الخميس 25 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
خيوط الفجر…
المبصر الأكبر؟! - عبدالرحمن بجاش
الساعة 19:10 (الرأي برس - أدب وثقافة)


                        
كيف تكون بصيرا في بلد كله من أوله إلى آخره عميان ؟؟ 
هكذا كان البردوني ، وهكذا كنا ولازلنا ،وسنظل ، طالما والعقل والبصيرة يغيبان كل لحظة ..ونتحول تدريجيا إلى قطيع من أغنام لاتدري من راعيها !!!
ليست الحكاية متعلقة بالجدل العقيم : انت متشائم ، يارجل تمسك بالأمل …الأمل كما قال لي د. عبد الكريم الإرياني يشتي عمل ، والوصول إلى اليقين بحاجة إلى جهد مضاعف …
ان يكون البردوني هنا ،ويذهب ،فلا يترك ذهابه أثر، فهي المصيبة ، فلوكان البردوني في امة أخرى لصاغوا منه القصائد والتماثيل وتحول إلى مادة أساسية في المدارس بالذات الابتدائية والجامعات …
يذهب البردوني ، وتسقط بيته فلا تتحرك من رؤوسنا الشعيرات البيض والسود في دليل آخر على أننا مجرد اموات ، ننتظرقرارات فوقية بالفرح أو الحزن ، أن نحب ،او نكره ...والدليل الآخر أن جنازته جرى لفلفتها كما لو كان نكرة أو لاوجود له ،بينما كانت الأعلام تنكس للفاسدين من كل شاكلة ولون …
لوكان هنا شعب حي ، وهوكذلك ، صحيح  تقتله النخب كل يوم بتجويع وأفكاره ،لكن كان على هذا الشعب برغم كل فواجعه أن ينكس الأعلام يوم وفاة المبصر الأكبر هذه وفي هذه البلاد ….لذلك يظل هنا محمد القعود من ننحني له احتراما فقد حاول ولا يزال ،ومن هناك محمد جسار عبر النت عمل ما استطاع على أن يبقيا الرجل حيا في وقت نحن فيه نموت …غيرهم لم ينجح أحد…
لوان لدى ورثة البردوني بعض مشاعر ،فعليهم أن يجلدوا أنفسهم كما جلد البردوني الأدباء ذات يوم في لقاء مع مجلة " الوطن " التي كانت تصدر عن المغتربين واجراه معه فتحي الملا...لكن للأسف فالجهل الذي طبعنا بطابعه ادى بالورثة الى الجهل بمن هو وما هو البردوني !!!! ،فلو كانوا يدركون عظمته ما اختلفوا على متاع هو من حق الناس..وهاهو يتحول إلى ركام وسيظل كذلك ،لان القلة هم من يدركون ماذا يعني الشعر، والشعر يدري من هو البردوني !!!..
سيظل البردوني يقتل كل يوم أمام أنظارنا ، حتى لو ولولنا كما هي العادة لأيام فننسى لكل السنين القادمات …
تمنيت أن أسمع عن قاعة في جامعة ، أو شارع ما ، أو مكتبة عامة غير التي في ذمار تحمل اسمه ...لكن بلدا عجز عن تسمية الشوارع غير جدير بأن يكون بحجم البردوني ..واغفروا لي قسوتي ربما …
سيظل صوته يرن في أذني وقد اقتربت منه أمام مكتبة أبوذر، حيث همست في أذنه : أقسم أنك المبصر الوحيد في هذه البلاد ، ومضيت ، ظلت ضحكته تلحق بي وانا أستعيد مشهد انزاله كتابا جديدا إلى المكتبة ومعه " الزنقلة " ….بعد أسبوع مات ، بعد أسبوع آخر نسينا وبأمر من الرئاسة …
وسيأتي من يقول : يارجال لاتحاكم الاموات ...هزلت 
الأحد أغسطس 2020

عن منصة خيوط

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24