الخميس 28 مارس 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
​قصة قصيرة
بعثة الإنقاذ - وجدي الأهدل
الساعة 12:42 (الرأي برس - أدب وثقافة)


 

 

(1) العقعاق

عثرنا على مستكشفة الكواكب المأهولة بالحياة (لالات) في الموضع الذي أرسلتْ منه نداء الاستغاثة.

البروفسور المزيف (سويعي) الذي أوهم المجتمع العلمي بتوصله إلى معادلة لقياس مستوى الضجر رياضيًّا وقع في خطأ لا يُغتفر: فشل في احتساب مقدار المسافة الكافية للإفلات من المجال الطاقي للنجم الثاقب (رثوك) الملتهم الشره للزمن، فتأخرنا في إنقاذها بما يساوي مئة ألف سنة من سنوات كوكب الأرض!

إهمال (سويعي) وافتقاره إلى الكفاءة العلمية المطلوبة، يجعلانه مسؤولاً عن فشل البعثة في إنقاذ زميلتنا، وصار حتمًا أنْ تُطبق عليه المادة 313 من قانون العقوبات.

نبشنا قبرها الذي يقع في جزيرة بيضاوية قاحلة لا يدنو منها أحد بسبب براكين نشطة غائصة تحت الماء تحف بها.

توثقنا من هويتها عندما لقينا شريحة النوتيز التي حفظها تراب الأرض من التلف.

جثتها تحللتْ، وقام طبيب البعثة (غوث) بحفظ عظامها في زمرد مصهور تمهيدًا لإعادة استنساخها في الوطن.

كلفني القائد (نسري) بردم القبر وتسويته، سألته أن يأمر سويعي بمعاونتي فرفض، نقمتُ عليه لأنه لا يجد أحدًا غيري يُكلفه بالأعمال الشاقة.

اصطادت (عزة) عالمة الأحياء زوجين من حيوان أرضي قبيح المنظر جدًّا، يمشي بالعرض، ويحمي نفسه بقشرة صلبة، وله عشرة أرجل آملة أن يتكاثرا في كوكبنا. ذكرتْ أن مادة تسبب شلل الأعصاب يمكن أن تُستخرج منه. يحمل هذا الكائن المقزز شبهًا من حيث الشكل بمركبتنا، ربما لهذا الشبه المبتذل راقا في عيني عزة! 

صحح سويعي حساباته، ثم أقلعتْ مركبتنا عائدة إلى كوكب الميعاد.

أثناء رحلة العودة قمنا بتشغيل شريحة نوتيز (لالات)، التي كانت مزروعة في فخذها، وقفزنا بالمؤشر لنشاهد الجزء الأخير من حياتها، أيّ منذ هبوطها على كوكب الأرض وحتى وفاتها.

لقد بدأتْ مأساتها عندما اصطادها كائن أرضي متوحش مكسو بالشعر، ولكي يقطع عليها أيّ أمل بالفرار قام بتحطيم مركبتها إلى قطع صغيرة. رأينا ذلك الكائن البشع اللا أخلاقي يُراودها عن نفسها لإشباع رغباته المنحطة، رأيناها تقاومه وتدافع عن طهارتها بعضات قوية، فثار غضبه وضربها بأحجار مسنونة فسالت دماؤها، ورغم كل الجروح التي أصابتها لم تستسلم.

نزلت من عيوننا حبيبات ألماسية حين رأيناه آخر الأمر وقد أعيته صلابتها يفقأ عينها، وهددها بفقء عينها الثانية إنْ لم تستجب لشهواته، وخوفًا من أن تصير عمياء اضطجعت معه.

كاد يُغمى عليّ من القهر حين رأيته يأتيها.. وأخيرًا لم أعد أستطيع التحمل، فطلبتُ من أعضاء البعثة تغيير مسار الرحلة، وأنْ نرجع فورًا إلى كوكب الأرض لننتقم.

سألني القائد نسري: “وكيف ستنتقم من كائن أرضي مات منذ آلاف السنين؟؟”. وقعتُ في حيرة من أمري، ثم انطلق لساني بجواب أملاه عليّ الظرف الانفعالي الذي كنت تحت وطأته: “سأغتصب كل الإناث هناك، سوف أجعلهم يندمون على فعلتهم تلك”.

بدرت ضحكة ساخرة من الحقير سويعي.. “ها هيء هيء” وتمتم باسم (ضغب) وهو ميعادي يُضرب به المثل في اللعنة، فهجمتُ عليه وطرحته أرضًا، وبركتُ فوقه أكيل له الصفعات.

أمسكني القائد نسري من قفاي ورفعني بيد واحدة، وأخذ يخنقني هذا المحارب الضخم الجثة ببطء. قلت له وأنا أتحشرج ذائقًا سكرات الموت: “أعيدوني إلى كوكب الأرض واتركوني أواجه مصيري هناك”.

