الجمعة 26 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
يَا هَذَا العَمَى ! - صلاح الدين بشر
الساعة 09:24 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

(إِلَى أَبِي الْعَلَاء المَعَرِّي)
 

(1)
يَاعَصَايْ !
لَيْسَ لِي سِوَى َرصِيفْ
فِي هَاوِيَة مَنْفَى
مُعَلَّقٍ بَيْنَ ذِكْرَى
وَخُطَى
تَلْهَثْ وَرَاءَ صَحْرَا
فِي مَفَاوِزِ أِزَّقةٍ 
وَدُرُوبٍ ثكْلَى ..
هَدَّنِي اْلجِرَابُ ،
مَا َأثَقَل َأَسْفَارَهُ !
وَاْلعَظْمُ أَوْهَنَ مِنْ رِيشٍ 
وَثُقُوبْ 
تُصَفِّرُ فِيهَا الِّريحُ مُعْوِلَةً 
بِرُعُودْ.

 

(2)
 يَا عَصَايْ !
يَا دَلِيلَ عَثْرَاِتي 
وَسَكْرَاتِي
وَتَرَنُّحَاتِي
فِي ظُلْمَةِ تَيْهِي ..
دَرْبُكِ مَجْهُولٌ
وَلَيْلك طويلٌ ،
وَهَذَا اْلَمْنَفى شَرَّدَتْنِي غُيُوُمُهُ،
وَوَزَّعَتْنِي دُرُوبُهُ
 وَمَعَاطِفُهُ
وَصَقِيعُ مَرَاِفِئهِ 
وَجَمْرُ سِكَكِهْ.

 

(3)
 يَا عَصَايْ !
أَنَا اْلمَجْبُولُ عَلَى التَّوَهَانِ
وَاْلهَذَيَانِ 
وَالدَّوَرَانِ .. 
إِمْضِ بِي إِلَى مَعَرَّةَ النُّعْمَانِ 
عَسَاِني
أُدْرِكُ مَا يُجْدِينِي
مِنْ مِلَّة النُّوَاحِ 
وَاْلبُكَاءْ.

 

(4)
 
يَاعَصَايْ !
يَا هَذَا اْلعَمَى !
أَيُّ صُكُوكِ غُفْرَانٍ
تُنْجِينِي مِنْ أَسْيَاخِ بُوهِيمُونْدْ ؟
طَاغُوتُ الصَّلِيبِ الْأحْمَرِ
هَدَّ الأَسْوَارَ
وَشَكَّ بِالسَّفَافِيدِ الْأَطْفَاَل وَالنِّسَاءَ.

 

(5)
 
يَا عَصَايْ !
يَا هَذَا الْخَرَابْ !
مَا نَفْعُ شَالِيِسِيسَ قَنْسَرِينَ وَأَفَامْيَا
وَدَمْعُ اْلمَعَرَّةَ جُرْحٌ مِنْ بَصَمَاتِ الزَّمَانِ
وَمَهْوَى الفُؤَادِ...

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24