الجمعة 29 مارس 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن ……..والقلم
الصادح بصوت الحق .. - عبدالرحمن بجاش
الساعة 14:02 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


الثلاثاء 9 يوليو 2019

قلت وهذا (( المتور)) حق من ، قال ضاحكا: هذا خيلي الناري ، مش أنت تكتب هكذا ، قلت نعم ، كانت الدراجة النارية تقف أمام المنجرة في شارع من شوارع إب ، عاد يقول : يوم الجمعة انتظر الأستاذ وأذهب به إلى الجامع ليخطب بنا ، قلت أي أستاذ ؟ قال : الأستاذ الربادي !! قلت معقول الربادي يذهب بالمتور، وأين السيارة ؟ الأستاذ ليست معه سيارة ، أعرف انه رفض أن يستلم سيارة يومها من الرئاسة قائلا : ما أفعل بها ، أيضا كان الجاوي قد رفض هو الآخر، وعندما الحوا عليه ، طلب سيارة هايلوكس (( لنوزع عليها صحيفة التجمع )) ...، هنا يتبدى الرجال الكبارومن وقفوا في وجه الافساد ، في نفس اللحظة التي كان هناك من يستلم باليدين ولامانع بالرجلين !!!...

أن تستلم فلوسا من الحاكم لا تستحقها ، فقط لشراء مواقفك ، وتحويل اسمك إلى شقة مفروشة إن أنت أديب أو كاتب أو صحفي ، فلا ينفع القول : هم اعطوني ، وبعدين من المال العام ، مش من حق ابتهم ، هذا منطق هو الآخر فاسدا ، قل إنك من تستلم فاسد كالمفسد لافرق …، أو كمنطق ذاك الذي وجدته يوما في ساحة وزارة المالية ، كان زميلي ، فلاحظت انه شكلا وليس اعماقا قد تغير، فالبدلة التي عليه يومها تساوي الشيء الفلاني ، قلت ، وقبل أن اتكلم ، قالها : هم يسرقوا وأنا أسرق مثلهم !!!.. كان ذلك بعد حرب 94 التي قتلت الوحدة التي كانت حلما فاصبحت كابوسا على من تمنوها وحلموا بها وناضلوا من أجلها ، فقد حولها المستفيدون دوما كالمنشار إلى مجرد (( تجاري سكني ))…

كان محمد الربادي صوت حق لاينضب ، كالنهريتدفق حبا لهذا البلد ، ومن أجل إنسانة ومستقبله ، كان أحد الذين حلموا بدولة يعلو فيها فقط صوت القانون ، وعقد اجتماعي يترجمة الدستور خطا ومنهجا …
من المنبر حيث كان يدرك ماذا يعني المسجد تأثيرا أقوى من كل وسائل الإعلام ، ضج بصوته وطنا يمنيا بلا مذهبية ولا طائفية ، ومواطن يمني لا يتميز أي كان على أي كان ، كلنا يمنيين يحكمنا قانون، وملجأ هو الدستور ، وعلم به نهيئ انفسنا لمستقبل قدم من أجله الرجال الرجال حياتهم …
قلت يا أستاذ صالح ، وقد زرته إلى فندق سنان في عصيفره : كيف؟ قالها : مافيش فائدة !!، وصاحبك ؟ قالها ولا تزال ترن في أذني بعد أن زفرها حارة من أعماقه : كذاب ، ورح لك يابن بجاش، فذهبت ….

الربادي ، والشحاري ، والجاوي ، ثلاثي ناضل بالكلمة والحرف بكل ما اوتوا من قوة ، وكانت أصواتهم عالية لا يهابون في الحق أحدا من الفاسدين المفسدين ، قالوها ومضوا ، ولن انسى الشحاري عند كشك التحرير وهويقول لي : قل لاصحابك ……ليش ما يدخلوا المسجد ؟؟ ، إلى اليوم وأنا أرددها ، وأقول لمن وقفوا تحت شعارات فضفاضة لبلدان أخرى وواقع آخر: اليمنيين في المساجد حتى السرق ، فادخلوا لهم ، لا تتركوا المسجد للزنادنة من كل الفرق والمذاهب ، فالمسجد للناس جميعا …

أحمد قاسم دماج هو الآخر كان صنوا للحق، صنوا للربادي الكبيرهامة وكلمة ، لا يكادان ينفصلان إلا ليلتئما...تحضرني حكايتهما في عدن ...، فقد صادف أن كانا هناك في لحظة كانت الوقيد تتهيئ لتتحول نارافي احداث 86 ، نازلين كانا في (( الجولد مور)) ، ذات امسية رمضانية سأل الرئيس عن الربادي ، أنا هنا قالها الربادي ، سأله : ما حصل لكم في عدن ، ضحك : ثلاث أيام الناس يتناحروا ، وأنا وأحمد قاس، ام كلما سألني : تقول موذي القوارح يبن الربادي ، أقول له : يقتلوا الغربان ، مادرينا إلا وام الصبيان قد وصلت لاعندنا ، وكيف خرجت من عدن ؟ كانت هناك سفينة تنقل الهنود ، فطلعت معهم ، الظاهر إن شكلي مثلهم ، ابعدت الكوفية ، وكان يعتمركوفية دائمة من حق زبيد ، من يدخل الناس إلى عمق السفينة عندما وقفت أمامه ، سألني ، هكذا خمنت عمن اكون ، فهزيت رأسي مثل الهنود وقلت : (( أتشا برابرهي )) ، فسمح لي بالدخول ، وخرجت إلى جيبوتي ، ليلتها ضحكنا كثيرا …

يحزنني أن إب حتى لاتحمل جامعتها إسمه ، أو شارع من شوارعها …
أما صنعاء فقد نسيت البردوني ، والزبيري شارع ، والنعمان لا شارع له ، أما السلال فلا يتذكره أحد..
لا كرامة لنبي في وطنه …

لله الأمرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24