الاربعاء 24 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن …….والقلم
أنيس…- عبد الرحمن بجاش
الساعة 13:43 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



الثلاثاء 2 يوليو2019
 

أوقفت سيارتي احتراما ، لايذهبن خيالكم بعيدا ، دعيته : أنيس ، فوضع مافي يده ، وجاء بشوشا ، بابتسامته العريضة ، وبشاشته الدائمة ، وطيبته التي تملأ المدرسة من بابها إلى إدارتها : اهلا ياعم ، - كيف حالك ؟ ، - بألف خير…

ذلك هو أنيس الصايدي حارس بوابة المدرسة القريبة منا ، والذي علينا واجب يومي أن نمر بجانبه، فاذا رآك قبلا، بادرك بالسلام والتحية المقرونة بطيبة أهل الأرض ، وأذا فاجأته ، فيعوضك سلام وكلام وحسن خلق لاتجده سوى في البسطاء الذين لاينافقون ، ولا يلفون، ولايشتغلون شغل النخب والأحزاب ….

أنيس الصايدي شاب رائع ، يأكل من عرق جبينه ، فلايركن للمرتب القليل ، بل تراه يغلق بوابة المدرسة من هنا ، يمتطي خيله الناري ، وإلى الشارع حيث يؤشرله أول راكب ، فيذهب به ، وما يعطي ، فيقبل أنيس ولايرد أحدا ….
فاذا فرغ أنيس من المدرسة وتعب من لفة المتور، عاد إلى جداره الاثير، فيفتح جهازتليفونه ، وينهمك ، فاذا مررت ، فتسلم ، ولا ينتبه ، فتكرر، وهو مندمج ، حتى إذا سمعك قام ضاحكا : أنا آسف ياعم ، والله ما انتبهت ، تضحك لأنك تعرف لطفه وطيبته ودماثة خلقه …

اصبح انيس الصايدي جزء منا ، فاذا مرعمه ياسين الصلوي ، وياسين من اؤلئك الرجال المعجونين بكرامة الطين ، ونبل الرجال الذين يعرقون ، ويصلون إلى لقمتهم بجهدهم ، لاينتظرشرعية ولاسلطة صنعاء برواتبهم التي لم تعد تعرف النور، بل بعرقه ومهنته يكسب مايجودبه ارحم الراحمين ، ذلك هومنطق البسطاء الذين لايكذبون ، ببساطه لانهم لايتسيسون ، ولا يسيسون الدين ….

يجلس إلى أنيس يسولفان ويتناقشان ، يضحكان ، ولايتركان شاردة ولاوارده الا ويمران عليها ، حتى إذامر أحمد المغني ، فتراهم يفكون اشتباك حديثهم ، يجلس المغني إليهم ، فيندمجون في طيبة ثلاثية ناتجها تخزينة عند العم ياسين ، لايحضرها انيس ، لانه يطلب الله ، بل يترأسها الرجل الرائع يحيى المغربي بنظارة محمود السعدني ….، يندمج معظم الوقت في الكتاب الذي بين يديه ، رجل يقرأ بلا حدود ...، لايقطعه مناقشا في المقيل سوى كمال شهبين الرجل المتواضع المطلع ….
هم ومازن جارهم جارنا يقضون ساعات طوال ، يقدم خلالها مازن نشرة اخباركرة القدم ، ابتداء من القمة الافريقية وانتهاء بالدوري الايطالي وانتهاء بدوري بلاد الاسبان ….
يظل انيس محورالكون في الشارع ، جزء من سيرتنا اليومية ، تراه أيضا أمينا على الاطفال في مدرستهم ، بروح الأب ، يحتضنهم بمشاعره الجميلة الابوية ، لا تراه ابدا وقد عبس وجهه ، مهما زاد ازعاج الصغار….

 امثال أنيس يستحقون التكريم ، من المجتمع الصغير، مجتمع المدرسه، ثم مجتمع الحي ، ثم يفترض بادارة التعليم أن تتنبه لمثل انيس في كل مدرسة ،ففي اليابان وفي شارع ما يرتفع تمثال من ذهب ((لمهندس النظافة )) ……!!! لاأزال اتذكرذلك الرائع رحمه الله العم أحمد الذي ماان يرى ابا يقف بسيارته أمام بوابة مدرسة آزال حده ، حتى يدنومنك : رح لك ، الله يفتح عليك ، فتطمئن على اولادك طالما وعمك احمد قدقال لك : أذهب ، الآن أولاده يقومون بنفس المهمة النبيلة ….
العم عبده كان عنوان اتحاد الادباء ، وعبد الرحمن المعلمي كان عنوان مقر نقابة الصحفيين التي ماتزال مسافرة !!!...

أنيس الصايدي ...نحن نحترمك وامثالك …
لله الأمرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24