هرعت عزة الرقيقة القلب وسجدتْ أمام نسري وتضرعتْ إليه: “لتكن عقوبته أنْ يُنفى إلى الأرض ويبلى بين المتوحشين”.

تأثر نسري الذي يبدو أنه يُكنُ لها مشاعر خاصة، وقال لها: “انهضي”، ثم أرخى قبضته فسقطتُ وحظيتُ بفرصة ثانية للحياة.

نفذ الوغد الأملس سويعي الأمر وهو يبتسم بخبث، واستدارت مركبتنا عائدة إلى كوكب الأرض.

وشيئًا فشيئًا اعتراني شعور بالندم على فعلتي الخرقاء، وفكرتُ أنْ أعتذر للقائد على تجاوزي للقانون المقدس رقم عشرة، ولكن سحنته العابسة ونذالته المتأصلة وسجله الحربي السيئ الصيت في الانضباط المبالغ فيه والقسوة التي لا ترحم، كل هذه المعطيات حالت بيني وبين إهدار كرامتي لترجي العفو.

ولكن كلما نظرتُ إلى وجه سويعي المبتهج بنجاحه في الخلاص مني ونظراته المتخاوصة الدنيئة إليّ، قر عزمي أكثر على متابعة التمرد حتى النهاية.

(2) نسري

الوقت: 8,885009,836711  نبضة ميعادية. ويعادلها بتوقيت الأرض عام  1222 ق.م، السادس عشر من فبراير، الساعة الرابعة عصرًا وثماني دقائق وأربعين ثانية.

المكان: كوكب الأرض، البحر الأحمر، جزيرة جبل الطور.

كاتب التقرير: نسري – ضابط في القوات الفضائية الميعادية المسلحة.

التقرير: دخلنا قمع الزمكان الخاص بمجرة التبانة بنجاح، وهبطنا بسلام في الموقع المحدد الذي أُرسل منه نداء الاستغاثة. ثم فوجئنا أن مبرمج مصفوفة رحلتنا بين المجرات البروفسور سويعي قد ارتكب هفوة محزنة.. كان المفترض أن نصل بعد وصول إشارة الاستغاثة بحوالى ساعة واحدة أرضية، لكننا تأخرنا ما يقارب ثمانين ألف عام. وبسبب هذه الهفوة الرياضية غير المقصودة، تغيرتْ الحياة على كوكب الأرض وحدثت فيها طفرة تطورية.. لقد أقام كائن أرضي علاقة مع المستكشفة لالات، وأنجب منها نسلاً مهجنًا.

لقد ظهر نسل هجين أرقى، أكثر ذكاءً، وأقوى خيالاً، قاماتهم منتصبة، ووجوههم وسيمة كوجوهنا. هذه السلالة الجديدة التي ورثت من جهة الأب النشاط والقوة البدنية والعدوانية المجانية قامت بالقضاء على السلالات الأخرى وتسببت في انقراضها.

أمسكنا بعيّنة من هذه السلالة المهجنة، ذكر بالغ، وأجرى عليه الطبيب وعالم الهندسة الوراثية السيد غوث الأبحاث اللازمة، ومرفق مع هذا التقرير نسخة تبين بالتفصيل الطفرة الوراثية التي تسببنا في حدوثها على هذا الكوكب.

بعد انتهاء مهمتنا قمنا بحقن ذاك الكائن الأرضي بمحلول النسيان لينسى ذكرياته معنا، وأرقدناه تحت ظل صخرة وقاية له من أشعة نجمهم الضارة.

صحح البروفسور سويعي الخطأ في المصفوفة، وحلّقنا عائدين إلى الوطن.

قمتُ بتشغيل شريحة نوتيز المستكشفة لالات، وعندما عرضت الشاشة الثلاثية الأبعاد لحظة الاتصال الجنسي الأول مع الكائن الأرضي فقد زوجها السيد العقعاق صوابه وانقض على جهاز العرض وحطمه.

قدرتُ مشاعره، ولم أقم بأيّ إجراء ضده.. لقد كنا جميعًا في حالة من الصدمة.

أخذ الزوج المحطم الفؤاد يلوم البروفسور سويعي ويحمّله مسؤولية تأخُّرنا في إنقاذ زوجته، وكال له سبابًا فاحشًا لا يليق، والبروفسور سويعي صابر لا يرد عليه بكلمة. وبدلاً من أن يسكن غضبه فيهدأ، إذا به يهجم على البروفسور سويعي ويطرحه أرضًا ويخنقه محاولاً قتله. تدخلتُ وأبعدت السيد العقعاق وقمتُ بتقييده منعًا للمشاكل. فطلب بإلحاح أنْ نعيده إلى كوكب الأرض لينتقم ويُهلك كل سلالة ذلك الكائن الأرضي الذي عاشر زوجته. بالطبع رفضتُ طلبه، فهددني بالضغط على نقطة الانتحار. لقد بدا لي مجنونًا تصعبُ السيطرة عليه. 

