الاربعاء 24 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
عَكس البَقَاءِ وَعَكس المَوت - محمَّد المهدِّي
الساعة 18:56 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

لا الشَّعبُ صَخرٌ وَلا صَنعَاؤهُ الخَنسَا
وَلا الغَرِيبُ سَيَبقَى حَظُّهُ نحسَا

سَتَنتَهِيْ الحَربُ يَومًا مَا مُفَاجَأَةً
لَكِنَّ مَا فَعَلَتْ بِالخَلقِ، لَنْ يُنسَى

وَكُلُّ ذِيْ وَجَعٍ، حُرٌّ بِخَافِقِهِ
أَنْ يَحتَوِيْ أَمَلاً، أَوْ يَحتَوِيْ يَأسَا

كَبِيرَةٌ رَأسُ أَيَّامِيْ، وَمُثقَلَةٌ
بِلَيلِ مَنْ يَقطَعُونَ الوَقتَ وَالرَّأسَا

وَنَاحِلٌ جَسَدُ الأَعرَاسِ فِيْ زَمَنٍ
لِغَيرِ دَفنِ الضَّحَايَا لَمْ يُقِمْ عُرسَا

مَا أَوجَعَ المَشهَدَ المَنفِيَّ فِيْ دَمِهِ!!
وَمَا أَحَنَّ مِنَ المَنفَى وَمَا أَقسَى!!

وَيَا لِخِفَّةِ هَذِيْ الرُّوحِ مُدرِكَةً
مَا لَيسَ يُدرِكُ مَنْ أَضحَى وَمَنْ أَمسَى

أَمَّا البِلادُ الَّتِيْ ضَاقَتْ بِعَاشِقِهَا
فَحَالَةُ الطَّقسِ فِيهَا خَانَتِ الطَّقسَا

وَعَابِرُ الوَهمِ فِيهَا، لا يَرَى قَمَرًا
لأُفقِهَا المُتَهَاوِيْ، أَوْ يَرَى شَمسَا

وَلا يَقُولُ لِقُطَّاعِ الطَّرِيقِ: هُنَا
وُلِدتُ، يَومَ الجَرَادُ، احتَلَّتِ القُدسَا

إِلَى هُنَا وَكَفَى يَا كُلَّ قَافِلَةٍ
رِيحُ الدُّجَى كَنَسَتْ عُشبَ الضُّحَى كَنسَا

وَكُلُّ بَوصَلَةٍ لِلصَّحوَةِ انكَسَرَتْ
وَمُرِغَّتْ بِالرَّمَادِ الأَعيُنُ النَّعسَا

يَا بَابُ، يَا سَقفُ، يَا جُدرَانُ، يَا سَفَرًا:
فِيْ كُلِّ وَاجِهَةٍ، تَلوِيحَةٌ خَرسَا

عَكسَ البَقَاءِ وَعَكسَ المَوتِ، كَمْ أُمَمٍ
تَعَثَّرَتْ بِخُطَاهَا!!.. اختَارَتِ العَكسَا

لَقَد تَحَمَّلتُ عِبءَ الكَونِ مِنْ أَزَلٍ
مَا قُلتُ: تَبًّا، لِهَذَا الكَونِ، أَوْ تُعسَا

أَحبَبتُ فِيهِ جَمِيعَ الكَائنَاتِ، فَمِنْ
أَعمَاقِ رُوحِيْ، أُحِبُّ الجِنَّ وَالإِنسَا

تَرَاكَمِيْ، يَا صَلاةَ المَاءِ، عَاطِفَةً
مَلَّ الصُّرَاخَ، أَذَانُ الرَّملِ، وَالهَمسَا

وَحَاوِلِيْ أَنْ تَحُكِّيْ جَفنَ آلِهَةٍ
لِتَحرُسِيْ فِيْ حُقُولِ المُشتَهَى الغَرسَا

أَمَّا القُبُورُ الَّتِيْ، فِعلاً، بِيَ امتَلأَتْ
لا بَأسَ مِنْ طَمسِهَا، فِيْ الحَالِ، لا بَأسَ.ـا

يَا كُلَّ مَا سَوفَ يَجرِيْ فِيْ البَسِيطَةِ، لا
تَأخُذ بِثَأرِيْ، وَخُذْ مِمَّا جَرَى دَرسَا

___________ـ
 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24