الخميس 25 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
هل أتاك حديث اللآلئ - عبدالرحمن بجاش
الساعة 19:32 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


"""""""""""""""""
بعفويته كان يحدث التليفون :
أنا خارج صنعاء ،أنا وأمي وأبي والزوجة ...
صوت ضاحك من الخلف أضاف : و" الفليبينية "....
ضحك قلبي حتى التخمة ...
كانت السماء لحظتها تضحك نفانف غيث ...
والأرض تبتسم اخضرارا ...
الإنسان ابن الطين ، ومتى ما استقرت عيناه على طين وقدتماهى بالماء ..احس هوبالانتشاء ...
خدود جدتي كانت تبدو ندية كلما صحت غبش الفجر مع زنينة المطر...
السماء والأرض والنفس وعيون المها وخدود الصبايا ترحب بالغيث مدرارا مع الفضول مكانني ظمآن....
أنا ابحث عن اللحظة التي كتب فيها رائعته ،ويا عزيزة انقذيني ...اخبريني في أي لحظة عشق أحس فضولنا بالظمأ ؟؟؟؟!!!!!
" الفليبينية " هي دينا اجمل خلق الله نفسا ،ورثتها عن أبيها الذي لازال يرسل ابتسامته ندية كالفجرعبرالشاشة رسول الطيبين ...
بصدقه المعهود ، لم ينتبه " هشام " إلى انه لم يشير الى وجود زميلته " دينا " معنا ، فعلقت بروحها الاكثراخضرارا " والفليبينية" ...
هل أتاكم حديث " اللولو" " اللؤلؤة" " اللآلئ" ؟..
قل انه سفرمن محاجين ومساحات خضراء ملزوزة بين جبال مخضرة اخرى ..يشكلون مشهد تقف الروح أمامه منحنية احتراما للسماء التي كانت هثاللها تلفح خدود العصافير وعيون الاشجار...
اكتشفت ذلك النهار أننا تحولنا إلى مجرد " كراتين " في المدينة ، تكلسنا واصبحنا آلات صماء بلا مشاعر...
قالت زوجة هشام قبل أيام عدة من ذلك النهار: مارأيكم نذهب إلى وادي " اللؤلؤ" ، اللوحة اليتيمة بعد جولة الصباحة ،باستحياء تقول " اللولو" ، كنت قد قرأت لعبدالله عبد الالاه صورة هناك ...
أخرج من صنعاء تجد الجمال مرشوش حولها ...
كشفت أسابيع من مطرذلك السر..
لبست حذائي الرياضي ، وبنت الحاج لبست عباءتها ، ومن مطعم تزودنا بطعام غداءنا ،ركبنا راحلته وصعدنا نحوالعشاش الذي يشوه مع سابق إصرار..وإلى ذلك القاع الممتد خضرة ابحرنا ....
ما أسوا أسواق القات !! ، فمواطن كل التشوه تلك الأسواق ، قال هشام : حيث ترى قمامة ، وكل شيء في يد الإنسان مرمي على الأرض ، فاعلم ان هناك سوق للقات ...
زورقنا يتهادى وسط كثافة اخضرارلاينتهي ، واغنية سمجة لم تعبرعن اللحظة المكثفة فرحا ...
كلما ذهب النظر في أي اتجاه فخظرة الله بادية كانها زنة ابوعصا ، زنة العيد في آب المهاجل " آب ..سبولة وعكاب " ...
تلوت راحلتنا يمينا ويسارا على طريق اسفلتي بدأ ينقرض ..نهايته ..على الطريق ،من حولها ،من فوقها ،من تحتها ، ياالله ، كم تهفو النفس للخضرة ...
وقفت السيارة ، وقع نظري على الحمارخيراهل الأرض من تعب وشقى وحمل الإنسان الظلوم الجهول، لم يتلق منه حتى كلمة شكر..بل سخرية لاذعة عقيمة ، حتى اذا اراد اهانة نفسه نطقها " أنا حمار" " هوحمار" والحماراكرم واشرف لان عرقه يأتي له باللقمة الكريمة ....
وسط الخضرة ظل ينش ذيله ،وأنا اتذكر حمارالشيخ ...
نسيت بياض شعر رأسي ، نسيت الهنجمة ودواعي التعالي ،وانطلقت وسط الخضرة ...ولولا الحياء اللعين لكنت صرخت " أنا هنا " وسط خضرة يشوهها الإنسان بالقاء مخلفاته والرحيل ...
أنا ابكي من هذه اللحظة ، فالمدينة ستصل يوما إلى همدان ،ويضيع اللؤلؤة ...
إذا أردتم ،فاخرجوا ، لاتتحججوا بالأعذار...فحتى على ارجلكم اذهبوا إلى همدان ..هناك ثمة واد تحس معه انك إنسان جئت من الطين وإلى الطين ستعود ...
عليكم سلام الله ...

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24