لقد تطورتْ حضارتنا الميعادية في بعض نواحيها بصورة رديئة، ومن ذلك مثلاً الحق في إنهاء الحياة اختياريًّا عن طريق عصب مضاف داخل الفم، يمكن عند الضغط عليه باللسان بشفرة معينة أن يؤدي إلى الوفاة الفورية دون ألم.

أنقذتنا من هذه الورطة التي لا سابقة لها الآنسة عزة التي سجدت لي مُبدية أعلى درجات الخضوع، ورجَتني بدموع سوداء ألماسية غالية أن أُلبّي مطلب العقعاق.

أمرتُ البروفسور سويعي الذي كانت وجنته تنز دمًا أن يُعدل مسارنا ويرجع بنا إلى كوكب الأرض.

(3) غوث

عدنا بسرعة فائقة، حتى قبل أنْ يفيق صديقنا الأرضي الظريف من تأثير المخدر. فك قائد البعثة قيود العقعاق وسمح له بالمغادرة. فهبط ولم يودع أحدًا. اتجه مباشرة إلى الصخرة التي يضطجع عندها الكائن الأرضي.

قال البروفسور سويعي: “سوف يقتله”.

ردّ قائد البعثة: “هذا شأنه.. لقد انقطعتْ صلتنا به وإلى الأبد”.

مكثنا نراقبه وهو يلف ويدور حول الصخرة الضخمة ويصعد وينزل منها.  

قلت: “يا حزني على أبنائه الثلاثة”. ردّ البروفسور سويعي: “عندما تقوم حضرتك باستنساخ أمٍّ جديدة لهم وتزودها بشريحة أمهم القديمة فإنهم لن يشعروا باليتم مطلقًا.. وحتى الأب يمكن تعويضه”. هل كانت هذه زلة لسان؟!، شعرتُ بأنّ في كلمات البروفسور سويعي تعريضًا معينًا.. سرًّا عاطفيًّا خبيئًا.. تبادلتُ النظرات مع قائد البعثة، فتأكد لي أن المعنى المبطن لكلمات البروفسور قد وصله أيضًا.

طلب البروفسور سويعي الإذن بالإقلاع، فنظر إليه قائد البعثة من طرف عينه ولم يصدر الأمر، وراح يراقب تحركات العضو المنبوذ مؤملاً أن يثوب إلى رشده ويتجه عائدًا إلينا.

تشاور معي قائد البعثة على انفراد بشأن تخدير العقعاق وإعادته إلى كوكب الميعاد، ليتسنى لجهاز الانضباط السلوكي معاقبته.

وافقته على فكرته، وأخبرته أنني أستطيع وضع المخدر في كبسولات الطعام. قدرنا أن مخزونه من كبسولات الماء والطعام المحفوظة في حزامه سينفد خلال أربعين إشراقة متتالية للنجم. حقنتُ الكبسولات بالمخدر، وزيادة في التمويه طلبنا من الغادة عزة أن تهبط من المركبة وتُسلمه حصته من الكبسولات ومتعلقاته الشخصية.

نفذَت عزة المطلوب منها وهي لا تعلم شيئًا عن خطتنا. عادت وهي تذرف حصى الألماس الأسود من عينيها.

أصدر قائد البعثة الأمر بأن نغادر إلى موقع أرضي يشهد ثورانًا بركانيًّا خلابًا. شعرنا بالحماس، باستثناء البروفسور سويعي، إذ كنا تواقين إلى مشاهدة ولادة أرض جديدة.

كوكبنا الميعادي توقف عن النمو، ويخلو الآن من ظاهرة البراكين.

قام قائد البعثة بإغلاق الاتصال مع نوتيز العقعاق ليوهمه بأننا قد غادرنا كوكب الأرض.

فضّلنا جميعًا الدخول في سبات لتوفير الطاقة، باستثناء عزة التي انشغلت بإجراء دراسات معمقة عن السلالة الجديدة “الجنس البشري”.

في الموعد الذي ضربناه، قام قائد البعثة بفتح الاتصال مع نوتيز العقعاق، وتبين لنا من خلال قراءة موجاته الدماغية أنه واقع تحت تأثير المخدر.

طارت بنا مركبتنا إلى جزيرة جبل الطور، ووجدناه مستلقيًا على بطنه تحت الصخرة.

