الجمعة 29 مارس 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن …...والقلم
اكتشفت السر!؟ - عبد الرحمن بجاش
الساعة 13:20 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



الأثنين 15 يوليو 2019
 

توقفت يومين عن الكتابة ، احسست أن لا رغبة لي ، بل وكبرالهم وكبرالسؤال وهو السؤال الذي يجتاحك في لحظة ، ويبقى جوابه معلقا تبعا للحالة النفسية التي تعيشك لحظة أن تشكل السؤال بقسوة أمامك : هل ما اكتبه مفيد؟ هل ما اكتبه يقرأ ؟ كم عدد من يقرؤوني ؟ مارأيهم ؟ هل افيدهم أوأن ما اكتبه مجرد كلام انشاء لايقدم ولايؤخر؟ هل كل من يعمل اعجاب ، فيعمل عن قناعة واعجاب حقيقيين أو أنها المجاملة على الطريقة اليمنية ؟!!!!!!...

كبرت وكثرت الاسئلة حتى احسست ان رأسي سينفجر…
مرت الجمعة، هل السبت ، ورأسي كما يقال (( مغلق )) …
اليوم الأحد - أمس -  كنت ليلا قد طلبت من فؤاد نجلي الاكبرأن نذهب معا إلى الشارع الموازي للجامعة القديمة ، هناك وجدت ضالتي ، وازيح من على رأسي أو من رأسي هم كبير، فقد ذهبت بمادة كبيرة لي نشرت في عددين متتابعين من ملحق (( الثورة الثقافي )) ، يوم كانت الثورة ثورة …وجدت من يجمعها لأضمها إلى كتاب لي شبه جاهز ، فعدنا نخوض غمارالشوارع باتجاه البيت وإحساس بالراحة يتدفق في روحي …

في لحظة أولى بداية مشوارحياتي المهنية والإنسانية ، ذهبت إلى الحديدة أيام أن كانت مدينة سلام ، هناك وجدت أن في جيبي عشرة الف ريال ، وتخيلوا أنني اشتريت بها اضافة إلى خمسة ألف تحملتها كدين ، اشتريت سيارة (( كريسيدا ))، موديل تلك الأيام ، اشتريتها من عبد الله أحمد رحمه الله والمشهور(( السبراتي )) - بضم السين - ، صاحب اشهرورشة للسمكرة والرنج مع ضلعي المثلث حاجب ، واحمد عبده ، حرفيين متميزين ، نهلوا المهنة من السبراتي صاحب الهند في عدن أيام أن كانت عدن (( أم الدنيا)) أيام الانجليزالذين كان العم أمين مغلس يهتف في وجوههم (( برع يا استعمار)) ، قال العم أمين : كان الضابط الانجليزي يؤشرلي بيده : (( ستبكوعلينا مسترأمين )) ، قال وبشطحه من حق الحجرية اكررها في وجهه مشيرا بيدي : (( برع برع يا استعمار)) ، قلت ياعم أمين وقد جلس إلى جانبي في مقيل الخال علي مغلس : والآن كيف ؟ ، يرد بحرقه : نتمنى أحذية الانجليز!!!!!...لاحظت يومها أن (( الإجزاز)) أسود ، وقبل أن أسأل قال لي عبد الله أحمد : عندما توصل إلى مناخة ، ستراه كاللبن ، وبالفعل ، كنت خلال الأيام الماضية (( مكربن )) !!!..
اكتشفت أن لي من الشارع حوالي الأسبوعين ، لم اره بالمطلق ، اصحومبكرا، افطر، افتح جهازي ، اعود اتمدد على السرير…، كربنت روحي تماما
اكتشفت أن سبب عزوفي عن الكتابة عدم خروجي ...فقد تكلست تماما وكرهت كل شيء ، حتى توالت تلك الاسئلة الهاجسة والموسوسة ، وأنا كاتب أحس براحة لا حدود لها إذا قرأني في اليوم قراءة متعمقة قارئ واحد ، فذلك مكسب …

في الشارع التقيت صاحبي الذبحاني صاحب البخور، والعسكري الواقف مخزن من الصبح على باب الكريمي ، وسلمت على الزبيرصاحبي من يزيد علي باختياري كل يوم بقاته (( الحدئي )) الذي يحلف يوميا انه (( عنسي )) واقتنع أنا برغم أنني اعلم علم اليقين انه يكذب ، لكنه الادمان على القهر، فمابالك بشعب ادمن على الظلم فصاريدوره بيديه ورجليه بجهل يزرع في نفوس الناشئة من رأيتهم في الشارع على صغرهم يهتفون بهتافات لايدرون كنهها !!!...

في الشارع الرئيسي للحي التقيت يحيى صديقي ، وعبد القادر ، وحرصت على المرورعلى صيدلية بيت بوس لأسلم على ابراهيم مغلس مديرها من اعتبره من أنبل الشباب الذين اعرفهم ويضفي على لحظتك بهاء وحضور...كل الناس يحبون إبراهيم لأدبه ولعنايته بهم ، عندما اغيب فاجده يسأل علي بإلحاح : أين أنت ياعم ؟ ، فأجد لزاما علي أن افسرله سبب غيابي ….

تأكد لدي أن حامل القلم ممنوع أن يغيب عن الشارع ، وإلا فقد حكم على نفسه بالتكلس وقلمه بالموت …
نبض الشارع وجدته يوما في صفحة (( بريد الثورة)) ، واعرفه واعلمه ، كانت بضاعتي كلها من الشارع ، وإلى شارع البسطاء ملح الأرض انتمي …
أنا مرتاح إذ عدت إلى ملعبي …
فعندما لا اكتب احس أنني مت …

لله الأمرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24