السبت 20 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن …...والقلم
أنا خريج أدب انجليزي …!! - عبد الرحمن بجاش
الساعة 14:52 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



الثلاثاء 16 يوليو 2019
 

إذا كان للسفرسبع فوائد ، فإن للخروج من البيت اضعافها …
دنوت من نافذتي ، كانت الطيور الصغيرة تحوم حول رزقها من شجرة (( البلس )) ، صرخ الصغير: أكلين البلس ، قلت : رزقها ، مالكش دعوة …

ثمة سحابة تزحف لتغطي على جزء من وجه الشمس ، دعتني بالحاح للخروج ، وأنا كنت مستعدا من الصباح الباكر...وصنعاء حين تغيم وتهمي السماء تتحول إلى مدينة جميلة لولا النظافة التي يتجاهل أمرها خطباء الجمعة لإنشغالهم بالدعاء على الأخرين أن يجعلهم غنيمة لنا !!!...

امتطيت سيارت البنت ، بعد أن (( تفاقدت )) كما كان يقول اهلنا الماء والزيت ، ومسحتها بيدي ، بقي في ذهني كيف اتحايل على العسكري في النقطة المستحدثة ملاحقة للمطلوب منهم أن ((يجمركوا)) مرة ثانة ، اتحسس الكيس الذي فيه أوراقها ، أنظر إلى جمارك عدن واضحك باكيا : كيف ؟؟!!..

بالفعل استطعت تجاوز النقطة ، لالاحظ من بعيد أن النقطة خالية من أي عسكر، فاطمأنيت لاقع في الفخ ، كانت النقطة قد تحركت قليلا حيث لاتراها سوى فجأة ، اشار إلي بالوقوف ، وقفت ، بادرته : أمانة أين يجمركوا؟ ، لم يفهم : أين الأوراق ؟ ، قلت هاهي ، نظر إليها : حن ...فحنيت !!!..

كنت سأذهب إلى الشباب الصومال حيث يغسلون السيارات ، فتراجعت : نص سىرويس افضل ، وهذا ماكان …
من غسلها ، فلاحظت انه نطق عبارة بالانجليزية ، وهي فرصتي للتعرف ، حيث احرص على أن اخرج من أي مكان أذهب إليه وقد كسبت صديقا ، قال بعد أن مددت يدي مسلما : أنا إياد من الصلو، درست أدب إنجليزي حتى المستوى الثالث في جامعة تعز ، ثم أوقفت القيد ، نظرت إلى هيئته وشكله، الزيت يلون وجهه ، وملابسه متسخة بالشحم والماء ، اكبرته ، مددت يدي إلى يده من جديد ، قال : معليش يا دكتور يدي وسخة ، قلت : بالعكس فأنت بنظري أنظف ممن أرى الآن من اصحاب السيارات الفارهة تحديدا من بايديهم الكلينكس اتقاء حتى قطرة الماء!! شديت على يده ، فمسك رأسي قائلا : شكرا لك يادكتور، لا أدري لم اليمني العادي كلما شاهد رأسا تسكنه الثلوج ظن أن صاحبه دكتور!!!...

قلت : يا إياد ولم تركت ؟ ، عاد يقول : يادكتورماعاد قدرت ، والحرب هكذا نطقها (( شنترت الصلو))، فكان علي اما أن اواصل ولن استطيع ، أو اتوقف (( لأشقي )) على أهلي النازحين من قريتنا ، حتى بقرة أمي ضاعت ووالدي اعمى يبحث عمن يقوده ، فقررت أن أشتغل ، صاحب ((السرويس )) وهو صلوي من عندنا شغلني ، أما ما درسته من أدب فلا سوق له !!!..

إياد وغيره كثيرين ينحتون الصخروبكرامة لاحدود لها بحثا عن اللقمة الشريفة في نفس الوقت الذي يتخم الفاسدين باللقمة الحرام من عرق إياد وأمثاله …
عاد إياد بعد أن رش السيارة بالصابون يحدثني : يادكتور، كانت أمنيتي من وأنا في الابتدائية أن اكون مدرسا لمادة اللغة الانجليزية ، أيش افعل ، ماقدرت ، أنا زعلان على نفسي كثير، اختنقت العبارة في حنجرتي ، فلم استطع أن اقول شيئا ، عاد مرة أخرى يسألني : تقول في أمل ، وتعود الامورمثلما كانت ويفتحوا طريق الحوبان بدل اللفة ثمان ساعات للوصول إلى الجامعة ، أشتي أكمل ، واروح أدرس بمدرسة القرية ، قلت وبسرعة: لايا إياد ، لايلوح أمل في الافق ، يبدو أنك ستكمل عمرك هنا ، قلت : ياصاحبي لا أريد أن اكذب عليك كما نكذب على بعضنا في المقايل ، ونظل نردد : أن الامل قائم ، بينما الامل لامؤشرات ، والامل يشتي شغل ، فاين الشغل ، اذا فاين الامل !!!...

قال : طيب أشتي اصاحبك ، قلت : هذا رقمي …
تركته ، بينما كان اثنين أخرين قد فرغا من تلميع السيارة ، قال أحدهم : أنا من حجة ، وذاك من الدمنه ، هات حق الغداء ، قلت فورا: الله لافتح على من احرجنا حتى أمام أولادنا …..وذهبت ..

لله الأمرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24