الجمعة 19 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن …..والقلم
الطويل ...الحكومة !! - عبد الرحمن بجاش
الساعة 16:03 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



الثلاثاء 7 يوليو 2020
 

حكايته سفر من ألم ..حتى إذا طال واستفحل ..لا تعود تحس به ..
عبد الله أحمد نعمان أو الطويل اسم لمسمى واحد ظل يتجرع لوحده الغربة برغم تاريخه الحي الناصع ولكن بدون بهرجة ولا إدعاء ولا تسول …!!!

كان والده أحمد نعمان سعيد من فرط كرمه يسمى " الحكومة " ، كان في عدن هناك حيث صنع الإنسان حياة بتعب وجهد باعها المزايدون تحت وطأة قراءة كتب ألفت لمجتمعات أخرى ...قرأناها نحن ورفعنا الراية ، لتكثر رايات القرى ، فما درينا بعدها بعد أي راية نسير !!!!..
بيت أحمد نعمان ظل مفتوحا للصغير والكبير …

حين قال العريقي لعبد الفتاح : حتى دكاكين الحلاقين اممتوهم ياعبد الفتاح ؟! ،اجاب الرجل وبدون مكابرة : ياعم سيف أيش تتوقع من ثوار أكبرهم سنا لايتعدى خمس وعشرون عاما !!! كان الرجل محقا ، وكان للبدونة والقبيلة وارث كان لابد أن يقضى عليه ، كان لابد أن تتغيرالعبارة ،فالحكومة وأمثاله لم ينهبوا ولم يسرقوا ولم يمدوا ايديهم إلى حق أحد ، بل واصلوا الليل والنهاريكدون ويتعبون ويكسبون بعرق جباههم ،حتى إذا جاء من أعمى الحقد قلوبهم فأمموا الأخضر واليابس …

عاد أحمد نعمان سعيد إلى قريته " الوجد" يفصل بين قريتينا أمتار من ضوء حين نراه " يشقح وسط الليل البهيم " ندرك أن الحكومة عاد من عدن ….حتى خبا الضوء وضوء طاقة محمد علي المعدني الاخر..الذي نظل ننظرالى مشدته المهيبة ونتخيلها في الليالي قارسة البرودة ….

كان هناك أمامه خياران احلاهما مر ...أما عيشة بكرامة ، او فباطن الأرض اكرم واشرف من ظاهرها، ماذا يمكن أمام هذا أن يقول المزايدون الذين اخذوا حق الناس ؟! ..
في عدن اخذوا حق الناس على وقع الهتافات ، وفي صنعاء لم ينقطع الأخذ حتى اللحظة ولكن مع الابتسامة !!!..

ضاع النبلاء بين اؤلئك وهؤلاء …

قرر الحكومة أن يذهب، فذهب ، كان نجله الاصغرعبد الرحمن قد ضحى بنفسه قبلا حين انقذ زملائه في محطة الكهرباء في الحسوة بعدن ، إذ وجد نفسه أمام قرار كبيربكبرالحياة وعظمة الموت ، إما أن يترك زملائه وينجو بنفسه ،فقرران يضحي ، ذهب وبقوا ….

ظل عبدالله أحمد نعمان باخلاقيات المناضل الكبير، لم يدخل ضمن الزفة العظمى ،حتى مرتبه قطعوه واكلوه !!!..
يظهرفجأة ، يختفي مرات …اتذكرذهابي معه ومع ابيه عمنا الحكومة ذات صباح إلى مستشفى الثورة ...بعدها لم ارهما ابدا …
بل تتناهى اخبارهما إلى مسمعي …

حتى ظهر فجأة خبر وفاة الطويل ، لحظتها فقط صرخت من اعماقي : أين أنت الآخرياعبد الحميد الزاوية ؟؟؟ وما يزال صوتي يدوي ، فيعود إلي رجع الصدى !!!..

أمثال الطويل كثيرين ،قدموا بهدوء ، وتعبوا بهدوء ، ولم يمنوا بهدوء، وعندما رحلوا قرروا ألا يدري برحيلهم احدا …
غصة تخنقني ….
اقرؤو للدكتور قائد محمد طربوش ماكتب عنه في صفحته وفاء لزميله ورفيقه …

لله الأمرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24