الثلاثاء 23 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
فيلم "هيت"(1996) - ريان الشيباني
الساعة 10:42 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

في فيلم "هيت"(1996)، يعود المحقق "فنيسنت هانا" بعد منتصف الليل إلى زوجته، التي رفضت العودة إلى منزلها برفقة جارها وزوجته، وفضلت البقاء وحيدة على إحدى طاولات المكان، بعد أن غادرها بداية سهرتهما التي رتبت لتكون رومانسية.
وكان "هانا" قد قرر بداية هذه الليلة الخروج مع زوجته، لينفي عن نفسه تهمة "الولع" الشديد بمهنته. ليقول لها إن بإمكانه الجلوس إلى الطاولات والاستمتاع بمذاق الشمبانيا، ومراقصتها "التانجو".
لكن في المنتصف من خاصرتيهما، أصدر جهاز "النداء الآلي"، اهتزازاً. نظر المحقق إلى الشاشة الصغيرة فوجود أرقام هاتف وحدة تتبع الجرائم التي يعمل فيها. أرخى من قبضته المطوقة لخصرها، وغادر.
بعد عودته إلى الحانة، حيث تقعد زوجته في العتمة، بملمح يائس. رأى شعرها لا يزال مصففاً، وثوب سهرتها ملتمعاً، ووجهها بضاً إلا من أثر البهجة التي غادرته إلى الأبد.
فيما يحتفظ هو بالملامح الصارمة، لرجل لا تزال تتلبسه تقاسيم آخر قتيل حدّق في وجهه، فبانت رغبة الحيوات المهدورة للثأر من القتلة.
سألت الزوجة زوجها الواقف بمقابلها: أريد أن أعرف ما وراء تكشيرتك هذه؟
رد عليها: لأنه عليّ أن أتشبث بغضبي.. أحتفظ به، وأحتاجه كي أبقى يقظاً وواعياً كما ينبغي.
ما لا يريد أن يفهمه البعض، أو يفهموه ويتعاموه، أننا في هذا البلد؛ بانتحارنا الاختياري للبقاء فيه، هو محاولة مستميتة للإبقاء على "غضبنا". دفعنا كل ذلك، من صحتنا الجسدية والنفسية، لننجو حين قررت السفن مغادرة المياه الهادئة، لخوض غمار المستنقعات الضحلة والوحول. لأرى -بعد كل ذلك- من يعتقد بنفسه- على ما هي عليه من الارتهان والخضوع والغربة- وصيةً على ما الذي يجب علينا أن نفعل وما يجب أن نكون!

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24