الخميس 25 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
لألئ عينيك - ثابت المرامي
الساعة 12:05 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


هل تعلمين ما تعني لألئ عينيك حين تسقط 
دمعك ليست قطرة 
هي إحساس يطوقك كخيوط الشمس التي تُداعب عينيك ما أن تلمح فيهما شيئاً من شعلة الضوء داخلك كنجمة منفردة في السماء تشاهد الأرض من بعيد ، تلك التي تغري عابر جسور الحرف بوصل بين الدمعة وروحك 
هذا الإحساس بثورته الدفينة يملي عليك أن تفسدي خلوة كاتب حالم مثلي ، ومن ثم يحرضني في كل مرة على تذوق شيء من ندى خدك (الدمع ) لأدرب نفسي على التفنن في تذوقه كخبير نبيذ أسباني يعرف السكر ، أنت الذي تتلذذ بمجاراة الرقة الْمنفلتة , تلك التي يسقط ثوبها عند باب  القلب
بحر  هي دموعك ، غارقة في الغموض , لا نستطيع مجاراتها ونحن نرى قواربنا تتهادى على موج بحر عميق وخطير في عمقه , تصنع الرغبة في قطف برتقالة طازجة تتدلى من شجرة رمشك فارعة الطول بنشوة ، وأي نشوة ؟!
 إنها النشوة الفنية تلك التي لأجلها يعبر القارئ الذواق قارات الكرة الشِّعرية والنثريه والسرديه
دمعك ما إن يمتزج بخدك يتعتق ويصبح نبيذ يسكر الروح  ، تتراقص كسرب اللؤلؤ في صفحات وجهك الرقيق ، بكاؤك لغز عصي وسر يسكنه الضوء 
 وجهك يزداد حلاوة وخمرة وقت البكاء 
إنه الجمال الْممهور بالبراءة والصدق ، إنه الجَمال الذي لا تسيجه خطوط مساحيق التجميل ولا يصلب قدميك عند رصيفه أحمر الشفاه ذاك الذي يبنجك رغبة ويسرق من عينيكَ الضوء الْمِتلاف لماهية الوجود
دموعك شُرطي مرور لا يسمح بإبقاء أسلحة الجمال تلك التي تُصوبها المرأة في وجه أحد  , هي صلاة قلب ترجى حلم .
 غيمة لا يعرف البشر كم تحيي ارواح وراقصات وموسيقى 
 غيمة بعيدة تسكن السماء , وهل يعرف العابثون كم للسماء من أوجه وخلود .
دمعتك ليست قطرة , هي ذاكرة لجسد متحرر الأنوثة يسكن قفص صنعه التافهون  
دمعتك ليست قطرة , هي أنثى تتحرر من كل قيد كرسه الأغبياء 
خمر معتق بالفتنه , ومدينة فاضلة لمن يسكن العين 
دمعتك رقصة لا يتقنها الا خصرك المكبل بالجنون 
دمعتك 
أيقونة السلام والحب المعلق في القلوب 
دمعتك ليست قطرة 
 هي أنثى تتدلى لمن يصلي محراب عينيك 
 دمعتك هي أنت وكفى!!

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24