الجمعة 19 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
بين نقد الذات ونقد الأخر - حسن الدوله
الساعة 14:41 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

 

غني عن البيان ما للنقد من اهمية قصوى في تطوير الإنسان أفرادا ومجتمعات، إلا ان صديقا مثقفا احترم رأيه أعتبر ان النقد البناء أو بالأصح جلد الذات تثيبطا لعزائم الشباب، فذكرته بمقولة فوكوياما فيلسوف الليبرالية الأمريكي التي اوردعا في مقدمة كتابه الشهير " نهاية التأريخ": ان الليبرالية ليست النظام الأمثل لكنها ستظل الأفضل طالما وهناك من ينتقدها.


إلا أنه تجدر إلإشارة إلى أن نقد الآخر قبل نقد الذات، بالمعايير نفسها، يفضي دائماً إلى سجال عقيم، ويورِّث العصبيات بدلاً من إخمادها.
ونقد الذات في الإسلام هو اصل اصيل فقد اقسم الله بالنفس اللوامة لعظمة نقد الذات ؛ وقد روي عن الأمام القاسم بن إبراهيم عليه السلام أنه كان يضع المرآة أمامة ويشرع في لوم نفسه حتى تفيض عيونه بالدمع وهو الإمام الذي لم يحكم ولم يظلم احدا .. ومن هذا المنطلق فقد كان كاتب هذه السطور ينتقد التراث الديني وبعض المواقف السياسية.
والعمل على باستمرار محاربة البدع.
باعتبار النقد من مسؤولية المثقف، وتقتضي منه أن يسلك طريقاً معاكسة للطريق التي يسير عليها المجتمع سعيا تجاه محاربة الكراهية وأسباب التجنب والعزلة، وتنقية العقيدة من بذورها وجذورها، وإلا بما يختلف المثقف عن الفقيه والأصولي؟
وقد اقتضت مني المسؤولية الأخلاقية الخروج من الهويات الصغيرة ذات القاع المذهبي، إلى كلية المجتمع والدولة ووحدة الوطن وتساوي المواطنات والمواطنين في الكرامة الإنسانية، قبل تساويهم في الحقوق المدنية والسياسية والالتزامات القانونية.بحيث تكون الهوية اليمنية هي الهوية الجامعة لكل الهويات.
وبالرغم من صعوبة نقد الذات إلا أنني تجشمتها مكرها فلم اجن من ذلك سوى الشوك والعلقم ومرارة الهم والغم فحسبي الله ونعم الوكيل.

31 اكتوبر 2019م

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24