الجمعة 29 مارس 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن …….و القلم
دائما بموازاة الحرب…. إرادة الحياة تنتصر - عبد الرحمن بجاش
الساعة 16:51 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



الأحد 9 اغسطس 2020
 

قالت ابنتي تاج تحدثني وقد كانت وحمزة زوجها أيام اجازة العيد في إب :
لوترى جمال إب ، فستبادر إلى النزول فورا ..

قلت فورا : أعرف وادرك وأحس بجمال إب ،ولولا الظرف الخاص الذي يجبرني على البقاء لانطلقت براحلتي عند الغبش …

ذهب خيالي إلى أيام خلت ،أيام الثلاث ساعات ونصف الى تعز ، فمع طير البكور اصحى ،وامتطي راحلتي واسابق الشمس على الوصول إلى قمة سمارة ...وفي يريم اخالط العمال لحظتهم الحميمة فجرا ، كم يثيرون ذائقتك وكل منهم يحتضن بيديه قوطي القهوة عند اليريمي الذي ماان يراني وحوله البسطاء يحملون اقراص خبزهم والكدم ، فيبتسم مرحبا ويناولني قوطي البن " ياالله ماالذ تلك القهوة….

صديقي والاهيل العزيز عبده محمد الحكيمي اتصل بي وهويشرف من نقيل الجواجب على صبن والمصلى والاحكوم ، قال ضاحكا : المطر وحد بين قدس والاحكوم ،الخضرة إمتدت إلى المصلى فصار قطعة خضراء مع صبن ، لن نختلف معكم في تبعية المصلى بعد الآن …!!!!!

اتصل حميد - بضم الحا- نجل ابن عمي ماجد يشجني وخاصة بعد أن شاهد حلقة السعيدة : ياعم عبده السواقي ازدهرت ، و" الأحوال " تنشع من اسفلها ، والغيول القديمة عادت ، والجبال تراها موزعة خيوط الفضة على أجسادها تهطل إلى الاودية ، ووادي الجنات غيله غزر ، تعال تعال ...تحسرت ولم ارد عليه ….

عبد الوهاب اتصل بي : أين أنت ؟ المطر لم ينقطع والفجر لازال يستقبل الشمس صاعدة من عدن ...والخضرة بحرلا ينقطع من رأس النقيل حتى باب معادن …

كثيرين سافروا ،تحملوا مشاق الطرقات الجانبية وتحدوا الوجع وتوزعوا على كل ارجاء البلاد ..تخطوا الحدود الوهمية التي تحاول الحرب فرضها ووصلوا إلى البحر ..ونجل صهيرتي "وفي" ترك البحر وجاء إلى صنعاء يعلن انتماءه لليمن الواحد الذي يوحده المطر ….

لم ارشجنا كما احسسته هذا العام في كلام الناس …وفي صنعاء ام المدن ، خرج الناس أيضا إلى وادي اللؤلؤة في همدان ، وإلى شلال بني مطر ،وإلى الوادي ، وإلى خولان ...والظاهرة الاجمل أن كثيرين امتشقوا عدسات تليفوناتهم وسجلوا اللحظة الخضراء ….و انزلوها في صفحاتهم …

شيء واحد يتأكد هنا :
المطر حب في وجه الحرب ..
المطر رسالة حب إلى الطيبين الذين ينحتون الطين مواسم البذار..
المطر حياة …
المطر أمل وضوء ينير النفق كله …
المطر شهقة الأطفال في وجه الرصاصة …
الحياة مهما بدى أن الظلام طال وقته …
تنتصر وتقهر آلة الحرب …

لله الأمر من قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24