الجمعة 29 مارس 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
“غدر السعودية” وهدف الاستعمار.. السقطريون يسألون الرياض: ما الذي تفعلينه في الجزيرة إذا لم توقفي الانقلاب؟!
الساعة 19:48 (الرأي برس_ارم نيوز)
يعتقد سكان أرخبيل سقطرى أن المملكة العربية السعودية غدرت بالسلطة المحلية التي يقودها رمزي محروس، وغدرت بآمال السكان في إنهاء الوجود الإماراتي في الجزيرة. ويوم السبت، أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي التابع لأبوظبي “الإدارة الذاتية” في محافظة أرخبيل سقطرى بعد السيطرة عليها عبر ما اعتبرته الحكومة الشرعية “انقلاباً”. وقال محمد النوجدي الذي يعيش في حديبو لـ”اليمن نت” إن “السعودية غدرت بالسلطة المحلية إذ أن وجودها في الجزيرة كان من أجل طرد الإماراتيين ووقف أي محاولات للانقلاب على إرادة السقطريين”. ويشير النوجدي إلى أن القوات السعودية انسحبت من مناطق انتشارها في حديبو قبل ساعات من دخول قوات المجلس الانتقالي الجنوبي. لافتاً إلى نقطة سعودية غربي المدينة تم تسليمها للمجلس الانتقالي إلى جانب إدارة الأمن الذي يبعد خطوات عن مقر القيادة السعودية. وقال النوجدي إن “أبناء سقطرى لن يسلموا بلادهم للمحتلين مطلقاً”، مضيفاً: لا أحد يأتي للجزيرة من أجل مساعدة السكان أو الوقوف معهم بل لأطماع خارجية، الدولة وحدها من تحمي سكانها. وقال جندي ضمن قوات الأمن في حديبو لـ”اليمن نت” إنه انسحب هو ورفاقه من موقعهم غرب حديبو بعد “نفاد الذخيرة من البنادق”. مضيفاً: كان من الصعب هزيمتهم كنا نمتلك أسلحة خفيفة وهم يمتلكون مدافع ومنصات صواريخ كاتيوشا، ودبابات ومدرعات لم تشهد سقطرى مثل هذا الحشد العسكري من قبل”. وأضاف الجندي الذي تحدث عبر “الهاتف” مشترطاً عدم الكشف عن هويته: معظم من قاتلوا ضمن قوات الأمن غادروا إلى قراهم خارج حديبو مع أوامر القيادة بالانسحاب لعدم وجود تعزيزات في الذخيرة والأسلحة المتطورة. ويشير الجندي إلى أن “سقطرى لم تشهد قِتالاً عنيفاً بهذه الدموية طوال حياته (28 عاماً)”. لافتاً إلى أن خلايا نائمة كانت في “حديبو” ساهمت في إسقاط العاصمة. ويلقي الجندي باللوم على القوات السعودية التي كان يعول عليها وقف حلفائها الإمارات من جرّ الجزيرة التي تعتبر موقع للتراث العالمي. انقلاب على الوساطة وقال إنه سيعود للقتال إذا وجهت الأوامر بالعودة إلى حديبو. ويتفق مسؤول في السلطة المحلية ب”حديبو” مع ما ذكره الجندي، وقال إن “السعوديين أغلقوا هواتفهم مع بدء تحرك المجلس الانتقالي الجنوبي لدخول حديبو”. وأشار إلى أن “قائد القوات السعودية أبلغ المحافظ رمزي محروس والقيادة الأمنية والعسكرية إنه لن يتدخل، على الرغم من كونه قاد وساطة لوقف تحركات الانتقالي الجنوبي وأجبر الحكومة على سحب الاستحداثات الجديدة على مداخل حديبو لكنه رفض إجبار قوات المجلس الانتقالي على العودة لمواقعها السابقة”. ولفت المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته إلى أن خلفان المزروعي -ضابط المخابرات الإماراتية ومندوب بلاده في سقطرى- هو من قاد العملية العسكرية لاجتياح سقطرى “يعرف القادة السعوديون والعسكريون اليمنيون هذه التفاصيل لكن لا أحد يمكنه إجبار الإمارات على التراجع”. وكان رمزي محروس قد أشار إلى أنه تعرض للخذلان والصمت المريب من قِبل “من كان يعول عليهم في نصرة السقطريين” في إشارة إلى السعوديين والحكومة الشرعية. وكانت مصادر في رئاسة الجمهورية قالت ل”اليمن نت” إن القيادة السعودية رفضت الرد على مكالمات الرئيس اليمني للاستماع إلى تظلمه بشأن تحرك المجلس الانتقالي الجنوبي. من جهته قال منيف السقطري الذي يعمل في محل بقالة في حديبو لـ”اليمن نت” إنه أغلق محله كما فعلت بقية المحال التجارية في حديبو يوم السبت خوفاً من سرقتها من قِبل مليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي أو تجدد الاشتباكات. وأضاف “منيف” أن سكان سقطرى كانوا يعتقدون أن مواجهة “مليشيات المجلس الانتقالي” ستستمر فترة أطول وربما الانتصار عليهم لكن ذلك لم يحدث فقد فشلت الحكومة الشرعية في حماية السكان. “لماذا جاءت إلى سقطرى؟!” وقال “منيف” إن “السعودية زعمت أنها جاءت إلى سقطرى لنصرة الشرعية ومواجهة المليشيات، لكنها أصبحت شريك احتلال”. وقال المسؤول في السلطة المحلية بسقطرى “عندما رفض القادة السعوديون وقف المجلس الانتقالي الجنوبي باعتبارهم من رعوا الوساطة قالوا (إن أوامر من الرياض تمنعهم من التدخل)، لماذا جاؤوا إذن لسقطرى لا يوجد حوثيون في الجزيرة، جاؤوا كاستعمار مثلهم مثل الإماراتيين”. وقال الصحفي والناشط السياسي أحمد جمعان في تصريحات صحافية إن الجزيرة تعرضت للخيانة من قبل القوات السعودية التي سمحت للقوات التابعة للمجلس الانتقالي بالسيطرة على المؤسسات الحكومية. كما أن هذه القوات سيطرت على سلاح سعودي منح للحكومة اليمنية، وباتت تقاتل الشرعية بسلاح الرياض. في المقابل، قال المحلل السياسي يوسف دياب إن ما يحدث في جزيرة سقطرى محرج للتحالف السعودي الإماراتي، معتبرا في الوقت ذاته أن مطالبة السعودية بالتدخل إزاء ما يحدث في سقطرى أمر غير معقول، لأن قوات الرياض تتواجد في اليمن لاستعادة الشرعية لا لإذكاء الصراعات بين المكونات اليمنية. وأضاف أن القوات السعودية تتواجد في الجزيرة اليمنية من أجل تأمين الممرات البحرية لا من أجل تشجيع طرف ضد طرف. ويرى أنه لحل كل الأزمات في جنوب اليمن، يجب على الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي تنفيذ اتفاق الرياض بأسرع وقت، معبرا عن قناعته بأن الحل في جنوب اليمن يأتي بسرعة تنفيذ الاتفاق.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24