(4) سويعي

هبط نسري وحمل العقعاق على كتفه وعاد به إلى مركبتنا. ولكن ما إنْ وضعه على الأريكة حتى تبينت الخدعة.. كان كائنًا بشريًّا خدره العقعاق وزرع شريحة النوتيز في فخذه!

جست عزة الكائن البشري وأكدت أنها أنثى. نظرنا في جميع الاتجاهات فلم نجد للعقعاق أثرًا.. الجزيرة واسعة وفيها جبل يضيع فيه الفيل.. وبما أنه قد نزع شريحة النوتيز من جسده فلن نتمكن من تعقبه.

تشاورنا واتخذنا القرار بالإجماع أن نتخلى عن العقعاق ونرجع إلى كوكبنا.

طلب القائد نسري من طبيب البعثة أن يقوم باستخراج شريحة النوتيز من جسد الكائنة البشرية؛ قال إنه يخشى أنْ تُستغل هذه التقنية المتطورة لأغراض شريرة. كنا ندرك مقاصده ونشاركه مخاوفه.

أنهى طبيب البعثة عمله، فرأينا الشكل الحقيقي للكائن.. لقد كانت أنثى بشرية جميلة حقًّا.

كانت الخطوة التالية هي أن يعيدها القائد نسري إلى حيث كانت ملقاة ثم نغادر. اكتشفنا متأخرين أنّ جسد الكائنة البشرية كان مشبعًا بمادة تشلّ الأعصاب.. كنا نسمع ونرى ولكننا عاجزين عن الحركة!، هذا المتمرد الخائن الناقم على بني جلدته يفكر في قتلنا كلنا لكيلا نفشي سره: إن زوجته الحسناء (لالات) قد سلمت نفسها برضاها للكائن الأرضي الأحدب المكسو بالشعر، بل ووقعت في غرامه وأرادتْ أن تمضي بقية عمرها معه.

عندما وقعتْ في الأسر أرسلتْ نداء الاستغاثة، ولكنها غيرتْ رأيها فيما بعد، فقامت بإعطاء مركبتها أمرًا بالتدمير الذاتي، ولم تحتفظ بشيء من حضارتنا المتقدمة، باستثناء شريحة النوتيز التي تخصها.

ونحن في منتصف مسار بعثة الإنقاذ تلقيتُ الإشارة الثانية التي تفيد تلقّي مركبتها أمر التدمير الذاتي، فأدركتُ ما هي رغبتها الحقيقية وأمنية حياتها التي لم تخبر بها أحداً سواي.. فحرفتُ مسار مركبتنا بمقدار ضئيل نحو المجال الطاقي للنجم الثاقب رثوك.

بزغ العقعاق وعلى وجهه المارق ابتسامة ظافرة، وخلفه ذاك الكائن البشري المُعجبُ بنفسه، واقتحما المركبة دون مقاومة.  

(5) عزة

قام العقعاق بانتزاع شرائح النوتيز من أفخاذنا وحطمها. وتعاون معه صديقه البشري (سامري) في إخراجنا من المركبة وألقيا بنا عند حد البحر متعمدين أن تضرب مياه الأمواج أجسادنا التي يضرها ويتلفها الملح..

تعاونا في تحنيط جثة الأنثى البشرية (منة الله) التي تبين أنها زوجة (سامري) وأديا شعائر جنائزية غريبة، ثم اتفقا على تغيير اسمها إلى (مناة).

قاما بنبش قبر البشري المتوحش الذي اتخذ زميلتنا (لالات) صاحبة له، جمعا عظامه وطحناها، ثم مزجاها بتراب بركاني مُتَخّمِر له رائحة زكية، وصنعا من العجين تمثالاً.

قاما بمحو وإحراق نقوش بارزة بالخط العبري في تلك الصخرة، وسمعتهما يهمزان بشريًّا اسمه (موسى).

أيّ أمر يُدبّرانه؟، ألِأجل هذا أصر العقعاق على العودة إلى كوكب الأرض مرة أخرى؟؟، بعد فوات الأوان أدركتُ ما هي خطته التي تكتم بشأنها في الانتقام من الجنس البشري.. لا تُصدقوا أيّ شيء يقوله لكم.. ولكن يا له من تحذير متأخر! 

ضغط العقعاق على زر التدمير الذاتي، فتصاعدت الأبخرة من مركبتنا وتحولت إلى سوائل كيماوية سرعان ما تشربتها تربة الأرض الرملية.

لقد فقدنا نهائيًّا أيّ أمل في العودة إلى الوطن.

لن أتحدث عن حياتي القصيرة المليئة بالعذاب التي عشتها على كوكب الأرض؛ إذ لا أرى خيرًا في إخبار أيّ أحد عنها. كل ما أرجوه هو أن تسامحوني.

 

منقولة من صحيفة اليمني الأمريكي...

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24