الاربعاء 17 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن …….و القلم
يا سيدي ذلك صحيح … - عبد الرحمن بجاش
الساعة 16:17 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)




الخميس 27 أغسطس 2020

عندما كتبت عن مصر للمرة التي لا اعرف لها رقما ، فقد كتبت عنها الكثير..ظن البعض وهم مشكورين أنني نسيت الكويت ، فأرسلت إلى صديق عزيز آخر ما كتبت عنها و التي ارتبط هي الأخرى اسمها باليمن كما قلت يا سيدي العزيز بزواج كاثوليكي لا ينفصم عراه ابدا ….
ومن مدرسة الكويت الإعدادية بتعز وحتى السفيرالاستثنائي سالم غصاب الزمانان وبعدهما ومابينهما وقبلهما مساحة كلها مفعمة بحب لايمكن أن يفتر يوما لكل ماهو كويتي، فقد مدت إلينا يد الخير بدون أن يقول أصحابها : أعطينا، بل رددوا دوما : هو واجبنا ….
في عيادة الأسنان وقد جلست انتظر موعدي، لمحتها هناك في الأسفل تحت الزجاج " العربي " وبجانبها مجلة " غيمان " اليمنية وكأنهما تعبران عن واقع الحال، فورا قلت : الله كم خسرنا ...أقسم أن حنينا اجتاح كياني لحظة أن لمستها وتناولت غيمان ووضعتها أمامي حتى اعود لها العدد" 637"، فاحتضنتها احتضان عاشق لمعشوقته ...وذهبت بعيدا اجول من أينما أنا إلى مغرب العرب، مشرقهم ومغربهم ….
قلت احدث نفسي : الآن أدركت ، أدركت أن " العربي " كان الهدف منها جمع العرب، وظل استطلاع " اعرف وطنك " اوسكارمتري وسليم زبال ،دققوا في الإسمين لتدركوا كم خسرنا، إذ لم يكن أحد يسأل أحدا عن مذهبه ولا طائفته، يكفي أنه عربي …
العربي خذل " العربي " وهي التي وحدت الحرف والكلمة ، وتخيل نهاية كل شهرأن العرب من مشرقها إلى مغربها إلى شمالها إلى جنوبها كلهم يتجهون إلى الأكشاك والمكتبات لاقتناء مجلة الوطن العربي " العربي " ، وأنا عشت لحظات الاستطلاع نهاية العام 69 ذلك الصباح البهي ونحن في طابور الصباح في ساحة أأجمل مدرسة " الشعب " اهداها السوفيت للشعب اليمني تحولت إلى مقلب للقمامة تحت إدارة الفساد !!!..لانجزمقارنة فيما بعد بين ذلك العدد البهي والعدد الأول، القيته في احتفائية جميلة ابتهاجا بمرور خمسون عاما على صدورها ،بحضرالرجل الذي اعطى بعدا جديدا للعلاقات المتميزة سعادة السفير الزمانان …
لا يمكن لنا إلا أن نحب الكويت ، ولايمكن لي سوى الإدراك أن " العربي " خذلت ...كما خذلنا الكويت لحظة الغزوالذي انتهى بصاحبه إلى ما انتهى إليه ….
لن تصدقوا أنني اعدت تلك النسخة من العربي إلى مكانها ،وكنت هممت بسرقتها ، ومن وحي ماحصل كتبت عمودي : " هل تجوز سرقة الكتب؟! " …
لم أنس النسخة ، عدت أمس إلى العيادة ،وظللت اقلبها ، ولم أستطع مقاومة رغبتي في الحصول عليها …
أول ما دخلت إلى الطبيبة المتميزة ، كانت في يدي ، قلت لها : أنتي أمام خيارين ، إما أن تعيروني هذه النسخة أو سأسرقها ...بادرت وبكل أدب : بدلا من أن تهمل هناك ،وحيث لايقرأ أحدا ، أنت احق بها ...سجلت لها كل امتناني واستعدت لحظة الحصول على أي مجلة أيام تعز ، لقد كنت أظل اجري واتلفت خلفي وكأن هناك من يلاحقني ...وتذكرت دولاب صهيري أحمد الذي إليه تسكن إعداد كثيرة من العربي يطمئن عليها كل ليلة ،جمعها من الخمسينات ، جاءت الحرب اللعينة ،ترك بيته في حوض الاشراف بتعز ، وكلما أسأله يقول : أنا مقهورعلى " العربي " …
الكويت خذلت من الحكام العرب ، و" العربي " خذلت أيضا فصارالوطن العربي كما نراه الآن بدون العربي ،ونحن بدون "غيمان"..
سيدي السفير: ستظل الكويت في اعماقنا ...وستظل "العربي" أمام اعيننا برغم عجزنا …
لله الأمرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24