السبت 20 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن …..والقلم
وأخيرا ... - عبد الرحمن بجاش
الساعة 16:30 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



الأربعاء 20 نوفمبر2019
 

صمت ..اصمتوا رجاء ..واسمعوا ...لقد وصلت إلى نهاية خط الرحلة …

برمي قبعاتهم في نهاية الاحتفال بخريجي كلية الاعمال الدوليه للعام 2019-2020 ، ارتفعت أيضا قبعة " تاج " عنوان حياتي الأهم إلى الأعلى ، كان ذلك ايذانا بإعلانهم خريجين ، وتاج جامعية ….

اعود إلى ذلك الصباح ، عندما اتجهنا معا إلى مدرسة آزال حده ، هناك تركتها مطمئنة وذهبت ، لاعود لها ظهرا ...وهكذا بدأت الرحل ….
كل صباح عند أن تمرالسيارة على ذلك المنحنى نصيح معا وبصوت ملحن : طلعنا ، نزلنا ، وعندما نجد أن الصمت يطول ، تقول تاج صغيرتي : يا أبي ، هيا نصيح ، فلا اتردد ، نقترب برؤوسنا من نافذتي السيارة ونصيح حتى نلفت انظار المارة ، نضحك سعيدين ونواصل ….

شجيرة صغيرة تنمو أمامي ، تتحول إلى صديقتي ، تخبرني بكل شيء تواجهه في المدرسة ، اسمعها باهتمام ، حتى قويت ثقتنا ببعض ، فسألتني طوال الوقت أسئلة مهمة ، واجبتها بكل صدق الصديق…

سنوات حميمة ، جامحة بمشاريعها ، وحبي الذي لم يفتر لتاج ابدا …
حتى الثانوية العامة ظليت أشد ازرها ، ومن هناك امها ، وعلى الجانب الأخر اخوتها ...إذ بفضل الأم تقوى نعمان محمد غالب الذي حولت بيتنا إلى عش هادئ من الحب والطمأنينة ، نضع همومنا على كتفيها فلا تتوانى عن حمل كل الهم ...حتى وصل الثلاثة الى بر الأمان ….

بقيت تاج ، اعتبرت أن المهمة مهمتي ، التي اخترت اسمها تاج احتراما وتقديرا لخالتها تاج الكبيرة بكرمها وجميلها رحمها الله ...جاءت تاج خير تاج ….

ذلك الصباح الأخر، توجهنا معا إلى الجامعة اللبنانية ، في الطريق قلت : الآن تبدأ مهمتك ، الآن تبدأ مسئوليتك تجاه نفسك ...الآن عليك أن تقرري أنتي ماذا تريدي ، وكيف ، ومتى، واين ...الآن عليك الاجابة على كل الأسئلة ..وأنا من هناك سأواكب ..لكن القضية قضيتك ….
امام الدكتوررضا هزيمة رئيس الجامعة ، مسك الرجل كتابا ضخما ، وباللغة الانجليزية ، قال لها : هذا واحد من الكتب التي ستدرسيها ...لم اعلق ، لكن " بجاش" كما تناديني حدث نفسه : كيف ؟…

كانت بمستوى رغبتها في أن تكون شيئا ، في ذلك الكتاب بالتحديد ،ظلتت تحقق نتيجة 100%, هي من كانت تريني كشف الاختبارات ….لم اكن أسالها ، فقد تحملت المسئولية ….

أمس الأول ذهبنا معا إلى حفل التخرج الذي ظهرلائقا بجامعة حقيقية …
كانت هناك بين زميلاتها وزملاءها الخريجين …

جلست إلى كرسي وبجانبي امها واخيها وزوجة اخيها ، تهيبت اللحظة ، استلمت منها رسالة : بجاش ابتسم لو سمحت ….حاضر..لم تدري إنني كنت اغالب دموعي ….يا الله ، صغيرتي تاج خريجة "International Business Management"....

انتهى الحفل كما بدأ مهيبا ...احسست ان الكون كله يصفق لها…
خرجنا، أمام القاعة كانت آثارمطرة الليل تجمل كل شيء وروحي....
لحظتها تمنيت ان تواتيني الشجاعة لأصيح بكل قوتي : أنا فرحان ...لكن مطرا غزيرا كان يهمي على هامتي ….
كان هناك في الحفل أيضا زوجها حمزه حسين مرشد محمدالورد الشاب المؤدب والرائع ، وقد تخرج من نفس الكلية العام الماضي…

اتمنى لهما حياة شخصية وعمليه بحجم ومساحة حلمهما…

ونحن كأسرة نشعرانناقدمنا دعمنا ...لكنها هي التي نجحت …

تاج أنتي تاج على رؤوسنا ..رفعتي رأسك ..ونحن ممتنين..

لله الأمرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24