الخميس 18 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
رويترز: أدنوك تنجح في جمع 19 مليار دولار من مستثمرين
الساعة 20:02 (الرأي برس_ارم نيوز)

     
نجحت شركة أدنوك الإماراتية للنفط في استقطاب استثمارات خارجية ضخمة، وحققت جهودها نتائج واعدة، وفق وكالة رويترز.

وكان اقتصاد أبوظبي تأثر، مثل اقتصاد السعودية الجارة الخليجية، بهبوط شديد في أسعار النفط في منتصف العام 2014، الأمر الذي كان سببا في إطلاق حملة لتقليل الاعتماد على النفط الخام. وكان أحد أعمدة هذه الحملة إصلاح شركة أدنوك التابعة للدولة وتحديثها واستقطاب استثمارات أجنبية.

وعلى النقيض من سعي أرامكو السعودية لإدراج عملاق في سوق الأسهم في خطوة حظيت بدعاية واسعة واهتمام كبير، اتجهت أدنوك إلى نهج أكثر تدرجا في سعيها لجذب الأموال ولم يمعن خبراء الصناعة النظر في تفاصيل نشاط أي من الشركتين.

”أوبك“ تتوقع طلبا أقل على نفطها مع بلوغ الإنتاج الأمريكي مستوى قياسيا جديدا
السودان.. استرداد حقلي نفط سيطر عليهما مسلحون من المخابرات
غير أن أدنوك، واسمها بالكامل شركة بترول أبوظبي الوطنية، جمعت أكثر من 19 مليار دولار خلال السنوات الثلاث الماضية من مستثمرين في الخارج، وفقا لحسابات رويترز بناء على البيانات المنشورة عن حجم الاستثمارات ورسوم التوقيع ومبيعات الحصص.

ويعادل ذلك ثلثي المبلغ الذي جمعته أرامكو السعودية والبالغ 29.4 مليار دولار في أكبر طرح عام أولي في التاريخ.

وعلى سبيل المثال، أبرمت أدنوك، التي تورد ما يقرب من ثلاثة في المئة من الطلب العالمي على النفط، صفقات مع بلاك روك أكبر شركة في العالم لإدارة الاستثمارات ومع شركة كيه.كيه.آر الاستثمارية الأمريكية، فيما يمثل خطوة نادرة للاستثمار في شركات النفط الوطنية في الشرق الأوسط.

كما باعت أدنوك حصصا في بنيتها التحتية من خطوط الأنابيب وأنشطة التكرير.

وقال ديمتري مارينشينكو المحلل لدى مؤسسة فيتش للتصنيف الائتماني: إنه في حين تهدف الشركتان للاقتداء بنموذج شركات النفط الكبرى من خلال التوسع في أنشطة المصب والتجارة والبتروكيماويات، فإن استراتيجيات التمويل لدى كل منهما مختلفة.

وأضاف قائلا: ”أرامكو تجمع الأموال في الأساس من خلال الاقتراض التقليدي، بينما تستخدم أدنوك أشكالا أكثر تعقيدا من التمويل بما في ذلك بيع حصص أقلية في شركات تابعة لها. وأدنوك أكثر انفتاحا على التعاون مع الشركاء الدوليين“.

الشيخ محمد يسعى للتغيير

قاد حملة الإصلاح الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي، وترجع هذه الإصلاحات إلى عام 2016 عندما انخفضت أسعار النفط إلى 30 دولارا للبرميل، مما قلص إيرادات الدولة وكشف عن مدى حساسية موازنة أبوظبي لتقلبات الأسعار.

وعين ولي العهد سلطان الجابر رئيسا تنفيذيا لأدنوك بخطة لإعادة هيكلة الشركة لزيادة كفاءتها، وجعل أدائها أقرب إلى أن تكون شركة نفط كبرى أكثر من شركة احتكارية تابعة للدولة.

وسرعان ما شرع الجابر في تنفيذ خطط لتغيير قيادات أدنوك، واستغنى عن 5000 موظف أغلبهم من الأجانب من بين العاملين في الشركة وعددهم 60 ألفا.

