبر، تعطرصباحات تعز ، اجمل الصباحات …

عهدي بها سيدة الكلمة المغناة السامية مع أول اسطوانة لاغنيتها المعروفة المشهورة (( فات الميعاد)) …جلبه والدي ليلة أن تزوج لرابع مرة ...
ظليت لوقت طويل ادرب اذني على سماعها ، حتى تطبعت مع صوتها كنهرخالد لاتنضب مياهه العذبة ..عرفت لحظة أن وعيت ماحولي ، أن مرسي عزيزجميل كتبها باللهجة المصرية ، وكما اجادت بالفصحى ، كانت فصيحة بالعامية المحلية:
فات الميعاد…..وبقينا بعاد بعاد بعاد
والنارالنارالناربقت ….الناردخان ورماد
فات فات المعاد
وبقينا بعاد بعاد بعاد
ولحن بليغ حمدي كما يلحن دائما ، عظيم آخرفي التلحين ، يعني ان الرؤوس الكبيرة كانت في مصر، وفي كل مجالات الحياة ، وفي الادب عموما ، وكل انواع الفنون …

تظل ام كلثوم ذلك النهرالخالد ، الذي تتجدد مياهه كلما ظنيت أنه أكمل مهمته وذهب ، فالنهريظل يروي الدنيا خضرة ، والنفوس جمالا ..كذلك هي ام كلثوم كالذهب ، كلما ظننت أن التقادم يكون على حساب جودته ، كلما كان التقادم يزيده بريقا ….

ام كلثوم غنت للحب بمعناه الواسع ، وارضت أذواق الناس جميعا ...وكنت اظن ان الاجيال الجديدة لم تعد تعرفها في ظل الاغنية السريعة التي هي طابع الزمن الذي نعيشه ، وقد انعكست سرعة التواصل والاتصال على الاغنية ، لكن كل اصيل في الادب والفن لايبلى ، لكنني فوجئت بعد عرض المسلسل ألذي مثلته صابرين ، توجه الشباب إلى الاستيريوهات للبحث عن اغانيها ….
ام كلثوم ما تزال تشدوفي اعماق العرب وغيرهم ، وتوحدهم في لحظة سماع قصوى ...

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24