الجمعة 29 مارس 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
البردوني واحد من أعظم شعراء القرن العشرين!! - حسن أحمداللوزي
الساعة 11:25 (الرأي برس - أدب وثقافة)

 


 لا شك ان البردوني واحد من اهم وأعظم شعراء القرن العشرين في الوطن العربي الكبير.. ومن الاستحالة ان يغيب إسمه عند محاولة رسم لوحة تتزين بعشرة اسماء من عظماء القرن المنصرم الذين كتبوا القصيدة الكلاسيكية بتقنية عالية الجودة وسامية الروعة ومكتملة الصنعة ..وأبدعوا فيها.. وتعملقوا في تجويد انتاجها.. لتكون في عمق العصر.. وأثمن ما يكون من ابداع بين يدي المتلقي.. ولتصير مع ذلك علامة ساطعة في قلب الحداثة الشعرية الملتزمة بأقانيم الشعر الأول كما تجلى في المهد وتنامى وتشكل
> > > >

 

 أخشى بعد رحيل الشاعر العملاق عبدالله البردوني ان تكون القافية أيضاً قد رحلت.. وأعني بموت القافية.. إنقراض الشكل.. وأعني بموت الجواهري والبردوني رحيل الجسد!!
ألم يكن البردوني والجواهري من قبله على رأس قائمة العمالقة؟؟ إن لم يكونا خاتمتها؟!
 وهناك حقيقة تقول بأن البردوني لم يبدأ عملاقاً ولكنه بكفاحه الإبداعي.. وجهاده التثقيفي المستميت وثب سريعاً إلى قمة العمالقة المعدودين بأصابع اليد الواحدة في سماء القصيدة العربية في الوطن اليمني.. وهو ماأهله أيضاً لأن يحوز موقعاً مع الأوئل«العمالقة» في سماء القصيدة العربية على نطاق الوطن العربي.. وتلك حتماً القمة التي يعد بها الخلود كل مبدع أصيل ومتميز ومتفرد!!
> > > >

 

 لقد حاولت في كتابة سابقة نُشرت في صحيفة الثورة قبل أكثر من عشرين عاماً ان أدلي بشهادتي وأن أفصح عن رؤيتي حول الشاعر البردوني كتلميذ له ومحب للشعر ومما كتبتُ مايلي:-
لقد كان البردوني منذ بدايته الشعرية قادراً على السيطرة الحقيقية والحكيمة على كل إسرار الصنعة الشعرية.. ولكنه مع احتدام التجربة الشعرية لديه وسموه بها انتقل من مرحلة يمتلك فيها الصنعة الشعرية المغلفة بروح الكلاسيكية الى مرحلة يمتلك فيها الصنعة الشعرية المشبعة بروح الرومانسية إلى مرحلة يمتلك فيها الإلهام غير المتجرد من بريق الذهنية الواعية.. والواقعية الثورية وصار الشكل لديه بوتقة ذائبة في ماهية المضمون وتفاصيله بحيث صار لا يمكن النظر الى قصيدته الجديدة إلاّ من خلال رؤية كلية يتوحد فيها الشكل بالمضمون ويتوالدان معاً في ذاتها بالأفكار والمواقف والرؤى التي تبلور التجربة الشعرية في معاناتها الذاتية والموضوعية !
> > > >

 

ولقد كان وما يزال ديوانه زمان بلا نوعية هو بشارة التحول الكلي الجديد لغةً واسلوباً.. تعابيراً وصوراً.. وجملاً وتركيباً.. حيث برزت عناصر التفوق في عطاء البردوني المتصاعد بحيث صار يمتلك الخصوصية بين زملائه الشعراء الذين ينسجون عطاءهم على منوال القصيدة الكلاسيكية وفي اصطلاحين أخرين أطار القصيدة العمودية أو البيتية بحيث أمكننا ان نصفه بالشاعر العمودي المتفرد.. ليس قياساً على الشعراء في قطرنا اليمني.. وانما ايضاً على امتداد الساحة العربية فيكاد يكون هوالوحيد الذي يجيد ويتفوق على نفسه بمقدراته المتنامية ولإلتصاقه الواسع والمتعدد بثقافة العصر وروحه الإبداعية برغم انه غزير الانتاج لأن غزارة الإنتاج في الكتابة النثرية الفكرية والأدبية قد تكون على حساب عظمة الإبداع الشعري؟
> > > >

 

ولا حديث لنا حول مضامين شعر البردوني.. لان شعره شعر ملتزم بقضايا الشعب وقضايا الأمة العربية وقضايا الانسان في كل مكان فهو قدر شعري في صف الثورة مبشر وسائر في ركابها ومستشرف لافاقها يبحث عن خلاص الانسان المعذب ويتغنى بالحرية ويواجه بشجاعة مشهودة كل اساليب القمع والاحباط والتعويق.. شديد التمسك بارادة التغيير الثوري والايمان بالمقدرات الشعبية ودائم البحث عن الفرح والحب وحتى الحب العاطفة الإنسانية تتغير في نظر الشاعر عبدالله البردوني وتمر بتحولات متنامية ليبلغ بها مرحلة الشمولية.. وبما يوازي اتساع رمز العاشق ذلك الإنسان الشجاع السخي الذي يقدم روحه رخيصة في سبيل معشوقته التي هي اليمن أولاً وأخيراً!.
> > > >
لست ناقداً ولهذا لم اكلف نفسي عناء التوغل في بحث السمات الكائنة في قصائد البردوني الشاعر العملاق فهذه مهمة النقاد !!!!

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24