الاربعاء 24 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن …...والقلم
يكفينا...تعبنا - عبد الرحمن بجاش
الساعة 13:01 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



الأربعاء27 نوفمبر2019
 

صديقي ، قريبي ، يوسف النبهاني اشركني هنا في صورة وبضعة ابيات " .." ،وصورة …
الأبيات فقرأت بعض ابياتها …..اما الصورة فمنذ أن ارسلها ، فلم استطع النظرإليها ، لكنني الآن مجبرا فعلت ...أطفال بدون احذيه وكبار يحملون في ايديهم " المغذيات " ، صورة تقول لكل من له عقل أولا ، ثم قلب ، لاعتبارات حتى الثيران تحمل بين جنباتها قلوبا بها تحن على التربة وحبات الذرة …تقول : هنا مأساة... صورة تحمل المأساة في أجل وابشع صورها ، تقول للحرب : كفى ..تعبنا، تقول لمن في الداخل والخارج : لم نعد قادرين فاتقوالله فينا ….

الحديدة، أو تهامة تعودت أن تتحمل كل العذابات والآلام ، وبصمت لم يعد قادرا على الصمت …
الكوليرا تحصدهم ، تحصد الاجساد النحيلة التي لم تعد تجد ما يقيم أودها ، وما يسند الروح لتستمر…
المغذيات في الايدي ، صورة بشعة لعدم وجود أسرة للناس يمددون اجسادهم عليها ، فحتى في ادغال افريقيا حيث الإنسان البدائي ، لايمكن أن يسمح للمريض أن يحمل المغذية في يده ويمضي ، لكن في الحديدة يمكن ، بل هو البذخ الذي مابعده بذخ أن يجد الإنسان مغذية تسند روحه ، هذا إذا عاد في روح ؟؟؟!!..

الذين يتمخطرون من هنا إلى الرياض إلى القاهرة إلى اسطنبول ، وأولئك الذين يعقدون مؤتمر " الطب الحلال " هل يدرون عن الكوليرا وحمى الضنك والجوع في تهامة شيئا ؟!...أولئك الذين وهؤلاء الذين يشترون لأولادهم سيارات بآلاف الدولارات ، هل يدرون عن إنسان تهامة الذي تسرق حياته ،وأرضه ،ورزقه ، هل يدرون عن عذاباته وآلامه ووجع لايطاق شيئا ؟؟؟؟؟!!!!..

تهامة ، قدرها أن تنهب ، والإنسان من المرض لا يقوى حتى على الإشارة : يكفينا ...تعبنا..

اقسم أنني أكتب وإحساس بالخجل يتولاني لعجزي عن فعل شيء للإنسان الذي يحصد بالحمى والكوليرا والرصاص وأصوات الطائرات التي ترسل الموت حتى على اسماك تهامة !!!، وما بقي يستولي عليه حمران العيون !!!!

الحديدة أوتهامة تتوجع والعالم عبرمنظماته يتفرج ، عالم فقط يجيد ارسال السلاح ، ويحنب عندما يتعلق الأمر بالطعام والدواء والدواء لأطفال حفاه ….
إلا يكفي هذه الحرب أرواحنا ، حياة الإنسان اليمني ؟؟؟!!! ...من يجيب ...من لديه الشجاعة ليصرخ بوجع وصل إلى ما بعد الحديدة كفى ….

صورة وكلمة ارسلهما يوسف ، فجرت روحي ، حسبي انني هنا اصرخ بطريقتي لعل احدا يسمع ، لعل أحدا يعقل …

بالطبع ساضيف تعز واحوال إنسانها الصحية ، البعض لن يعجبه ...اعرف هذا جيدا ...لكنني اصرخ بكل ما اوتيت من قدرة على الصراخ : الإنسان في هذه البلاد أيها الكون البليد يموت كل لحظة بالقذائف والرصاص والجوع والحمى والكوليرا وسموم القات والخضار ودبات الغاز والديناميت والتلوث وأكوام القمامة وقلة حيلة للبقاء وبلا أمل بمستقبل …
والفساد…

ماذا بقي ؟ سوى :
لله الأمرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24