غير أن تغيير مسار مؤسسة تعد من أكثر المؤسسات تحفظا في المنطقة ليس بالمهمة السهلة. إذ يعتمد إنتاج أدنوك على امتيازات ترجع إلى عشرات السنين لدى شركات نفط غربية كبرى بعضها يعمل في الإمارات منذ 1930، كما أن من النادر إبرام صفقات جديدة أو جلب استثمارات أجنبية.

وفي أبريل/ نيسان 2016 وبعد شهرين من تعيين الجابر، قام الشيخ محمد بزيارة لمقر أدنوك الرئيسي لتنبيه المديرين والعاملين.

كانت رسالته ومطالبته بتغيير حاد في ثقافة الحق المكتسب أمرا غير متوقع في بلد يتوقع فيه أغلب المواطنين وظائف مضمونة من الدولة وتأمينا طويل الأجل.

ونقلت عنه هيف زمزم، النائب الأول للرئيس لتطوير ودعم الأعمال بالشركة، قوله للعاملين في اللقاء الذي حضرته في أدنوك إن عليهم أن يتخلوا عن شعورهم بالحق المكتسب، وإنه لم يعد من الممكن ربط الإمارات بتقلبات أسعار النفط سواء كانت 30 دولارا أم 100 دولار للبرميل.

وقالت هيف، التي سبق أن عملت مع الجابر في شركة مبادلة الاستثمارية الحكومية: ”هو قال ’قدم لي بيان سيرتك وأظهر لي خبرتك وبين لي ما تستطيع فعلا أن تفعله وأمامك فرص عظيمة“.

أقصى استفادة من كل دولار

كُلف الجابر، وهو وزير للدولة ورئيس تنفيذي سابق في وحدة الطاقة التابعة لمبادلة وحاصل على درجة الدكتوراه في الأعمال والاقتصاد، بجعل أدنوك تحقق أرباحا كافية للإسهام في ميزانية الإمارات حتى في حال انخفاض أسعار النفط.

وقال في مقابلة بمكتبه في الدور الثالث والستين بمقر أدنوك: ”أردنا تحدي نموذج الأعمال التقليدي لشركة النفط الوطنية“.

وأضاف: ”لتبسيط الأمر.. نحن نعمل على أقصى استفادة بالدولار من كل برميل ننتجه“.

ولا تنشر أدنوك نتائجها المالية، لكن التغييرات أعجبت المستثمرين فيما يبدو.

وقال متحدث باسم شركة كيه.كيه.آر الأمريكية إن استثمار الشركة في 2019، وهو الأول لها كاستثمار مباشر في المنطقة، يرجع إلى إصلاحات أدنوك.

وأقامت أدنوك شراكات جديدة مع شركات أوروبية وآسيوية للطاقة مثل إيني الإيطالية وسي.إن.بي.سي الصينية لزيادة أعمالها في مجالات النفط والغاز والتجارة، وكانت أول شركة أجنبية تبرم اتفاقا لتخزين النفط ضمن الاحتياطيات الاستراتيجية في الهند.

وفي السعي للاقتداء بشركات النفط الكبرى، اجتذب الجابر موظفين من شركات توتال ورويال داتش شل وبي.بي لإطلاق عمليات تجارية جديدة. كما قاد تغيير الأسلوب الذي تخطط به أدنوك لتغيير الطريقة التي تحسب بها أسعار نفطها بتأسيس سعر قياس جديد للخام.

وفاجأت وتيرة الإصلاحات العاملين بالصناعة.

وقال كلاوديو ديسكالزي الرئيس التنفيذي لإيني وأحد أحدث شركاء أدنوك: ”هو بدل حال الشركة تماما“.

 
وشدد الجابر على أن الإصلاحات مستمرة.

وقال إن أدنوك تعتزم استثمار 45 مليار دولار في توسعة عملياتها في مجالي التكرير والبتروكيماويات مع شركاء، وتتطلع لزيادة حصتها في السوق العالمية للنفط الخام والوقود.

وأضاف قائلاً: ”لا نريد التمسك فقط بما هو معروف أو بالشركاء التقليديين. لا نريد أن نترك بابا دون أن نطرقه“.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24