الجمعة 19 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
..أوقفني ..قال - شوقي شفيق
الساعة 10:13 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


1.
أوقفني عند عتبته، قال
لك أن تختار بين الدخول إليّ..
أو الحلول في نسيج الأرض..
قلت الأرض خياري

 

2.
أوقفني في الأرض ..
الأرض إرث محبة ، أو إرث جنون..
والأرض تدفق للكلام..وحشد للأنساب
فبأي حذاقةٍ ستؤطر زهو الخلود.
أوقفني في الأرض . قال
ليكن في يديك بعض قوتي
ليكن في عينيك بعض رؤاي
وفي قلبك صفحة لأسمائي
وليزهر ضوء معناي في بهو أيامك

 

3.
أوقفني في الأيام .قال
سنقسمها بيننا اليوم الأول لي وحدي
والثاني لنا
والبقية نراكمها ذخيرة لأسرارنا . فلا تدع سؤرًا منها للغرباء
هم الخديعة ترتدي حلة الإغراء والرغبات
لا تَساويَ في أيامنا
يومي معرفة واكتمال
فبأيما أعمال ستؤثث أيامك

 

4.
أوقفني في الأعمال
قال أعمالك كلها لي،
مسراتك وأحزانك، غبطتك وأتراحك ، وما يلي من أعمالك الأخرى
قال
لا تذهب في الخوف مني
وافتح يديك لمجدي
فأنا عدتك وعتادك

 

5.
اوقفني في العدد ..قال
واحد أنا. لا يحصيني سواي..ولا يجمعني عدد
أنا متكثر ومتجمع في أحديتي
وليس سواي يمنحك الكلام عليّ

 

6.
أوقفني في الكلام .قال
أزليٌّ خطابي ،
وفي البدء كان كلمتي
لا ترسمُ حرفا إلا أنا فيه
ولا ترسلُ فصاحة بغير حضوري..
حضوري أبد ..
وبلاغتي بحرك الذي يجري في الأبدان
ويقود خيلك نحوي..
أوقفني في الكلام
قال
سدى كل بيان إذ يبعد عن منحنيات بياني
وهباءٌ كلُّ قولٍ لا تنفذ فيه مشيئتي..
أوماعلمت أن كلامي بَدءٌ ومنتهى !
قال
أنجز بلاغتك ..لا تنجزها إلا بي
فأنا الحقيقة ، وما سواي محضُ غبارٍ

 

7.
أوقفني في الحقيقة
لا ترقى إليها ، قال ، إلا أن تنقّيَ سريرتك
وتفحص أحوالك كلها ،
الحقيقة واحدة لا رظيف لها ..
وكل ترادفٍ محوٌ ساطع وهباء

 

8.
أوقفني في المجاز
قلت هذا رصيف أدخره لحين تفصح العبارة عن جوهرها ومعناها
أوماقلت لي أن البدء كان في كلامك
هوذا أنا متصل من غير انقطاع عن مجاز اجتبيتني فيه .
هو ذا أنا واقف في مجازك متعينا من دون علامة ، أنتظر
وأسأل لمَ أوقفتَني في المجاز وتركتني
لم تقل لي.
أوقفني في المجاز
حتى إذا اشتد اصطلامي مدّ لي رداء التجلي
ولم يقل لي

وقفت في المجاز..أحمل خرابي ..وأخفي خيبتي
وما
قال
لي.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24