الجمعة 19 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
بلادي - فيصل البريهي
الساعة 10:07 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

بلادي..وهل غيرُ همِّي بلادي؟
وهل غيرُ حزني شرابي وزادي؟

همومي بلادي ، وما لهمومي
بلادٌ سِوى مهجتي وفؤادي

بلادي نزيفُ الجراحِ التي
أذابت حنايا الضلوعِ الصوادي

أنادي فيرتدُّ رَجعُ الصدى
سهاماً تمزِّقُ صدرَ المُنادي

لك الله يا موطني كم سعَت
أيادٍ تُكَبِّلُ منك الأيادي

وترسمُ في وجنتيك الأسى
بريشةِ فنَّانِها الإضطهادي

مُصَمِّمةً لوحةَ الحُزنِ في
جبينِك من كلِّ لونٍ حِدادي

لقد سادَ فيك الفسادُ الذي
لهُ أنت بيتٌ وسجنٌ ونادي

* * *

بلادي كَتَبتُكِ في مهجتي
وداداً فمَزَّقتِ حتَّى ودادي

بلادي أنا شاعرٌ ليس لي
ذنوبٌ سوى الحُبِّ حسب اعتقادي

حملتُكِ ضوءاً بوزنِ الضُّحى
ومجداً بحجمِ النِّجومِ الغوادي

أُناجيكِ نوراً فتأتينَ ناراً
يُثيرُ اتِّهاجُ لظاها اتِّقادي

تجمَّرتُ في جمرِها في العراءِ
فخاطت ثياباً لها مِن رمادي

أُضمِّدُ في مهجتي جُرحَها
وكلِّي جراحٌ...نزيفي ضمادي

* * *

بلادي وفي وجهِها لوعتي
تُنَقِّب في نومِها عن سُهادي

بلادي وفي كلِّ عضوٍ لها
تضاريسُ حُبٍّ وسهلٌ ووادي

أُكثِّفُ أنداءَها في دمي
فتورقُ آلامُها في زنادي

وأسمعُ في القلبِ أنَّاتِها
تُغنِّي غناءَ الطيورِ الشوادي

لماذا تُموسِقُ فيَّ الأنينَ
وتأتي بعكسِ الذي في مرادي؟

وتحشدُني فيلقاً من همومٍ
عليها...وتحشدُ ضِدَّ احتشادي؟

أُجابِهُ أحزانَ أحزانِها
وأحزانَ مَن فوقها بانفرادي

* * *

أُجغرِفُها في حنايا الضلوعِ
بما في حواضرِها والبوادي

ولكنَّني رغم عَيشي على
ثراها.. وقُربي يزيدُ ابتعادي

لأنِّي أرى الأهلَ أنكى جراحاً
على بعضِهِم مِن سهامِ الأعادي

أقاموا لبيعِ الكرامات سوقاً
سِفاحاً..ويستوردون المبادي

أذلُّوا الإراداتِ في كلِّ شيءٍ
إلى أن غدا ذُلُّهم لا إرادي

* * *

تنفَّستُ والضِّيقُ في داخلي
يُمارسُ قانونَهُ الإقتصادي

يُراوغُ فصلَ الخريفِ انكماشي
ويُرغمُ أنفَ الجليدِ امتدادي

عناصرُ همِّي ثُنائيَّةٌ
بقلبي...وعنصرُ قلبي أُحادي

بأيِّ الوسائلِ أرجو النجاةَ
وكلُّ الوسائلِ مَوتٌ إبادي؟

سأنحازُ للحُرِّياتِ التي
ترى الموتَ عن كلِّ ذُلٍّ حيادي

سأبدو عنيداً!!!...إذَن فلأكُن
عنيداً تخافُ الدواهي عنادي

ولكنَّني شاعرٌ عُدَّتي
قصيدةُ شعرٍ وحرفي عتادي

بلادي التي لم تزل في ضَلالٍ
تراني مُضِلًّا لها غيرَ هادي

تمادَت لكي لا تموتَ الحياةُ
فماتت..،ولم يحيَ غيرُ التمادي

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24