الجمعة 19 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
(الحلقة الأولى)
عبد الكريم الرازحي..ضمير الناس وحامل لواء الإبداع والدهشة - محمد القعود
الساعة 10:45 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

-1-

هذا الرازحي.. العظيم ببراءته ,البسيط بروعة إبداعه المبهر.. هذا الرازحي.. العصيّ على الانكسار والخمول والجفاف الإبداعي.. العصيّ على كل سلطات الخضوع والقمع والمنع والحياة داخل أقفاص الأنظمة ودهاليز الخوف والشعارات واللاّءات والأُطر والتعليمات والممنوعات الأيدلوجية والحزبية والديكتاتوريات المختلفة التوجهات والمسمّيات..

هذا الرازحي.. الوعلُ الذي يناطح الجبال والأنظمة الجائرة والمتخلفة بقرونِ كلماته وأفكاره.. وبروق إبداعاته.. ويجرف أسوار الرعب والصمت ببراكين سطوره الجسورة.

هذا الرازحي.. الحصانُ الذي يطعن البريّة بصهيل إبداعه، ويخترق الآفاق والمجهول والجهات بعنفوان حريته, ورماح ومشاعل كلماته التي تتأجّج وتتقدّ عشقاً ورغبة وشوقاً في اكتشاف كل جديدٍ، ومراقصة ومخاصرة ومصافحة كل ما هو جدير بالإنسانية والضوء والمبادئ والنبل والسمو والمعاني والدلالات المثقلة بمواسمها وفصولها المدهشة..

هذا الرازحي ..المتمرّدُ على أنماط الرتابة، وقوالب التقليد والتقعيد والتنميط ، والخارج عن قوانين البلاهة، والغباء والاستغباء، والجهل والتجهيل، والانبطاح والتأتأة، والتلقين والبغبغة والأستحمار، والثائر المنتفض والمتمرّد الشرس ضد عقلية القطيع.. واستكانة العبيد..!!

هذا الرازحي.. العصيّ على التصنيف.. الرافض لكل قيود وأقبية العقل والفكر والإبداع والإرادة ..المقاوم لكل أسواط وجنازير الجلاوزة والجلادين , وأغلال الكهنة وأضاليلهم المضللة والمزخرفة بالشعارات الدينية والوطنية والإنسانية وطغيان الطغاة وأزلامهم ورعاعهم وأشياعهم وأتباعهم ومخبريهم ومخالبهم ودسائسهم وجبروت تفاهتهم الغاشمة..

هذا الرازحي العاشقُ للحرية.. المنتصر للحرية والمنحاز للبسطاء والمقهورين والمخذولين والمسحوقين.. والعاصف / القاصف لكل، وبكل التأطيرات والتصنيفات البلهاء والقاتمة..!!

-2-

هذا الرازحي المحصّن بطيبة هذه الأرض الطاهرة..

كان، وما زال، وسيظل حالة /ظاهرة إبداعية استثنائية، تحظى بالتقدير والجدارة والإعجاب..

لا شبيه لها في ملامحها، ومعالمها، ونتائجها، وتكوينها، وثمارها، وإنتاجها وحضورها وفاعليتها وتأثيرها الإيجابي المثمر..

حالة/ ظاهرة، رائعة محفوفة ونابضة ومتدفقة بالدهشة، ومتأججة بالعطاء والإبداع والإبهار والجمال والمواسم المثقلة بالأجمل والأروع..

منذ بدأ رحلته مع الإبداع وهو يزداد خصوبة، وخبرة، وتألقاً وتفرّداً.. وتجديداً.. وتجريباً.. وإبهاراً.. وإنجازا ..وعلواً.. وسموقاً.

لم يستند إلى إنجازاته الإبداعية السابقة والمتلاحقة, ، ولا إلى مكانته الأدبية الراسخة ,المرموقة، ولا إلى شهرته الواسعة والمتعمّقة في قلوب محبيه ومعجبيه.. ولم يتقوقع داخل دوائر الخوف والتردد والرهبة والاستسلام لنداءات النأي بالنفس والكتابة عن كل مجهولٍ..والحياد السلبي وإنما واصل رحلته وعطاءاته برؤى متجددة، وبأسلوبٍ مختلفٍ وفي مغامرات واقتحام لميادين ومجالات وآفاقٍ جديدة عليه..

والإصرار على اجتراح الأروع وإنجاز ما يراه يستحق إنجازه، بروحٍ وثّابةٍ، وبقلبٍ مسلحٍ بالإيمان وبالجمال ،وبموهبةٍ أصيلة العطاء والمنبع, وبإرادة مشتعلة بالأمل والحب والإيمان..

-3

عبدالكريم الرازحي ،المبدع الاستثنائي والمضيء والأجمل في زمن العتمة والجفاف واليباس والقنوط..

كان وظل ومازال يتدّفق ويتألّقُ بإبداعه منذ خطّ أول كلماته وحتى اليوم.. وفي مختلف المراحل والظروف والأنظمة.. والمناخات والأزمنة المتقلّبة والمتلونة.. بإرادة صلبة ..وبوعي عميقٍ ومدركٍ ومسؤولٍ لمهمة المثقف والمبدع تجاه واقعه ومجتمعه ،وغده..

