الثلاثاء 16 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
الآخر بوصفه عكس صورته النمطية
مقاربة لانطباعات البعثة الدانماركية عن أهل تهامة -9- علوان الجيلاني
الساعة 17:06 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


وصف وانطباعات
وصف المدينة
الشيء المؤسف جداً أننا لم نجد نصاً كاملاً مترجماً لأعضاء البعثة عن المدينة ووصفها ثمة كلام مجمل يقدمه لنا الكتاب .. فقد تجول نيبور فيها بشكل يومي وقدم وصفاً لمنطقة السوق المليئة بالتراب والغبار ، ووصف البيوت المبنية من حصير القش ( والتعبير طبعاً غير سليم إما من المصدر أو من المترجم) والشوارع الملوثة حيث يجلس على الأض الخياطون والنجارون يصنعون منتجاتهم الخشبية . والشمس تلقي أضواءها على أدواتهم ومعداتهم من خلال ثقب في السقف ) مناخ الهدوء والاستقرار والأمن مكن نيبور من وضع خريطة لمدينة اللحية كانت أفضل خرائطة صحة واتقاناً.ص222
بدوره نشط فورسكال نشاطاً واسعاً في المدينة فقدم معلومات عن وحدات الوزن والقياس، وعن العمله ومعدلات استبدالها وأسعار البضائع .. وتفحص تاريخ المدينة التي تبين له أنها رغم أزدهارها التجاري حين جاء إليها، إلا أنها كانت قبل ذلك عرضة للغزوات الكثيرة والخراب ، وأن سكانها كانوا عندما تتعرض مدينتهم للغزو يهربون إلى الجزر القريبة حيث يكونون في مأمن لأن الغزاة لا يملكون القوارب للحاق بهم..ص222
الحياة النباتية في وادي مور
فورسكال عالم النبات كان عمله الحقيقي خلال الخمسة والخمسين يوماً التي قضتها البعثة في اللحية.. خارج المدينة فقد زار القرى القريبة من اللحية.. ومنها قرية المحمول حيث مسجد الولي الشهير أحمد بن عمر الزيلعي .. الملقب بسلطان العارفين والمتوفى سنة704هـ وهو مؤسس مدينة اللحية .. وزار إلى جانبها بعض القرى .. ثم انطلق إلى وادي مور متجولاً على ظهر حماره (فمر بحقول شجر النيلة ، وأعشاب الباسليق، وسار عبر مزارع الدخن ولفت نظره الحامي (الشارح) وهويقف على شجرة الطرفاء ويحدث صوتاً موسيقياً حاداً يبعد به الطيور عما نضج من الثمار ..( أي أنه كان يطحوي ويصفر) ولا أدري هل تشوش علينا الترجمة أم أن أبناء السويد والدنمارك لم يكونوا آنذاك يعرفون الصفير..باختصار (جمع فورسكال من رحلاته بأكثر من مائة نموج جديد من النبات)
.بيت الفقيه وعوالم المنازل والمقاهي

ثمة شيء غير منطقي في وصف نيبور لبيت الفقيه فهو يصفها بأنها ملتقى طرق ومركز تجارة البن بسبب وقوعها في منتصف الطريق بين الجبال التي يزرع فيها البن وموانئ التصدير على البحر خاصة ميناءي المخا واللحية ويذكر أنها كانت تستقبل التجار من اليمن والهند ودول أوروبا ومصر والشام، ومع ذلك فهو يذكر أنها مدينة لا يدل مظهرها على النشاط التجاري الذي تحتضنه فهي تحتوي على مجموعة قليلة من البيوت المبنية بالياجور وأما سائر بيوتها فهي مبنية من القش (عشش وعرش) وشوارعها متربة والبضائع فيها قليلة. وهذا يحتاج إلى تحقق من المصادر التي نقل منها صاحب الكتاب.
من الملاحظات الأثنوجغرافية التي التقطها لنا المؤلف من كتابات أعضاء البعثة وصف المقاهي التي كانت موجودة بكثرة في تهامة إبانذاك قال: ( في الأمسيات كانوا يهرعون إلى ما يدعى مقهاية وهي كوخ بسيط (عريش) به يستطيع المسافر أن يعوض في ما يتناوله من ماء الشرب يعني يشرب القليل من قهوة القشر التي لها لون الشاي ومصنوعة من قشر حبوب البن ويتم تجهيزها في آنية كبيرة من الطين الداكن (يسمى في تهامة الكعد جمع كعدة) وفي بعض الأحيان كان يواتيهم الحظ فكانوا يجدون نزلاً أكبر من المقهاية يسمونه ((mausale موسالي ( هو يقصد بالطبع المنازل جمع منزلة من النزل) حيث ينام الكثير من النزلاء بين الدخان المتصاعد على دكك من الطين ( العادة التي لحقنا بها حتى مطلع الثمانينيات أن الناس ينامون في تلك المنازل على قعايد جمع قعادة) ويقدم لهم في هذه الأماكن خبز الذرة (الكدر) الدافئ والحليب الطازج السميك الذي يظل عالقاً بالأصابع كخيط طويل) ص335 ( وهذا الحليب الذي يصفه هذا الوصف ليس إلا القارص الذي يصنع من حليب الجمال بعد نقطة أي إضافة نقط من قارص تخمرة.
حمير ومصابغ ونساء
نلاحظ أيضاَ في تلك المقتطفات إغراق نساء تهامة في صبغ مبلاسهن فنيبور يصف تلك الأيام التي توالت في ( تلك القرى المتشابة بأكواخها المبنية من القش وحميرها ونسائها التي تبدو وكأنها قد غطست جميع ملابسها في تلك الأواني الفخارية الضخمة التي تصنع فيها الأصباغ النيلية) ص235.
ويذكر في مكان آخر أن سكان القرى يشبهون بعضهم البعض وجميع الحمير تترك على الرمال وراءها نفس الأثر ص235.
وفي وصفه للطبيعة والمجتمع حول بيت الفقيه إبان شهر مارس يلايحظ نيبور ( أن الربيع كان يغطي الوديان بغطاء من الزهور الصغيرة التي لا تكاد ترى حيث كان يجد الندى له ملجئاً فيها).
كما لا حظ أن أهل البلاد قد طلوا حجار قبور موتاهم بغطاء لامع من الجص وفي إحدى القرى استطاع نيبور أن يحصي أكثرمن ستمائة من الأواني الطينية المليئة بمادة الصباغ الأزرق ص236.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24