الخميس 28 مارس 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
دمعتين في دمعة واحدة - زندان التهامي
الساعة 12:51 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


كان لك أن تتأخري يومين فقط ثم تغيبين...
لم يكن هذا الوقت مناسبا أبدا للغياب،
لم يكن وقتا جيدا لأكون فيه وحيدا وخائفا بهذا الشكل،
كان يمكن لو أنني كنت أعرف
بغيابكِ أن أدخر القليل من الأمن الذي يضفيه حضورك ليومٍ مثل هذا..
لم يكن أيضا مناسبا حتى في مخيلة القصيدة أن تغيبي في هذا الوقت..
آه كم هو صعب جدا..
فالوحوش التي ظهرت لأول مرة،
نعم لأول مرة،
ومن فصيلة جديدة لم يكن داروين على علمٍ بها، فليس لها أصل أصلا،
هذه الوحوش الجديدة والمخيفة كالموت ببطء، نشهت جسدي الصغير،
نهشته يا صديقتي جدا جدا
ولم يكن حينها بإمكاني الكتابة عنكِ،
بكيتُ كثيرا،
بكيت لليلتين متتاليتين بلا نومٍ أو أدنى استراحة،
بكيت جيدا ومن كل شيء:
من الله،
ومنكِ،
ومن الوطن،
ومن هذه الوحوش،
أغلقتُ باب غرفتي خوفا منها،
وكل عشر دقائق أنهض مسرعا لأتأكد أن الباب مغلق بالقفل وبشكل جيدٍ ومحكم،
يضحك صديقي الذي بجانبي،
إنه سعيد لم يدرك شيئا ولم يشاهد ما شاهدته بلا قصد، فتعثرتُ به للأبد،
أُقسِمُ لكِ لن أنهض بعدها،
-لا أبالغ وإن لمتني ولامني أصدقائي لأنهم لم يدركوا ماذا فقدت-
لقد فقدت آخر ما كنت أعول عليه،
لقد فقدت ثقتي بضمير الإنسان يا صديقتي،
آه ما أصعب أن تفقد آخر من ترجوه..
وأنتِ في هذا الوقت الحرج جدا ذهبتين هناك بعيدا،
أخاف عليكِ كثيرا،
أخاف بكل ما لدي من وقت،
بكل الطرق وبكل الغايات والوسائل، 
سألتُ عنكِ كثيرا
لم يجب أحد،
أم أن الجميع مثلي خائف من فصيلة الوحوش الجديدة؟!..
آه يا صديقتي
فلتعودي الآن لنرتب لسفرنا الأخير ونسترح بعدها للأبد...

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24