الثلاثاء 23 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن …...والقلم
عرسان المريكن !! - عبد الرحمن بجاش
الساعة 13:55 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



الأحد 30 يونيو2019
 

لمع الضوء القوي من وراء الستارة، قفزت من السرير ، ظننت أنه صاروخ ، فاذا بما لحقته من ((قوارح )) قالت ساخرة : لاتخف ، نحن معرسين !!، طيب ، حدثت ذلك الهاتف في أذني: بس قوارح اليوم ثاني !!، قال : العرسان واهلهم من حق (( مريكن ))!! ، عدت اقول : طيب هذا مزعج !!، عاد يقول : اعتبرها صواريخ ، مش تعودتم ، قلت ، حاضربعدك ما دام والعرسان واهلهم سوبرلوكس!!....
عدت لاضع رأسي ، أصوات قوية وقريبة ، جعلت كل من في البيت يفزعون ويقومون متسائلين : أيش هذا ؟ ، أين الضربة ؟ ، قلت بثقة وبلاخوف : عند جيران الجيران …
تذكرحسام قبل أن يعود للنوم : وجهوا لك دعوة ، قلت ضاحكا : يدفعوا تعويض وسأحضر، لم يسألني: عن أي ضرريعوضوك ، فقد عاد إلى النوم ، وطوال الليل وحفيدتي مرام ومريم يفزعين من نومهن على أصوات (( المريكن )) ، وأين سار؟ ، قالوا : (( يهولد ))!!!..

فليطمئن الجهل إلى انه باق إلى أن يفرزهذا الشعب رجل او حزب ، او جماعة في رأسه او رؤوسهم مشروع يجرنا إلى المستقبل غصبا عنا …
لاأدري لم ورد إلى ذهني ذلك البرنامج من (( الجزيرة )) عن التقدم التكنولوجي الهائل في البلاد الصناعية التي لاتلاحق الناس (( صليتوا اولا)) ، تلك المجتمعات التي لاتشغل نفسها بالعلاقة بين المخلوق والخالق ، وكما قال محمد إبراهيم نقد امين عام الحزب الشيوعي السوداني: الحكومة مهمتها جنة الأرض ، وجنة السماء على ارحم الراحمين …
هناك يطورون الحياة من أجل الإنسان ، ويقولون له : الموهبة منحة ، والاجتهاد اختيار، هذا طريق العلم والوعي الذي يؤدي إلى المستقبل ، وذاك طريق الجهل الذي يشقك شقين ، احدهما للحلال ، والآخرللحرام ، فتصبح حياتك موزعة بين الحلال والحرام ، بينما الناس يقولون بالعلم كحل لكل معضلات الدنيا …
هناك في حلقة الأمس الأول من البرنامج عن ثورة السيارات الذكية ، وما يرافقها من ثورة لاطارات تختلف تماما عما نراه ، ومن أجل البيئة ، ومن أجل تخفيف الازدحام في الشوارع ، فتستطيع السيارة وبالاطارالجديد أن تخرج من ورطتها بالدوران في نفس المكان ، والخروج بالعرض ….
اجزم أن عرسان المريكن لايدرون بهذا ، لان الواحد منهم يذهب ، ومن المطارإلى البقالة ، سنتين وعشر، يعود إلى البلاد بسيارة فخمة ، ويبني منزل ساع السمسرة ، ويبحث عن المشارعين تحت الاحجار، ليشارعهم ويثبت رجولته ، عندما تسأله عن العالم ،تجده ،لايدري عن العالم سوى ، طيارة تأخذه إلى ماوراء المحيط ، وبقالة ، ودولارات ، لذلك لايستغربن أحدكم إذا ماعاد اولادكم بدقون من المريكن !! ، فالسبب انهم لا يشاركون الناس ، ولايحتكون بالاخرين ، يعتكفون في البيوت، فاذا خرجوا فالى المسجد ليجدوا (( اصحاب اللحى )) أمامهم يقنعونهم بأن مايفعلونه عز الطلب ، باقي الدقنه ، والكرش المترهل ، وقميص ابيض !!، يعودون شبابنا من المريكن كما كان يعود ابناؤنا من عند ابن باز ، لاهم لهم سوى أن يحجبوا امهاتهم واخواتهم في القرى ، ففوجئنا حتى باخواتنا يمتنعن عن الظهور علينا أو السلام ، فذلك (( حرام )) ، فتحولت القرى إلى لوحات من السواد لاتبقي ولا تذر !!!..
يجد له الجهل هنا مرتعا خصبا ، وإلا لن تظل (( القوارح )) حق اعراس المريكن تزعج الناس اربع ليال !!!، قال صاحبي وكنا عائدين من مقيل : هنا واشارإلى أثارالمعركة (( عجنوا )) الدنيا اربع ليال يعرسون !!، قلت : من ؟ ، قال : الأمريكان ..وقوارح الاعراس من كل شاكلة ولون !!!!
وعليه عادحنا بعيدين ..جدا ….و العاقبة للمتقين …
لله الأمرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24