عبدالكريم الرازحي, الأديب, القاص ,الشاعر, المبدع ,الإنسان, المجدّد والمتجدّد .. الساحر.. الساخر.. الفاتن ,الشجاع, المغامر في ميادين الحياة والمواقف والإبداع والأدب..

المُحاربُ بكلِ نبلٍ..

المحُاربَ من جميع السلطات والأنظمة والأمزجة، والأحزاب والجماعات المتأسلمة والملحدة والمعلمنة .. من اليسار واليمين والوسط..من دعاة التحرّر, ومن دعاة الإنغلاق, ومن "عيال الهرمة" ومن "عيال البرمة",من تجار الأديان,والأوطان, وتجار وباعة ومروجي الشعارات" الزنطلوجية" والهتافات" الخرطولوجية" وخطباء "الفاصولوجية", ومنظري" الطحسسة" و"البعسسة "و"الهلوسة"..!!

وللأسف من المثقفين والساسة الجهلة.. وإنصاص وإنصاف وأرباع الأدباء والمبدعين و"المتبدعين" و"المفكفكين" و"المتفكرين" و"المعللين" والمتنفذين والأوصياء على البقر والبشر والشجر والحجر والعقول والعجول والفكر والحياة.. والأوهام والسراب..!

لكنه بعظمة إبداعه المنتمي للإنسان والأرض ظل هو المنتصر.. ظل هو في قلوب ووجدان الناس إيقونة حبٍّ وعشقٍ وعطاء.. وبشارة ربيعٍ وفجرٍ ساطعٍ..!!

بينما ابتلع النسيان الكثير من الأدعياء والأغبياء وتهاوى الكثير من الأقوياء البلهاءو"الكراتين" في هوّة الأيام المخيفة.. وفي جبِّ مزبلة التاريخ..!!

-4-

الراز حي عبدالكريم الأديب والفنان المتعدد المواهب والإبداع ..والروائع..

صال وجال في ميادين الكلمة والإبداع ، فكان الفارس البارز ، الصائل والجائل والحائز الفائز ، المتصدّر والمتربع لكل قمةٍ وصدارة .. والحاصد الأول إعجاب وتقدير وثناء المتلقين والقراء والجمهور والنجم الأول والمحبوب عند شعوب وجمهور الثقافة والأدب والصحافة .

كتب الشعر .. فحلّق في فضاءاته الرحيبة وتميز بأسلوبه ولونه الشعري العذب .. وكتب القصة القصيرة ، فتفّرد وتسيّد..
وكتب المسرحية فكان هو ماهرها ورباناها وحققت عروض مسرحياته الاقبال والنجاح المنقطع النظير.
وكتب المسرحية فتألّق وأدهش وأشتهر..وحققت مسرحياته المعروضة والمنشورة أعلى درجة النجاح والأقبال والمشاهدة..
وكتب المقالة السياسية والاجتماعية والثقافية الساخرة، بشجاعة وجراءة وبأسلوبٍ لامثيل له، فتجلّى ودوّى وأبدع إيما إبداع، وكان هو فقط ، هو أميرها ونجمها وفارسها، وكان لها تأثيرها ووقعها المزلزل وزوابعها وحرائقها وصواعقها التي هزّت وعرّت وكشفت وتناولت وانتقدت كل الظواهر السلبية والأخطاء والسلوكيات المشينة والانحرافات الخرقاء والاخفاقات الناتجة عن أهمال ولامبالاة .كما رسمت تلك الكتابات الكثير من علامات الاستفهام والتعجب والحيرة حول اسماء وجهات ووقائع عديدة لهاانعكاسات مقززة في مجالاتها ومحيطها..!.
فكان مجرد وجود مقالة مذيلة باسم الرازحي كفيلة باشهار وارتفاع نسبة توزيع أي مطبوعة يكتب فيها الرازحي ، كما كانت كل مقالة يكتبها وينشرها حديث الناس ووسائل الإعلام والشغل الشاغل للحكومة والهيئات المختلفة.
وهكذا هو الرازحي في جميع مجالات الابداع التي خاض غمارها وبرز اسمه وقلمه فيها بقوة وابهار واقتدار..وصار إبداعه ماركة شهيرة خاصة به، غير قابلة للتقليد أو المجاراة.وصار هو مدرسة إبداعية لها ملامحها وكيانها الخاص في الساحة الثقافية والإعلامية اليمنية.

المبدع الرازحي في جميع كتاباته لا شبيه له .. مبدع من طرازٍ فريدٍ وأديبٍ من طبقة أدبية رفيعة .. وكاتب له أسلوبه الفذّ والبديع في الطرح والشرح والمدح والقدح ..
أديب مبدع باذخ العطاء والموهبة ،شاهق الحضور والإبداع له نكهته وعبقة وعطره النادر والفريد.. وله سره الخاص وشعره الفاتن ،وسرده البهي وكتابته العذبة كحلوى شهية ..!!

حياته كتابه وكتابته حياة وحديقة إبداع تسرّ الناظرين والقراء والمتلقين وتأسرّهم بجمالياتها وتعابيرها الصادقة والمعبّرة عن واقع تتصارع فيه الأضداد وعن شعبٍ تكالبت عليه الذئاب والمواجع والخيبات والطعنات والمجاعات وسياسات التركيع والتجويع والتجهيل والتدجين والترويع الفاشلة ..!

 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24